جاءت دعوة إثيوبيا لدول حوض النيل لتشكيل جبهة معارضة لنهج مصر والسودان ،ليثير الجدل والتكهنات حول مدى استجابة هذه الدول لهذه الدعوة، وتداعيات ذلك علي دول المصب ،في ظل توقيت عصيب تمر به أزمة سد النهضة، وهو ما أدى إلى تصعيد الأزمة لمجلس الأمن.
وحذر عدد من الخبراء في حديثهم لـ"عربي21 "من تداعيات استجابة هذه الدول لدعوة إثيوبيا وتأثيرها السلبي على القاهرة والخرطوم، في ظل موافقة هذه الدول على اتفاقية "عنتيبي" سابقا، والتي تهدد حصص مصر والسودان في مياه النيل، و كذلك حجم المصالح التي تربطها بإثيوبيا، مقابل تراجع في علاقتها بالقاهرة.
ومؤخرا، دعا وزير خارجية إثيوبيا دول أعالي حوض النيل إلى تشكيل جبهة مشتركة لمعارضة النهج الذي تتبعه دول المصب "مصر والسودان"، ردا على توجه مصر والسودان لجامعة الدول العربية، التي دعمتهما بقوة وساندت مطلبهما بالتوجه لمجلس الأمن للوصول لاتفاق وحل لأزمة سد النهضة.
رد إثيوبي على الجبهة العربية
في سياق تعليقه، قال خبير العلاقات العربية الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، سامح راشد، إن هذه الدعوة من جانب إثيوبيا هي محاولة للرد على مصر بتشكيلها جبهة عربية عبر جامعة الدول العربية ،وهو ما استنكرته إثيوبيا مرارا، ومن هنا جاء ردها بحشد هذه الجبهة، وأيضا كمحاولة للحد من التعاطف الدولي والأفريقي مع دول المصب.
وحول استجابة هذه الدول لدعوة أديس أبابا، أكد راشد في حديثه لـ" عربي٢١ "على إمكانية ذلك، لأن هذه الدول تجمعها مصالح مباشرة مع إثيوبيا ،في مقابل تجاهل مصري لهذه الدول لفترة طويلة، فضلا عن وجود شعور دفين لدي هذه الدول بتعامل استعلائي مصري معها، وهو ما أو جد فجوة في علاقتها بمصر، خاصة مرحلة ما بعد عبد الناصر..
وأوضح أن تداعيات هذه الدعوة على أقل تقدير سوف يكون لها تداعيات سياسية ومعنوية، إن لم تكن اكثر من ذلك، خاصة أن اتفاقية دول حوض النيل التي تطالب بإعادة النظر في حصص مياه مصر والسودان قدو وقعت عليها هذه الدول.
إلحاق الضر بدول المصب
وبدوره، أكد خبير العلاقات الدولية السيد أبو الخير على أنه في ظل هذا التوتر من الممكن أن تستجيب أغلبية هذه الدول لهذه المبادرة، خاصة مع توتر علاقات مصر مع دول النيل بعد أن تم توقيع اتفاق المبادئ دون التشاور معهم .
وحول تداعيات تفعيل هذه الدعوة على منطقة حوض النيل وأفريقيا، قال أبو الخير في حديثه لـ"عربي٢١": إنه يمكن أن تلحق الضرر بدول المصب، خاصة أن إثيوبيا تهدف لعزل مصر والسودان عن الدول المطلة على النيل، وقد تم السير في هذه الخطوة منذ فترة طويلة بفعل التوغل الصهيوني المدعوم أمريكيا، وقد تنجح هذه المحاولة بفعل الضغوطات الدولية وتلك بقية المؤامرة على مصر والسودان، حسب أبو الخير .
سلوك عنصري تآمري
من جانبه، أكد مستشار مركز الأهرام لشؤون السودان وحوض النيل، هاني رسلان، أن هذه الدعوة لحشد هذه الدول ضد دول المصب من جانب إثيوبيا، هو سلوك عنصري تآمري، ومغرض وخبيث، مشيرا إلى أن الحكومة الإثيوبية تسعي لاختلاف ظواهر غير موجودة لمحاولة الاستقواء بها».
وشدد مستشار مركز الأهرام لشؤون السودان وحوض النيل، في تصريحات صحفية، على أن «هذه التصرفات الإثيوبية لن تحقق لها أي مكاسب، خاصة أن مصر انتبهت منذ وقت مبكر لهذا السلوك المشين، مؤكدا أن علاقات مصر بالدول الأفريقية ودول حوض النيل قديمة جدا وقائمة على التعاون».
مجلس الأمن يبحث أزمة سد النهضة بطلب من مصر والسودان
إثيوبيا تعلن بدء الملء الثاني.. هكذا ردت مصر والسودان
السودان يقبل باتفاق مرحلي جزئي حول ملء سد النهضة بشروط