يسود التوتر في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط دعوات فلسطينية للإضراب العام جراء استشهاد
الأسير ناصر أبو حميد نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.
وأكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون
الأسرى والمحررين الفلسطينية، عبد الناصر فروانة، أن "استشهاد ناصر يشكل جريمة ضد الإنسانية"، مشددا على أن "هذه الجريمة تتطلب تقديمها بكل تفاصيلها لمحكمة الجنايات الدولية، وهذه مسؤولية الجميع".
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الاحتلال تعمد إلحاق الأذى بالأسير القائد ناصر أبو حميد، ورفض كل المحاولات للإفراج عنه وتقديم الرعاية الطبية اللازمة له منذ أن أعلن عن إصابته بالسرطان في أغسطس من العام الماضي2021، وهذا أدى إلى تدهور حالته الصحية إلى درجة الخطر، ومن ثم بلوغ درجة ميؤوس منها، حتى نال الشهادة".
ونبه فروانة، إلى أن "استشهاد الأسير ناصر، هو جريمة إسرائيلية"، محملا "حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإدارة
السجون، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة التي تستدعي توثيق تفاصيلها والبدء بخطوات التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لوضع حد للجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى ومحاسبة المجرمين، ووقف الاستهتار الاسرائيلي بحياة الأسرى".
وأفاد فروانة ، بأن "قائمة شهداء الحركة الأسيرة عقب استشهاد ناصر، ارتفعت إلى 233 شهيدا؛ وهؤلاء ارتقوا داخل سجون الاحتلال منذ 1967"، منوها إلى أن "المئات غيرهم استشهدوا بعد خروجهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها من داخل سجون الاحتلال".
وعن الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية، ذكر أن "حالة من التوتر تسود كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية، والصدح بالتكبير والطرق على الأبواب، ردا على جريمة إعدام الأسير ناصر أبو حميد"، منوها إلى أن "قوات القمع انتشرت تحسبا من انفجار الأوضاع داخل السجون"
وأعلنت الحركة الوطنية الأسيرة الحداد في كافة السجون، فيما حمل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، حكومة الاحتلال وأجهزتها العسكرية وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن الجريمة.
وطالب أبو بكر العالم والمجتمع الدولي "بوقف المجزرة الإسرائيلية المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين في ترك الأمراض القاتلة ترتع في أجسادهم بلا حسيب أو رقيب".
ودعت فصائل فلسطينية إلى
الإضراب العام والشامل في محافظات عدة بالضفة الغربية، داعية إلى تصعيد المواجهة على جميع نقاط التماس والطرق الالتفافية.
مواجهات في الضفة
وأصيب جندي إسرائيلي، الثلاثاء، رشقا بالحجارة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في الخليل.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل، أصيب خلالها جندي إسرائيلي بحجر في رأسه.
كما أصيب شاب برصاص "التوتو" خلال المواجهات مع الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل.
وفي وقت سابق، أصيب عدد من المواطنين بالاختناق، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية في الخليل.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز السام بشكل مكثف تجاه المواطنين بعد مواجهات اندلعت في أعقاب مسيرة غاضبة إثر استشهاد الأسير ناصر أبو حميد.
إدانات فصائلية
بدورها، أكدت حركة حماس، على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أن "سياسة الإهمال الطبي تكشف مدى إرهاب ونازية مصلحة السجون الصهيونية بحق الأسرى"، منوها إلى أن "الشهيد ناصر، القائد في كتائب شهداء الأقصى، قاتل حتى الرمق الأخير، ومثل الشعب الفلسطيني بالتضحية الكبيرة والإصرار على التمسك بكل تفاصيل الوطن".
وأكد في تصريح له وصل "عربي21" نسخة عنه، أن" استشهاد أبو حميد، جريمة كبيرة يرتكبها الاحتلال بحق الأسير والأسرى والشعب الفلسطيني، ويجب أن تواجه هذه الجريمة بتصعيد حقيقي للنضال الوطني لوقف سياسة الإهمال الطبي الإجرامية".
ولفت قاسم إلى أن "حماس تضع قضية الأسرى على رأس سلم أولوياتها، وتؤكد أن حل قضية الأسرى هو بكسر القيد عنهم وليس فقط بتحسين أوضاعهم داخل السجون".
وحملت حركة الأحرار الفلسطينية، "الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير البطل أبو حميد داخل سجون الاحتلال نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد"، مؤكدا أن "ما حصل مع الشهيد أبو حميد، هو جريمة مركبة تعكس إجرام الاحتلال وساديته في التعامل مع أسرانا وقتلهم بشكل بطيء".
ونددت في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، باستمرار "سياسة القتل المتعمد بالإهمال الطبي الذي يمثل سيفا مسلطا على رقاب أسرانا"، منوهة إلى أن "الشهيد أبو حميد، ليس الأول ولن يكون الأخير في سجلات الاحتلال السوداء المكتظة بأسماء شهداء شعبنا وأسرانا".
وأوضحت أن "هذه الجريمة هي وصمة عار على جبين قادة الاحتلال والأنظمة العربية المطبعة معه والمؤسسات الحقوقية والإنسانية التي تقف متفرجة وصامتة على إجرام وسياسات الاحتلال العنصرية المخالفة للقرارات والقوانين الدولية ولا تحرك ساكنا لفضحه ورفع دعاوى قضائية ضده وإنقاذ حياة أسرانا وخاصة المرضى منهم".
وطالب "الأحرار" السلطة الفلسطينية "التي تقف عاجزة، أن تخرج عن صمتها بتقديم ملفات قادة الاحتلال وملفات الأسرى المرضى والشهداء خاصة إلى المحاكم الجنائية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد شعبنا وأسرانا".
وقالت لجان المقاومة الشعبية في فلسطين، إن "استشهاد الأسير ناصر أبو حميد بسبب الإهمال الطبي جريمة بشعة تعكس وجه العدو الصهيوني الوحشي وسلوكه الإجرامي تجاه الأسرى الأبطال، وهو ما يتطلب التحرك سريعا لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادته المجرمين".
ودعت لجان المقاومة الشعبية إلى تصعيد المقاومة، والهبة الشعبية إسنادا للأسرى وللتصدي لسياسات الإعدام البطيء التي يمارسها الاحتلال بحق عشرات الأسرى المرضى.