قال خبراء إسرائيليون إن التقديرات الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن منطقة جنوب سيناء أصبحت وجهة شهيرة في السنوات الأخيرة للسياح الإسرائيليين.
وأضافوا في دراسة نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، ترجمتها "عربي21"، أن "الكثيرين منهم تجاهل تحذيرات شعبة مكافحة الإرهاب في مكتب رئيس الحكومة بعدم السفر لسيناء، بدليل أنه في 2019، مر أكثر من نصف مليون إسرائيلي عبر معبر طابا، بزيادة قدرها 30٪ مقارنة بعام 2018".
وأشارت الدراسة إلى أن "السياح الإسرائيليين في سيناء لم يتعرضوا لهجمات مسلحة منذ الهجوم في طابا ورأس الشيطان في 2004، والذي قتل فيه 34 سائحا، منهم 12 إسرائيليا، ومع ذلك لا ينبغي استبعاد التهديدات المستقبلية، لأنه في عيد الفصح 2017، أغلق معبر طابا بسبب تحذيرات أمنية ملموسة".
وأكد يورام شفايتزر، باحث أول ورئيس برنامج أبحاث الإرهاب والقتال منخفض الكثافة، وأوفير وينتر وتومر فادلون، وهما زميلان في المعهد، أن "ما زاد من المخاوف الإسرائيلية بخصوص أمن السياح الإسرائيليين في سيناء، ما أصدره في كانون الثاني/ يناير متحدث باسم داعش بإيذاء اليهود، وهو توجيه يمكن أن ينعكس بزيادة الجهود لتنفيذ هجمات على الحدود الإسرائيلية، أو إلحاق الضرر بالسياح الإسرائيليين في جنوب سيناء".
وأوضحوا أن "أزمة كورونا لإسرائيل ومصر تمثل فرصة فريدة لتعزيز المصالح المشتركة في السياحة، ومع تقلص العلاقات الجوية الدولية، هناك زيادة في أهمية المساحة القريبة، وتقوية الروابط بين الدول المجاورة التي تشترك في حدود مشتركة، ومن هذا المنطلق صرح وزير السياحة آساف زمير بأنه يرى أهمية كبيرة في التعاون الإقليمي في مجال السياحة للنهوض بالاقتصاد الإسرائيلي، وعلاقاته الخارجية، والاتفاقيات الدبلوماسية".
اقرأ أيضا: ما سر تزايد عدد السائحين الإسرائيليين لمصر خلال 2019؟
وأشاروا إلى أن "تصريحات الوزير تعكس الاهتمام المشترك لإسرائيل ومصر في السياحة، بجانب صعوبة ترجمته لسياسة فعلية؛ بسبب مخاوف صحية وأمنية، ومع ذلك قد تساهم مجموعة متنوعة من سبل العمل في دفع القضية للأمام على المستوى الطبي، حيث يمكن للبلدين تشغيل آلية منسقة وشفافة؛ لمراقبة انتشار الوباء على جانبي الحدود، وإجراء اختبارات الجائحة السريعة للمارة في محطة طابا، وإقامة أماكن مختارة في جنوب سيناء".
وأضافوا أنه "على المستوى الأمني، يمكن للقاهرة وتل أبيب الاستفادة من التنسيق العسكري المثمر الذي سعتا وراءه في السنوات الأخيرة؛ لفحص ما إذا كان يمكن استبعاد جنوب سيناء من تحذير السفر الإسرائيلية، شرط توفر المعايير ذات الصلة من خلال عدم وجود الترتيبات الأمنية الكافية على طول الساحل السياحي؛ عبر تعاون فعال بين النظام المصري والقبائل المحلية".
وزعموا أن "هذه الإجراءات العملية في هذه الاتجاهات قد تؤدي إلى زيادة الثقة بين إسرائيل ومصر، وتحسين العلاقات بينهما، بل وتتطور تدريجيا إلى مزيد من التعاون الثنائي والإقليمي في مجال السياحة، مثل بناء حزم عطلات في سيناء وإيلات للسياح من الخارج".
ولفتت الدراسة الإسرائيلية إلى أن "أواخر 2016، شهدت إعلان مصر عن إصلاحات اقتصادية برعاية صندوق النقد الدولي، ما أدى إلى نمو 5.6٪ في 2019، وأقل من 8٪ بطالة، وخفض الدين الحكومي، لكن أزمة كورونا عطلت الاتجاه الإيجابي، وأصبحت توقعات العام المقبل قاتمة للغاية؛ لأن الاقتصاد المصري سينمو بنسبة 0.5٪ فقط هذا العام، وسترتفع معدلات البطالة إلى 12٪".
وأكدت أن "تأثير الوباء على السياحة في مصر، وهي ثالث أهم مصدر للدخل، وتمكنت من التعافي في السنوات الأخيرة، هو تأثير أكثر دراماتيكية، لأنه قبل أزمة كورونا كانت السياحة مسؤولة عن 11.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي المصري، و19.3٪ من إيرادات العملات الأجنبية، و10٪ من العمالة، وفي 2019، زار مصر 13 مليون سائح، وفي 2020 كان من المقرر تسجيل رقم قياسي جديد بمعدل 16 مليون سائح".
وأوضحت أن "المعطيات الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن جهود مصر لتجديد السياحة في جنوب سيناء تواجه جملة تحديات؛ بسبب النشاطات المسلحة المستمرة في شمال سيناء، التي تصاعدت الشهر الماضي، حيث يواصل تنظيم داعش تنفيذ العمليات المسلحة، وحرب العصابات ضد قوات الجيش والشرطة المصرية".
مستشرق إسرائيلي يتحدث عن التعاون مع جيش مصر بسيناء
جنرال إسرائيلي: هكذا قد يفيدنا السيسي بتنفيذ صفقة القرن
خبير إسرائيلي: تواجد تركيا بليبيا أمر خطير بالنسبة لإسرائيل