قدم المعهد المصري للدراسات، قراءة مفصلة حول إمكانية المواجهة بين مصر وإثيوبيا على خلفية أزمة سد النهضة، وذلك في ضوء القدرات العسكرية التي يتمتع بها الجانبان.
وقال المعهد، في تقرير مطول له، اطلعت عليه "عربي21" إن ملف سد النهضة الإثيوبي يمر بمرحلة حرجة خلال الوقت الراهن، حيث ما زالت المفاوضات السياسية بين مصر وإثيوبيا والسودان متعثرة بشكل كبير بسبب التعنت الإثيوبي، وعدم أخذ التخوفات المصرية السودانية في الاعتبار.
ولفت المعهد في تقريره إلى أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود عقب لقاءات كينشاسا التي جرت قبل أيام برعاية الاتحاد الأفريقي، مما ترتب عليه التلميح من جانب رأس النظام العسكري الحاكم في مصر، وبلهجة مرتفعة النبرة، بإمكانية القيام بعمل عسكري لردع إثيوبيا عن المضي قدما في تنفيذ المرحلة الثانية من ملء خزان السد دون اتفاق قانوني ملزم حول قواعد الملء والتشغيل.
وحول القدرات المصرية، قال المعهد، "إن مصر لا تربطها مع إثيوبيا أي حدود برية أو بحرية أو جوية، حيث تبعد إثيوبيا عن مصر مسافة تقدر بحوالي 2.213 كم. وفي العادة تكون الأعمال العسكرية بين الدول التي لا تربطها حدود مباشرة على أحد شكلين، الأول عن طريق إنزال مظلاتي للقوات عن طريق الجو داخل الدولة المعادية (إنزال خلف خطوط العدو)، الثاني هو توجيه ضربة عسكرية عن طريق المقاتلات الهجومية الجوية".
ولفت إلى أن الخيار الأنسب لمصر، يتمثل في القيام بتوجيه ضربات محددة على الهدف المراد، مشددا على أن الجيش المصري يمتلك طائرات الرافال الفرنسية التي تعد واحدة من أشهر المقاتلات الحربية بعيدة المدى، وطورتها فرنسا عام 2006، مشيرا إلى أن مداها يصل إلى 3700 كم.
اقرأ أيضا: إثيوبيا تؤكد المضي قدما بعملية الملء الثاني لسد النهضة
وذكر أن مقاتلات الرافال يعمل عليها صاروخ سكالب (ستورم شادو) الفرنسي وهو من أقوى الصواريخ المدمرة، وهو مصمم لضرب الأصول الثابتة عالية القيمة والقواعد الجوية ومنشآت الرادار ومراكز الاتصالات ومنشآت الموانئ. ويمكنه اختراق التحصينات والدشم، وهو بالتالي مناسب بالفعل لتوجيه ضربة عسكرية لسد النهضة.
وشدد على أن هذه الطائرات تستطيع الوصول للنقطة المستهدفة بشكل نظري كونها قادرة على الوصول إلى مدى 2400 كم، وهي في حالة التحميل بقذائف، فيما إثيوبيا تبعد عن الأجواء المصرية مسافة 2.213 كم، وبذلك الشكل فهي قادرة على توجيه ضربة عسكرية لسد النهضة.
ولكن في واقع الأمر يعتبر هذا الكلام خطأ فادحا من الناحية العسكرية، لأنه عند حساب المسافة عسكرياً يتم ضرب المسافة في 2، لحساب الذهاب والإياب، لمعرفة قدرة الطائرات التي تستطيع القيام بالمهمة العسكرية.
ولكي تكون طائرات الرافال قادرة على الوصول للأجواء الإثيوبية ذهاباً وإياباً عند إقلاعها من أقرب نقطة وهي قاعدة برنيس الجوية والتي تبعد حوالي 1400 كم عن الأجواء الإثيوبية، يجب أن تكون قادرة على الطيران ذهاباً وإياباً إلى ما يقارب من مسافة 2800 كم، وهو ما يزيد عن مدى الـ 2400 كم، كما تحتاج إلى التزود بالوقود كل 600 كم. بحسب المعهد المصري.
وحول قدرات إثيوبيا لفت المعهد إلى أن هناك تعتيما إثيوبيا على الدفاعات التي تؤمن سد النهضة، وهذا يُتفهم، فمعظم الدول التي تؤمن مواقع إستراتيجية ومرافق هامة، تحاول أن تخفي المعلومات حولها.
لكنه قال، إن المعلومات المتاحة والمعلنة حول الدفاعات التي تؤمّن سد النهضة، تشير إلى أن إثيوبيا قامت بتأمين السد بنوعين من الصواريخ المضادة للأهداف المعادية وهما، منظومة الدفاع الجوي الروسية الصنع "بانتسير إس-1" بالقرب من موقع سد النهضة، لحمايته من أي تهديد محتمل، إضافة إلى منظومة سبايدر من إنتاج شركة رفائيل الإسرائيلية، والتي تتعامل مع الطائرات الحربية والمروحيات والطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة وتمتاز بمرونتها وسرعة نشرها وقدرتها على توفير غطاء دفاع جوي للقوات البرية.
لقراءة التقرير كاملا اضغط "هنا"
السيسي لإثيوبيا: كل الخيارات مطروحة بشأن سد النهضة
وزير خارجية مصر يصل السودان بعد تعثر المباحثات مع إثيوبيا
تعثر مباحثات "كينشاسا" بشأن سد النهضة بعد تعنت إثيوبي