قال باحثون إسرائيليون ودوليون إن "تساؤلات مشروعة تطرح حول امتلاك روسيا والصين مصلحة وقدرة على الترويج لعملية سلام متفق عليها بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهل يمكن أن تحل بكين وموسكو محل واشنطن كوسيط بين الجانبين، وهل هم مهتمون بذلك؟".
الباحثون الذين نشر دراستهم معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، وترجمتها "عربي21"، هم: ريتشارد له بارون، ومحمد هاوايدين، ودانيال راكوف، وجوناثان فولتون، وخوسيه بلايو، ويمثلون شراكة استراتيجية بين المجلس الأطلسي في واشنطن ومركز سياسة الإمارات في أبو ظبي ومعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، لبحث ما إذا كان هناك مجال لصلاحيات إضافية بإجراء المفاوضات المستقبلية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأكدوا أن "تجدد المواجهة العنيفة بين إسرائيل والفلسطينيين خلال مايو المنصرم يطرح مرة أخرى الانتباه العالمي إلى الحاجة لتشجيع عملية مفاوضات السلام بين الطرفين، خاصة حول قدرة روسيا أو الصين على المساعدة في تقريب مواقف الأطراف، حيث تطوعت الصين في مارس لاستضافة محادثات غير رسمية بينهما، ورغم ترحيب السلطة الفلسطينية بالاقتراح، إلا أن الجهود لم تنضج بعد".
وأوضحوا أنه "في مايو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف دعم موسكو للمحادثات حول حل القضايا الرئيسية للتسوية الدائمة، وبدء العملية السياسية من خلال اللجنة الرباعية الدولية: روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وصاغت الصين خطة سلام من أربع مراحل بين إسرائيل والفلسطينيين، دون معرفة ما إذا كانت ستحاول التقدم في المستقبل".
وأكدوا أنه "في اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة حرب غزة، اتخذت الصين -بصفتها رئيس المجلس- نهجا أكثر نشاطا من ذي قبل، فهاجمت الولايات المتحدة لفشلها في التحرك للترويج لهدنة بين الطرفين، ما قد يحث روسيا والصين على الانطلاق نحو عملية سلام متجددة، لكن ستكون محدودة، رغم أنهما قد تنظران لتقاعس الولايات المتحدة عن هذه القضية، أو الحراك البطيء من جانبها، وتركيزها على الداخل الأمريكي".
وأضافوا أن "الولايات المتحدة منذ مؤتمر مدريد عملت على ضمان تقييد دور روسيا والصين في المفاوضات بين إسرائيل وجيرانها، وانحازت مع إسرائيل لمبدأ الحوار الثنائي المباشر مع سوريا والأردن والفلسطينيين، ولم تهتم "بتدويل" المفاوضات داخل الأمم المتحدة أو أي إطار آخر، صحيح أنه تم نشر الدعوات لمؤتمر السلام في مدريد بشكل مشترك من الولايات المتحدة وروسيا، لكن دور الأخيرة كان رمزيا في الغالب".
وأكدوا أن "انطلاق المفاوضات متعددة الأطراف شكل وسيلة لدمج قوى مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبي في عملية السلام، رغم أن الصين ليس لديها نفوذ كاف على الجانبين للتفاوض على تسوية، ولم تكن لاعبا مهما فيها، وليس لديها أدوات ضغط قوية في يديها من شأنها أن تدفعهما لحل النزاع، وهذا السبب في أنها لا تبذل جهدا حقيقيا للمشاركة في دفع العملية السياسية".
وأضافوا أن "الصين تتفهم حدودها، لذا فهي تتجنب المشاركة الوثيقة، أو تحد من مشاركتها في الجهد الدولي المشترك، ربما لافتقارها للإبداع في معالجة هذه القضية، ونهجها القائم على دعم المبادئ العامة المتفق عليها، مثل خطة السلام ذات المراحل الأربع المقدمة من قبل الرئيس شي جينبينغ في 2017، ما يشير إلى عدم رغبتها وقدرتها وحدها على تعزيز اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين".
على صعيد روسيا، قالت الدراسة إنها "كثفت أنشطتها الدبلوماسية خلال التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين في مايو، واتسمت تصريحاتها العلنية بالمعاملة المتساوية لكليهما، ودعت لتهدئة الوضع المتفجر، واستئناف العمل برعاية اللجنة الرباعية، وخلال إدارة ترامب، حرصت على انتقاد نهج واشنطن باستمرار، ما دفع القضية الفلسطينية للهامش، رغم أنها عرضت استضافة محادثات بين قادة الجانبين في موسكو".
وأضافت أن "روسيا شككت باتفاقيات التطبيع الإبراهيمية، لأنها غير قادرة على الالتفاف على القضية الفلسطينية، التي تعد واحدة من المشاكل الأساسية التي تقوض استقرار الشرق الأوسط، ودعت لعقد مؤتمر سلام في الشرق الأوسط على مستوى الوزراء، بمشاركة اللجنة الرباعية ومصر والأردن والإمارات والبحرين وإسرائيل والفلسطينيين، ومن وجهة نظرها، فإن الحرب بين إسرائيل وحماس في مايو أثبتت صحة موقفها".
وأوضحت أن "موسكو تفتقر للنفوذ اللازم للضغط على إسرائيل أو الفلسطينيين، لتغيير مواقفهم، لذلك تهدف دبلوماسيتها الاستباقية متعددة الأطراف إلى أن تثبت للغرب بأنها قوة عالمية مسؤولة".
جنرال إسرائيلي: يجب عودة السرية في معركتنا ضد إيران
دراسة إسرائيلية: تورطنا في "وحل غزة" وهزيمة حماس صعبة
كاتب إسرائيلي: السلوك البوليسي في القدس يخلق العنف