قضايا وآراء

دلالات قرار مؤتمر حزب العمال المناهض للاستعمار

1300x600

كلما يدلهم الليل وتشتد الأزمات تنبري ثلة لتضيء شعلة تنير الطريق وتبدد سواد الظلم وتبعث في النفوس الهدوء والطمأنينة والإيمان بأن القضايا العادلة والمحقة لا يمكن طمسها أو القفز عليها.

بالأمس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتمع بينيت رئيس وزراء إسرائيل مع وزير الخارجية البحريني ووزير إماراتي لبحث سبل التعاون وتسريع التطبيع والتقطوا الصور التي تعبر عن لقاء حميمي.

لم يكترث هؤلاء العرب للمذبحة التي ارتكبتها إسرائيل بحق خمسة شبان فلسطينيين وبينهم طفل لم يهتزوا لاقتحامات المسجد الأقصى الذي يئن يوميا من التدنيس أنهم بالمجمل لا يكترثون لأنين الشعب الفلسطيني المستمر.

في ظل هذا الظلام انبرت مجموعة شبابية أمس في مدينة برايتون خلال مؤتمر حزب العمال وقدموا مشروع قرار تم تبنيه بأغلبية كبيرة يعتبر إسرائيل استعمارا يمارس الفصل العنصري ويدين الجرائم التي ارتكبتها في الحرب الأخيرة على قطاع غزة كما يدين جرائم الاحتلال التي يرتكبها في عموم الأراضي المحتلة داعين إلى فرض عقوبات على إسرائيل.

هذا القرار في هذا التوقيت بالذات في ظل محاولات قوى طي صفحة القضية الفلسطينية باعتبارها لم تكن لها دلالات كبيرة على كافة الصعد فهو يؤكد للشعب الفلسطيني أنه إن تخلى عنك القريب الذي يتشارك معك باللغة والثقافة والدين فإن لكم أصدقاء أشداء مؤثرين في المجتمع الدولي لن يخذلوكم وسيبقون أوفياء لحقوقكم العادلة. 

كما يعبر القرار عن قناعات بدأت تتبلور بشكل واضح في المجتمع البريطاني والمجتمعات الأوروبية بشكل أوسع بأن الجرائم الفظيعة التي تمارسها إسرائيل يجب أن تخضع للمحاسبة وأن إسرائيل هذا الربيب الغربي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحظى بالحماية المطلقة.

 

لقد مرت عقود على وعد بلفور الذي تسبب بكارثة ونكبات للشعب الفلسطيني واليوم من مدينة برايتون نشهد وعدا لتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا بحق فلسطين فهل تلتزم قيادة حزب العمال في هذا القرار وتنفذه في حال استلامها مقاليد الحكم؟

 


كما أن هذا القرار يرسل رسالة إلى قيادة الحزب التي انصاعت للوبي الصهيوني في الفتره الأخيرة ونالت من قيادات وازنة في الحزب مثل رئيس الحزب السابق جيرمي كوربن تحت بند معاداة السامية بأنه لا مكان لهذا اللوبي في رسم سياسات الحزب. 

وفي هذا القرار رسالة إلى كل المطبعين من العرب الذين سكروا حتى الثمالة بالتطبيع فعميت بصيرتهم وأبصارهم وصمت آذانهم، بأن كل جهودكم لقبر القضية الفلسطينية إرضاء لإسرائيل حتى تحمي عروشكم لن تتكلل بالنجاح وستفشل.

لقد مرت عقود على وعد بلفور الذي تسبب بكارثة ونكبات للشعب الفلسطيني واليوم من مدينة برايتون نشهد وعدا لتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا بحق فلسطين فهل تلتزم قيادة حزب العمال في هذا القرار وتنفذه في حال استلامها مقاليد الحكم؟

متفائلون بأن تنكشف هذه الغمة التي طال أمدها كون هذا القرار مبادرة من القسم الشبابي في الحزب الذي يعتبر طليعة في المجتمع البريطاني ويملك من الأدوات ما يمكنه من إلزام قيادة الحزب بهذا القرار التاريخي.