قال دبلوماسي إسرائيلي إن "كل من يعرف خريطة مصالح المنطقة يدرك مدى أهمية العلاقات مع مصر والأردن لأمن إسرائيل، هذه هي الحقيقة، رغم أن العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج لم تعد تحت شاشة الرادار، لكن في الوقت نفسه، فإنه يثير إحساسا بخيبة الأمل الإسرائيلية، لأن الأشياء التي حققتها في الإمارات في عام واحد فقط، لم تتمكن من تحقيقها مع مصر والأردن منذ عقود".
وأضاف رون بروشار في مقاله على القناة 12، ترجمته "عربي21"، أن "مصر والأردن مهمتان للأمن القومي لإسرائيل، وكان لدينا ميل لفهم الذرائع المصرية والأردنية التي أوضحت أن أي محاولة داخلية لتعميق الروابط بين شعوبهما والإسرائيليين، سواء أكاديمية واقتصادية وزراعية وثقافية، من شأنها أن تقوض حكم القادة في هاتين الدولتين، وتؤثر سلبا على تعاونهما الأمني".
وأوضح أن "ما يحصل اليوم من اتفاقات تطبيعية يؤكد حاجة إسرائيل لتغيير اتجاه السفينة، فلم يعد لديها وقت تضيعه، فقد مر عقد من الزمان منذ أن هاجمت الجماهير المصرية في 2011 سفارتها في القاهرة، ولم بعد لها مقر رسمي، ويعمل الطاقم الدبلوماسي من منزل السفير، ولفترة طويلة لم يجلس في القاهرة على الإطلاق، بل كان يعمل من تل أبيب".
الكاتب هو رئيس معهد أبا إيفن للدبلوماسية الدولية في مركز هرتسليا متعدد التخصصات، والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة والمملكة المتحدة، والمدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
اقرأ أيضا: مسؤول إماراتي: التطبيع له فوائد وتأخر كثيرا
وأشار أنني "أتذكر جيدا كيف أنه في 1986، حين كنت طالبا بمعهد وزارة الخارجية، سافرت وصديقي إلى القاهرة، ومشينا بحرية في سوق خان الخليلي وشوارعها، دون أي أمن، اليوم بات هذا الأمر خيالا علميا، لأن الجمهور المصري في الشارع يعتبر إسرائيل كلمة وقحة، رغم ما يبذله القادة كل ما بوسعهم لزيادة التعاون أضعافا مضاعفة، لكن علينا أن ننظر شرقا إلى الخليج العربي لنرى كيف يمكن أن يعمل هذا التطبيع".
وزعم أنه "في دول الخليج، نرى مظاهر لا حصر لها من التطبيع، وبتشجيع من قادة دولها، منذ توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، من حيث التعاون الأكاديمي بين المؤسسات الموازية، والمبادرات التجارية والاقتصادية، والعلاقات السياحية، وقريبا إقامة مركز للجالية اليهودية في دبي، لأن أولئك القادة هناك يعلمون أن تعزيز العلاقات مع إسرائيل في جميع المجالات مفيد لدولهم، ويعملون على غرس هذه الرسالة لدى مواطنيهم أيضا".
وأوضح أن "هناك اليوم فرصة لمحاولة ترجمة اتفاقيات السلام مع مصر والأردن إلى علاقات حقيقية بين الشعوب، كما نرى في الإمارات والبحرين، ولعل المحادثة الهاتفية التي جرت بين رئيس الوزراء نفتالي بينيت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تفتح الباب أمام التعاون في مختلف المجالات المدنية، ويجب على إسرائيل ألا تستسلم، لأننا فقدنا بالفعل جيلا كاملا منذ توقيع الاتفاقيات، ولا يمكننا تحمل خسارة أجيال إضافية".
دراسة: الصين وروسيا تفتقران لأدوات ضغط على إسرائيل
تقدير: الاتحاد الأوروبي يريد حل أصل المشكلة بالأراضي المحتلة
دراسة إسرائيلية ترصد السياسة التركية تجاه حرب غزة