وصف المدير العام لمؤسسة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان، شعوان جبارين، واقعة قيام جندي إسرائيلي بإطلاق النار من مسافة صفر على شاب فلسطيني بأنها "
فاجعة إنسانية بشعة، وجريمة حرب متكاملة الأركان، وعملية
إعدام ميداني خارج نطاق القانون"، داعيا لضرورة محاسبة
الاحتلال على تلك الجريمة، وغيرها من الجرائم التي تورط فيها سابقا.
وقال في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "هذه فاجعة كبيرة بالمعنى الإنساني، لكن للأسف هذا عمل يومي مستمر ضد الفلسطينيين، وهذه الجريمة واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى خبراء أو محللين أو غيرهم للتعقيب عليها أو شرح أبعادها، لأن الأمر واضح للجميع في كل أنحاء العالم، بما فيها مؤسسات الأمم المتحدة ولجان التحقيق الدولية".
الإفلات من العقاب
وأعرب جبارين عن بالغ إدانته واستيائه من "تساهل الاحتلال في إطلاق النار تجاه الفلسطينيين، حتى باتت عمليات إطلاق النار بمثابة تدريب للجنود الإسرائيليين على جماجم البشر".
وحول احتمالية قيام إسرائيل بفتح تحقيق بخصوص تلك الواقعة، أضاف: "الاحتلال لن يفتح أي تحقيق، ولن يُسائل أي أحد بشأن ما جرى، لأن هذا الأمر ببساطة يُعد جزءا من الثقافة والسياسة الرسمية الإسرائيلية، والتي ترتكز على سياسة الإفلات من العقاب، والتي باتت سياسة ثابتة وراسخة وممنهجة لدى الاحتلال، ويؤكد ذلك ممارساته الإجرامية على الأرض، والتي خلّفت آلاف الشهداء والمصابين، فضلا عن تدمير العديد من المنازل والمنشآت الفلسطينية".
وأضاف جبارين: "التصريحات الرسمية للمسؤولين الإسرائيليين سواء العسكريين أو غيرهم تساهم إلى أبعد مدى في تكرار مثل تلك الجرائم، حيث أنهم يوفرون حماية كاملة لجنود الاحتلال من الملاحقة القضائية، بل إنهم يمنحونهم النياشين والترقيات والتقدير على ما يرتكبونه من جرائم، وبالتالي فلا يمكن انتظار موقف إسرائيلي بشأن تلك الجريمة الأخيرة".
محاسبة الاحتلال
وشدّد على أنه "لا يمكن منع تكرار مثل هذه الجريمة، إلا بعد محاسبة الاحتلال على جرائمه السابقة التي تورط فيها، ويجب أن تكون المحاسبة أمام القضاء الوطني في الدول المختلفة وليس فقط أمام المحكمة الجنائية الدولية، وحينما تُفرض عقوبات على الاحتلال يمكن حينها معالجة الأمر، وهذا هو الحل الوحيد، ودون ذلك فلن يحدث أي شيء، وستتكرر تلك الجرائم مرة بعد أخرى".
وأشار المدير العام لمؤسسة الحق الفلسطينية إلى أن "الاحتلال بلغ مستويات غير مسبوقة من الفاشية، وهو أعمى تماما لا يرى الفلسطيني، إلا عبدا أو قتيلا أو جريحا، لكننا متأكدون أن ذلك لن يتحقق لهم مهما فعلوا".
واستنكر بشدة الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن الشاب الفلسطيني كان مسلحا، وأنه طعن جنديين إسرائيليين، قائلا: "هذه أكاذيب وترهات فجّة وعقيمة، ومحاولة مفضوحة للتغطية على جريمتهم النكراء؛ فالشاب لم يكن مسلحا بأي صورة من الصور، ولم يكن هناك أي تهديد مطلقا لحياة الجندي الإسرائيلي".
وتابع: "ثم إننا لو افترضنا جدلا صحة مزاعمهم الكاذبة فهل هذا الأمر يستحق الرد بالقتل عبر إطلاق عدة رصاصات في صدره، وهل هذا جائز في القانون الدولي الإنساني أو حتى بأي معيار قانوني مُحدد؟ في الواقع هذه جريمة بشعة وفقا للقانون الدولي".
قتل بدم بارد
ومساء الجمعة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الشاب الفلسطيني عمار حمدي مفلح (22 عاما) عقب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه في بلدة
حوارة جنوبي نابلس شمالي
الضفة الغربية.
وأظهر مقطع فيديو للحادث التقطه أحد الفلسطينيين، وتم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، أن جنديا إسرائيليا تدافع بالأيدي مع أحد الفلسطينيين الذي كان يحاول الإفلات منه، ومن ثم قام الجندي بإطلاق النار من مسافة الصفر تجاه الشاب الفلسطيني الذي كان مُلقى على الأرض.
من جانبها، قالت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني، إن جيش الاحتلال "منع سيارة الإسعاف التابعة له من الوصول إلى المصاب".
وتشهد مناطق متفرقة من الضفة فعاليات أسبوعية رافضة للاستيطان على خطوط التماس مع الجيش الإسرائيلي الذي يقوم بتفريقها وملاحقة المتظاهرين داخل قراهم وبلداتهم.
ومنذ بداية عام 2022، تشهد مناطق متفرقة في الضفة الغربية، بينها القدس المحتلة، تصعيدا ملحوظا وارتفاعا في وتيرة عمليات القوات الإسرائيلية.