دون فهمٍ للواقع الجديد الذي فرضته معركة "طوفان الأقصى"،
يتراجع بنيامين
نتنياهو بعد مرور ثمانية أشهر على بدء المعركة عن شعاراته
الشعبوية، كالحديث عن "النصر المطلق"، و"الاقتراب من الحسم"،
وهو نوعا ما يسير على سكة الإخفاقات والهزائم الأمريكية المتتالية في فيتنام
والعراق وأفغانستان.
على المستوى العسكري، زعم الجيش
الإسرائيلي -أكثر من مرة- أنه قام
بتدمير البنية التحتية لحركة
حماس في
غزة، محددا ذلك في مناطق جغرافية، كجباليا،
وبيت لاهيا، والشجاعية، وحي الزيتون، وخانيونس، إلا أن العقلية الإسرائيلية ما
تزال قاصرة على الفهم الحقيقي لطبيعة المعركة وإدارتها وأدواتها، ما أوقعها في
العديد من الأخطاء والمشكلات، وكشفها أمام المجتمع الإسرائيلي، فالمناطق الجغرافية
المذكورة آنفا استنزفت من رصيد الجيش الصهيوني الشيء الكثير خلال الأسابيع القليلة
الماضية، سواء على مستوى الخسائر البشرية، أو المعدات العسكرية.
نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تشغل نفسها في البحث مع عدد من الدول بما فيها الكيان الصهيوني، بشأن النظام الذي سيقوم في اليوم التالي للحرب، في حين تستمر حماس بصورةٍ عملية وواقعية في فرض سيطرتها وحضورها العسكري والأمني على غزة
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لديها جيشٌ متكامل الأركان لكنه
يعمل في الظل، والمقاومون يتحركون عبر شبكةٍ مذهلةٍ من الأنفاق والمخابئ السرية
تحت الأرض، أما على الأرض فإن أحدا لا يستطيع تمييزهم، إذ أنهم لا يرتدون الزي
العسكري، بل هم مدنيون يحملون السلاح في أوقات محددة، وفق تكتيك عسكري يسمى
"حرب العصابات"، أو "حرب الشوارع"، فهم يحاربون بلا دبابات،
أو كتائب قتالية، ودون وجود معسكرات للقتال، بل دورهم يقتصر على اقتناص الهدف من خلال
الخلايا العسكرية الناشئة، إذ لا يتجاوز عدد أفراد الواحدة منها ثلاثة أشخاص.
مع مرور الوقت، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تشغل نفسها في
البحث مع عدد من الدول بما فيها الكيان الصهيوني، بشأن النظام الذي سيقوم في اليوم
التالي للحرب، في حين تستمر حماس بصورةٍ عملية وواقعية في فرض سيطرتها وحضورها
العسكري والأمني على غزة، وهي بذلك تجيب بوضوح على السؤال المطروح في هذه المعركة،
حول من هو سيد البيت في غزة.
الوقائع تؤكد أن العدو الصهيوني فقد زمام المبادرة في قطاع غزة، وبات لا يملك القدرة الحسية أو المعنوية لتحقيق أهدافه في غزة، يأتي هذا مع تعاظم حضور حركة حماس في المشهد الفلسطيني الداخلي
وللإجابة على هذا السؤال، فإن الوقائع تؤكد أن العدو الصهيوني فقد
زمام المبادرة في قطاع غزة، وبات لا يملك القدرة الحسية أو المعنوية لتحقيق
أهدافه في غزة، يأتي هذا مع تعاظم حضور حركة حماس في المشهد الفلسطيني الداخلي، إذ
أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا، كاستطلاع المركز الفلسطيني للبحوث
السياسية والمسحية، يوم 1 حزيران/ يونيو 2024، أي بعد مرور سبعة أشهر على معركة
طوفان الأقصى، بأن ثلثي الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يؤيدون السابع من
أكتوبر، كما أن 80 في المئة يعتقدون أن المعركة وضعت القضية الفلسطينية في بؤرة
الاهتمام العالمي، ونصفهم يتوقع انتصار حماس وعودتها لحكم غزة بعد الحرب.
في المقابل، يخسر نتنياهو وحزبه "الليكود" في معركة
استطلاعات الرأي داخل المجتمع الإسرائيلي، لصالح المعارضة، وذات الشيء يحصل مع
الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أشار استطلاع لقناة فوكس نيوز أن 65 في المئة من الناخبين الأمريكيين
غير راضين عن أداء الرئيس بايدن في الحرب بين إسرائيل وحماس.