"المشهد
مخيف، لا يوصف"؛ كلمات تعبر عن هول ما تسببت به صواريخ
الاحتلال الإسرائيلي التي
استهدفت أطفال عائلة عبيد، التي تسكن شرق بيت حانون شمال قطاع
غزة الذي أنهكه
الحصار.
واستهدفت
طائرات الاحتلال بصاروخ مدمر مجموعة من المواطنين بينهم العديد من الأطفال الذي كانوا
يلعبون مقابل منزلهم الكائن في مدينة بيت حانون شمال القطاع يوم 7 آب/ أغسطس
2022، ما أدى إلى استشهاد الطفلة فاطمة عايد عبيد (15 عاما) وإصابة شقيقها
الأصغر.
مشهد خيالي
الأم المكلومة
فاتن المصري، ذكرت أن ابنتها فاطمة كان لديها أحلام مثل باقي أطفال العالم،
أحلام بحياة جميلة كريمة تلبي أبسط الاحتياجات الإنسانية.
وأوضحت
لكاميرا "عربي21"، أن من عادة أطفالها الخروج من منزلهم الذي يبعد مسافة
قريبة عن السياج الفاصل، من أجل اللعب أمامه بعد العصر، وفجأة هز انفجار كبير،
منوهة أنها خرجت مسرعة لتجد ابنتها الصغيرة ملتصقة بالجدار وهي مصابة، وفاطمة ملقاة
على باب المنزل.
ونوهت المصري إلى أنها لم تتوقع أبدا في حياتها أن ترى ابنتها فاطمة قتيلة أمامها بهذه الطريقة
قائلة: "لقد كسرت ظهري"، متسائلة وعيونها تذرف الدموع: "هل يعقل أن
يحدث معنا هذا؟".
أما شقيق
الشهيدة، الشاب خضر، فلفت إلى أنه بعد خروجه من المنزل لرؤية ما الذي حدث، وجد
فاطمة ملقاة على باب المنزل، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه.
وأكد
لـ"عربي21"، أن "المشهد مخيف، لا يمكن وصفه"، مضيفا: "أبكي
عليها طوال الوقت، وأمتنع عن ذلك أمام أبي وأمي؛ كي لا أتسبب لهم بالانهيار".
وبمناسبة
"اليوم العالمي للطفل"، الذي يصادف الـ 20 من تشرين الثاني/ نوفمبر من
كل عام، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989 اتفاقية
حقوق الطفل الدولية، بدأت "عربي21" في نشر حلقات مصورة عن الأطفال
الفلسطينيين الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر
آب/ أغسطس 2022.
تفاصيل
العدوان
وبدأ العدوان
الإسرائيلي 2022، على قطاع غزة المحاصر للعام الـ16 على التوالي قبيل عصر الجمعة الموافق 5 آب/ أغسطس، واستمر بشكل عنيف مدة ثلاثة أيام، وشن جيش الاحتلال
غارات صاروخية مكثفة شديدة الانفجار على مختلف المدن الفلسطينية في القطاع.
واستهدفت
طائرات الاحتلال الحربية، العديد من المنازل دون سابق إنذار، إضافة إلى أماكن
مدنية ومواقع للمقاومة الفلسطينية، حيث قامت الأخيرة بالرد على العدوان بقصف
العديد من المستوطنات والمدن الإسرائيلية بصواريخ محلية الصنع.
وارتكب جيش
الاحتلال خلال هذا العدوان عدة مجازر، في جباليا وبيت حانون شمال القطاع، ومدينة
البريج وسط القطاع وفي خانيونس ورفح جنوب القطاع، وطالت المجازر الإسرائيلية
العديد من الأطفال داخل بيوتهم، وأكدت وزارة الصحة بغزة، أن حصيلة العدوان هي
ارتقاء 49 شهيدا، من بينهم 17 طفلا و4 سيدات و360 إصابة بجراح مختلفة.
وفي أثناء
العدوان الإسرائيلي، اغتال جيش الاحتلال في غارتين منفصلتين على منزلين سكنيين،
القيادي تيسير الجعبري قائد لواء الشمال في "سرايا القدس" الجناح
العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"؛ وهي أول غارة حربية بدأ الاحتلال بها
العدوان على غزة يوم الجمعة 5 آب/ أغسطس الماضي، وفي مساء اليوم التالي، اغتال قائد
لواء الجنوب في "سرايا القدس" خالد منصور، في غارة ثانية دمرت عدة منازل
في رفح جنوب القطاع.
وتسبب العدوان
الإسرائيلي في أضرار كبيرة طالت العديد من المؤسسات الإعلامية والأهلية وتدمير 9
عمارات سكنية، إضافة إلى نحو 1500 وحدة سكنية، منها 16 دمرت كليا و71 وحدة باتت
غير صالحة للسكن و1400 وحدة تضررت جزئيا ما بين ضرر بليغ ومتوسط.. ودمرت العشرات
من الدونمات الزراعية.
يذكر، أن
طواقم الدفاع المدني في غزة، واجهت صعوبات كبيرة في إنقاذ المدنيين وانتشال جثامين
الشهداء من تحت الأنقاض، نظرا لتعمد جيش الاحتلال استهداف بعض الأماكن المكتظة
بالسكان، إضافة إلى ضعف الإمكانات اللوجستية المتوفرة لدى جهاز الدفاع المدني في
القطاع، الذي نفذ أكثر من 124 مهمة خلال استمرار العدوان الإسرائيلي.