"جريمة لا تغتفر"؛ جملة تلخص مواقف الشعب الفلسطيني من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال فلسطين، الذي يفتقدون الأمن والأمان بسبب الاحتلال، ولا يجدون متنفسا لهم سوى أزقة وشوارع المخيمات المزدحمة في قطاع غزة.
وبمناسبة "اليوم العالمي للطفل"، الذي صادف الأحد الماضي، الموافق 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل الدولية، بدأت "عربي21" في نشر حلقات مصورة عن الأطفال الفلسطينيين الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر آب/ أغسطس 2022.
اقرأ أيضا: "عربي21" تنشر ملفا عن شهداء غزة الأطفال خلال عدوان 2022
جريمة بلا حساب
استشهد الطفل حازم محمد سالم، 9 أعوام، من سكان جباليا شمال القطاع، في اليوم الثاني للعدوان الحربي الإسرائيلي الذي بدأ يوم 5 آب/ أغسطس 2022 على سكان القطاع المحاصرين منذ أكثر من 16 عاما.
وذكرت إيناس عبيد، وهي والدة الطفل الشهيد، أن الأطفال يحلمون بالأمان واللعب والذهاب إلى البحر والمرح مع بعضهم البعض، بعيدا عن بطش الاحتلال.
وأوضحت في حديثها لكاميرا "عربي21"، أن استشهاد طفلها هو "جرح كبير لن يغلق، ووجع كبير في القلب"، متسائلة بحزن واستنكار: "لماذا يقصف الاحتلال هؤلاء الأطفال؟ هذه جريمة لا تغتفر".
وأعربت عبيد، عن أملها في أن تقف الأمة العربية والإسلامية مع الشعب الفلسطيني المحتل، "فالقدس ليست لنا وحدنا، القدس لكل الأمة الإسلامية"، متسائلة من جديد: "لماذا يتفرج علينا العالم؟ لماذا لا يقف إلى جانبنا؟".
وأوضح محمد علي سالم، والد الشهيد، الذي كان يمكث في المسجد القريب من منزله لأداء صلاة العشاء، أن طفله المغدور ذهب إلى الشارع، الذي هو بمثابة متنفس للأطفال، وما هي إلا لحظات حتى سمع صوت انفجار قريب جراء قصف، فخرج مسرعا، ليفجع برؤية ابنه حازم مدرجا بدمائه وابنه أحمد بين المصابين.
وقال الأب المكلوم الذي لم يتمالك دموعه لكاميرا "عربي21": "حازم كان يلفظ آخر أنفاسه"، ورغم ذلك فقد كان لديه أمل قليل أن يتم إنقاذه، لكنه شاهده في المستشفى وقد كفن، فأيقن أن "حازم قد ذهب إلى ربه وأفضى إليه".
تفاصيل العدوان
وبدأ العدوان الإسرائيلي 2022، على قطاع غزة المحاصر للعام الـ16 على التوالي قبيل عصر الجمعة الماضي الموافق 5 آب/ أغسطس الماضي، واستمر بشكل عنيف مدة ثلاثة أيام، وشن جيش الاحتلال غارات صاروخية مكثفة شديدة الانفجار على مختلف المدن الفلسطينية في القطاع.
واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية، العديد من المنازل دون سابق إنذار، إضافة إلى أماكن مدنية ومواقع للمقاومة الفلسطينية، حيث قامت الأخيرة بالرد على العدوان بقصف العديد من المستوطنات والمدن الإسرائيلية بصواريخ محلية الصنع.
وارتكب جيش الاحتلال خلال هذا العدوان مجازر عدة، في جباليا وبيت حانون شمال القطاع، ومدينة البريج وسط القطاع وفي خانيونس ورفح جنوب القطاع، وطالت المجازر الإسرائيلية العديد من الأطفال داخل بيوتهم، وأكدت وزارة الصحة في غزة، أن حصيلة العدوان هي 49 شهيدا من بينهم 17 طفلا و4 سيدات و360 إصابة بجراح مختلفة.
اقرأ أيضا: "أطفال غزة" بنك أهداف للاحتلال.. آلاء قدوم نموذجا (شاهد)
وتسبب العدوان الإسرائيلي في أضرار كبيرة طالت العديد من المؤسسات الإعلامية والأهلية، وتدمير 9 عمارات سكنية، إضافة إلى نحو 1500 وحدة سكنية، منها 16 دمرت كليا و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن و1400 وحدة تضررت جزئيا ما بين ضرر بليغ ومتوسط.. ودمرت العشرات من الدونمات الزراعية.
يذكر أن طواقم الدفاع المدني في غزة، واجهت صعوبات كبيرة في إنقاذ المدنيين وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، نظرا لتعمد جيش الاحتلال استهداف بعض الأماكن المكتظة بالسكان، إضافة إلى ضعف الإمكانات اللوجستية المتوفرة لدى جهاز الدفاع المدني في القطاع، الذي نفذ أكثر من 124 مهمة خلال استمرار العدوان الإسرائيلي.
"عربي21" تنشر ملفا عن شهداء غزة الأطفال خلال عدوان 2022
بعد 18 عاما على رحيل عرفات.. لماذا لم تعلن نتائج التحقيق؟
عشاء خيري في ميلانو دعما للقدس في مواجهة الاحتلال