قالت صحيفة عبرية، إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تحقق أهدافها العملية من قرار انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران، مشيرة إلى أن الانسحاب كان سببا في تقدم طهران في العديد من الجوانب.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في افتتاحيتها الأحد والتي كتبها الخبير الاقتصادي سيفر بلوتسكر، أن انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، "لم يحقق أهدافه العملية".
وأضافت: "رغم العقوبات الجديدة الشديدة ووباء كورونا وتداعياته، لم ينكسر النظام الإيراني، ولم يستجب لمطالب ترامب، بل إن مواقف طهران الرسمية تصلبت؛ فهي تنتج الآن قدرا أكبر من اليورانيوم المخصب بجودة قريبة إلى العسكرية، وتتقدم في تطوير دقة منظومات الصواريخ، وتحاول بلا انقطاع إقامة قواعد ورؤوس جسر على أرض سوريا وتسليح حزب الله في لبنان".
ولفتت الصحيفة، إلى أن "إدارة ترامب لم تنجح في لجم تطلعات الحرس الثوري الإيراني، ومن جهة أخرى، لولا الانسحاب لما نشأت الفرصة لإصلاح مواضع الخلل الكثيرة للاتفاق الموقع عام 2015".
وذكرت أنه "قبل الدخول إلى البيت الأبيض، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الحاجة للوصول إلى اتفاق نووي معدل مع إيران، وتعهد بأن يمنع عنها مرة واحدة وإلى الأبد قدرات نووية عسكرية، ويوقف سباق التسلح الصاروخي، ويحبط نواياها للتموضع في سوريا، وكانت ردود فعل إيران استفزازية؛ تضمنت وضع شرط مسبق لاستئناف الاتصالات، برفع كل العقوبات الجديدة".
اقرأ أيضا: اتفاق بين طهران ووكالة الطاقة الذرية على مواصلة التفتيش
وأشارت إلى أن "بايدن شرع في جهد دبلوماسي ذي مغزى لجلب الإيرانيين لطاولة المباحثات دون الاستجابة للشروط المسبقة، وقد حظيت بإسناد من سياسيين أوروبيين وبتأييد هادئ من روسيا، بل وقام ببادرة دبلوماسية صغيرة لمسؤولي النظام الإيراني، تسهل عليهم اتخاذ القرار بالعودة إلى المفاوضات".
ونوهت "يديعوت"، إلى أنه "حتى كتابة هذه السطور، اصطدمت المبادرة بسور من الصمت، يحتمل أن يكون سبب ذلك هو الانتخابات القريبة للرئاسة الإيرانية، كما يمكن الافتراض بأنهم في طهران يأملون بتراجع أمريكي، وهذا لن يحصل"، بحسب تقدير الصحيفة العبرية.
وزعمت أن "محاولات جس النبض التي يقوم بها بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، لم تضر حتى الآن بالمصالح الاستراتيجية الحقيقية لإسرائيل، ولأن المفاوضات المستقبلية مع إيران، حين تبدأ، تتعلق بمجرد وجودنا كدولة، فإن تل أبيب ملزمة بأن تكون حاضرة بهذا الشكل أو ذاك على طاولة المباحثات، وهذا ممكن، إذا ما تمكنت الحكومة من الحوار وتنسيق التوقعات مع إدارة بايدن، والوصول معها لمخطط متفق عليه جديد رغم التأييد الفضائحي من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للحزب الجمهوري ومرشحه ترامب".
وبرغم تأخر اتصال بايدن بنتنياهو، رأت الصحيفة، أن "بايدن لا يكن ضغينة سياسية؛ فهو صديق حقيقي لإسرائيل واعٍ لاحتياجاتها ومخاوفها، ولا يحتاج لصرخات النجدة من تل أبيب، هو وإدارته يحتاجان حقا لمبررات مسنودة بالحقائق والعلم، وأوراق موقف مفصلة وحلول عملية يمكن أن يأتي بها خبراء".
وقدرت "يديعوت"، أن "اتفاقا مناهضا للنووي ومتعدد الجنسيات جديد مع قيادة إيران، بعيد المدى وشامل، قابل للإنفاذ الدولي، شفاف ويقوم على المبادئ التي وردت في برنامج وخطابات بايدن، هو هام ومرغوب فيه لإسرائيل".
تقدير إسرائيلي: بايدن يعاقب نتنياهو على سياسته إزاء أوباما
خلاف يهدد بمنع هبوط طائرات الاحتلال في أمريكا
"إسرائيل" تتخوف من ضغط أمريكي بحال طلب دعمها بـ"لاهاي"