نشر موقع المركز الروسي الاستراتيجي للثقافات تقريرا تحدث فيه عن التكهنات القائلة إن إيران تقف لأسباب جيوسياسية، وخاصة بسبب تعاون أذربيجان الوثيق مع خصومها إسرائيل وتركيا، إلى جانب أرمينيا في الصراع على قره باغ.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن يريفان نفسها أيدت هذه الأفكار وحاولت إقناع الرأي العام العالمي بأن الجيش الإيراني كان على وشك التدخل إلى جانبها في الصراع القائم بشأن ناغورنو قره باغ.
وأشار إلى أن يريفان لم تبذل جهدا للحفاظ على تحالفها الظرفي مع إيران ولم تحاول تعزيزه في السنوات الأخيرة لحكومة نيكول باشينيان، الذي أظهر استعداده لتنفيذ إرادة واشنطن في المنطقة بكل الطرق الممكنة، وتجاهل الدولة الوحيدة التي حافظت أرمينيا على اتصالات طبيعية معها. في الأثناء، بذلت باكو جهودا حثيثة لتخفيف خلافاتها مع إيران، بما في ذلك الخلافات القائمة بشأن الأذر الذين يعيشون على أراضيها، محدثة بذلك شرخا في علاقاتها مع يريفان.
منذ بداية الأعمال العدائية، أعلنت طهران دعمها الكامل للسلامة الإقليمية لأذربيجان بينما أوقفت جميع الإمدادات العسكرية الموجهة إلى أرمينيا. وبناء على ذلك، من الواضح أن التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام - بما في ذلك الروسية - حول مواصلة إيران تقديم المساعدة العسكرية إلى أرمينيا لا أساس لها من الصحة، وإنما روجت لها الجهات التي تعارض العلاقات الوثيقة بين إيران وأذربيجان.
وأوضح الموقع أن الهجوم الرئيسي للجيش الأذري في جنوب قره باغ على طول الحدود الإيرانية يُظهر أن أذربيجان لا تخشى التهديدات القادمة من الجانب الآخر من نهر أراكس الحدودي. ويتجلى ذلك في اختراق القوات الخاصة الأذربيجانية مسافة عشرين كيلومترا من جسر خديفرين ومجموعة أخرى من الجسور يومي 17 و18 تشرين الأول/ أكتوبر.
اقرأ أيضا: صحيفة روسية: هذه أسباب تغير موقف طهران من الصراع بقره باغ
يضم جسر خديفرين خزانًا كبيرًا من المياه وسلسلة من محطات الطاقة الكهرومائية بطاقة 280 ميجاوات، وقد شُيّد على الحدود الإيرانية الأذربيجانية جنوب قره باغ، بموجب اتفاقية أبرمت بين الاتحاد السوفيتي وإيران. يضمن الجسر تزويد قره باغ والمناطق المحيطة بها، التي تحتلها القوات الأرمينية، بالكهرباء. كما يعمل بمثابة حلقة وصل بين المتمردين في المنطقة وإيران.
وبين الموقع أن نشر المدافع والمعدات العسكرية الإيرانية على الحدود كرد فعل على تحليق الصواريخ والقذائف في المجال الجوي الإيراني يهدد أرمينيا أكثر من أذربيجان في الظروف الحالية. وقد توعدت إيران بإطلاق النيران على القوات التي تهدد أمنها. ولكن في حال لم يعلن عن هدنة رسمية، سيستمر الجيش الأذربيجاني في التقدم نحو الحدود الإيرانية شمالا في اتجاه منطقة زانجيلان وممر لاشين الذي يربط أرمينيا بقره باغ.
في المقابل، سيتعين على القوات الأرمينية إطلاق النار من الحدود الجنوبية لإيران من أجل ضرب جناح العدو. وهذا يعني أن غالبية الهجمات الانتقامية الإيرانية المحتملة ستكون على الأرمن.
وذكر الموقع أنه في وقت سابق فكرت إيران في نشر الثورة الإسلامية على أذربيجان الشيعية، التي أضعفها الصراع السياسي آنذاك، وأبقت اللواء جافادوف الذي هدد بإسقاط النظام في باكو على أراضيها. بدورها، وفرت أذربيجان مأوى لبعض عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيراني، التي تحارب القيادة الدينية في إيران. ونتيجة لذلك، اتهمت طهران باكو بالتحريض على نشر المشاعر الانفصالية بين الأذر الإيرانيين.
للحيلولة دون اعتماد باكو المفرط على تركيا وإسرائيل، أدركت طهران أنه من الضروري بناء علاقة تعاون ومنفعة متبادلة معها. وعلى غرار الخبراء الإسرائيليين الذين يعتقدون أن انتهاء الحرب في قره باغ سيوقظ رغبة أذربيجان في الاستقلال عن تركيا، يتوقع الإيرانيون أن تتخذ أذربيجان نفس الموقف تجاه إسرائيل. وقد لعب الأذر الإيرانيون دورا مهما في دعم طهران لموقف باكو من الصراع في قره باغ.
وأشار الموقع إلى أن طهران تسعى إلى تعزيز التعاون مع باكو حول ممر النقل الدولي "شمال - جنوب" لنقل البضائع بين الهند وإيران وأفغانستان وأرمينيا وأذربيجان وروسيا وآسيا الوسطى وأوروبا. كما أن تقاطع طريق الحرير مع خط ممر النقل "شمال - جنوب" على أراضي أذربيجان سيحولها بلا شك إلى مركز نقل مهم على مستوى القارة.
وأورد الموقع أن خبراء السياسة الخارجية الإيرانيين يخشون مشاركة أذربيجان، بمساعدة من تركيا، في هياكل حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي سينجر عنه وصول أذرع الناتو إلى الحدود الشمالية لإيران. وهذا سيزيد التوترات في المنطقة ويثير مخاوف إيران وروسيا، مما يقوض التعاون الإقليمي.
الإنترسبت: سقوط "مذهل" في بوليفيا لانقلاب دعمته أمريكا
بعد اكتشاف المزيد من الغاز.. هل ما زالت تركيا بحاجة لروسيا؟
صحيفة روسية: هذه أسباب تغير موقف طهران من الصراع بقره باغ