تحدثت صحيفة إسرائيلية عن احتياجات رئيس سلطة الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي، التي كشف عنها خلال اجتماعه مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، الاثنين الماضي في شرم الشيخ.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في مقال للكاتب ناحوم
برنياع، أن "حماسة زائدة" تملكت بينيت عقب اللقاء الذي جمعه بالسيسي
واستمر 3 ساعات.
ورأت أنه من "الأفضل في الشرق الأوسط إبداء التشكك والتعاطي مع
العناقات من جانب زعماء أجانب، مثلما تعاطى اسحق رابين، وليس مثلما تعاطى شمعون
بيرس، ولكن وفقا للاستخلاصات في الجانب الإسرائيلي على الأقل للقاء شرم الشيخ أنه كان
ناجحا للغاية، في جانب المظهر والجوهر على حد سواء".
وأضافت: "مع بنيامين نتنياهو كان صعبا على الحكام العرب التقاط الصور؛
سنوات من الشيطنة جعلت كل لقاء معه مشكلة في الساحة الداخلية، أما بينيت، لهذه
المرحلة من ناحيته هو غير سام، وهذه هي ميزة الساكن الجديد في الحارة؛ لا توجد
رواسب".
وأكدت أن "السيسي بحاجة لإسرائيل؛ فالمساعدة الاقتصادية الأمريكية
لمصر تبلغ 1.3 مليار دولار في السنة.، وهي تقررت قبل عامين، بفضل مؤيدي إسرائيل في
الكونغرس، واليسار في الحزب الديمقراطي، طلب تقليص المساعدة كعقاب على المس بحقوق
الإنسان في مصر".
ونوهت الصحيفة إلى أن "السيسي يتوقع أن تمارس إسرائيل نفوذها كي تمنع
التقليص، وبينيت استجاب، والتقدير في هذه اللحظة أن أمريكا ماضية في تقليص
المساعدة لمصر، لكنه لن يزيد على 130 مليون دولار"، مضيفة: "لماذا عصي
فقط؟ تساءل إسرائيليون لنظرائهم في واشنطن؛ أعطوهم جزر، طلبوا، وعلى ما يبدو أجيب طلبهم أن ترحب وزارة الخارجية
الأمريكية بالبيان العلني عن جهود السلام التي يبذلها السيسي".
ونبهت "يديعوت" إلى أن "السيسي بحاجة لمعونة بينيت في شمال
سيناء، في الحرب التي يخوضها الجيش المصري ضد القبائل البدوية، علما بأن الوضع
هناك تحسن في الأشهر الأخيرة، ولكن لا يوجد حسم".
وذكرت أن "السياحة مهمة جدا للسيسي، وطلب إعادة السياح الإسرائيليين
لسيناء، والقاهرة ومصر العليا"، منوهة بأنه "يوجد أيضا ما يمكن تحسينه في
التجارة؛ فهي تصل اليوم إلى أقل من 300 مليون دولار في السنة، مقابل تجارة إسرائيلية
لأكثر من مليار مع الإمارات بعد سنة واحدة من التطبيع".
ولفتت الصحيفة إلى أن "هذه الأمور مهمة جدا للسيسي، وهو مستعد لأن
يدفع الثمن المطلوب؛ أن يستقبل رئيس وزراء إسرائيل وفقا لكل قواعد الطقوس
الدبلوماسية، وإبداء الحميمية الشخصية، خاصة تجاه بينيت، حيث دحر المسألة
الفلسطينية إلى الهوامش".
وأشارت إلى أن "وسائل الإعلام المصرية منصتة الآن بتعليمات الحكم حتى أكثر مما كانت في عهد حسني مبارك، فقد أعطت بينيت كل الاحترام الذي أمرت به من
جانب نظام السيسي"، موضحة أنه "كان لبينيت أيضا ما يطلبه؛ وقف التهريب
لحماس عبر رفح، علما أن مصر تتوسط من أجل التهدئة مع غزة، رغم أنه ليس لبينيت
وحكومته ما يكسبونه في جولة أخرى في القطاع".
واستدلت "يديعوت" من "استقبال السيسي لبينيت على سلم
الأولويات المتغير في الدول المطبعة؛ الاقتصاد يقف على رأس جدول الأعمال، وبعده
الأمن وبقاء النظام"، منوهة بأن الدول العربية المطبعة مع الاحتلال "ليست
رهينة للقضية الفلسطينية".
وبينت أن ما يجري "يدل على سلم الأولويات المتغير لدى بينيت؛ فهو
منفتح على عالم شرق أوسطي مركب، ليس فيه حقيقة مطلقة أو عدل مطلق، ولا وحتى
انتصارات مطلقة، ما يراه من هناك لم يره من هنا".
WP: لا تستطيع إدارة بايدن غض الطرف عن سجل السيسي القاتم
NYT: كيف ستتعامل إدارة بايدن مع طالبان.. اعتراف أم تجاهل؟
كاتب: النخبة العسكرية لم تعد تشعر بأنها ملزمة برعاية المصريين