أعربت مصر عن إحباطها من الموقف الإثيوبي تجاه أزمة سد النهضة؛ إذ وصف وزير الخارجية، سامح شكري، الموقف التفاوضي الأخير لأديس أبابا بأنه "لا يبشر بحدوث نتائج إيجابية مع استمرارية نهج التعنت على نحو ستضطر مصر معه لبحث خيارات أخرى".
وبشأن طبيعة تلك الخطوة، أوضح شكري، خلال ندوة بعنوان "الدبلوماسية المصرية: التعامل مع التحديات الراهنة"، التي نظمها مجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي، الإثنين، أن مصر "ستلجأ إلى مجلس الأمن الدولي لكي ينهض بمسؤولياته في تدارك التأثير على السلم والأمن الدوليين؛ عبر الحيلولة دون اتخاذ إثيوبيا إجراء أحادي يؤثر سلبا على حقوق مصر المائية".
وكان شكري وجه رسالة إلى مجلس الأمن، مطلع أيار/ مايو الماضي، قال فيها إن ملء السد وتشغيله "سيعرض الأمن المائي والأمن الغذائي للخطر، بل وجود أكثر من 100 مليون مصري يعتمدون بشكل كامل على نهر النيل لكسب عيشهم"، محذرا من أن "هذا وضع يحتمل أن يشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن في جميع أنحاء المنطقة".
في المقابل، اتهم وزير الخارجية الإثيوبي في الرابع عشر من الشهر ذاته مصر بعرقلة المفاوضات، قائلا إن "إثيوبيا ليست ملزمة قانونا بالسعي للحصول على موافقة مصر لملء السد"، مشيرا إلى أن "أديس أبابا بذلت جهودا استثنائية لاستيعاب مطالب مصر التي لا تنتهي، وسلوكها الذي لا يمكن التنبؤ به".
آخر سلاح دبلوماسي
وصف مستشار وزير الري الأسبق، خبير المياه، ضياء الدين القوصي، تلك الخطوة بأنها "إحدى الخطوات الدبلوماسية المصرية لتحريك قضية سد النهضة وتعثر المفاوضات، بعد رفض إثيوبيا التوقيع على تفاهمات واشنطن، ثم توقفها، ثم دعوتها مجددا لاستئنافها، ثم تعثرها".
واعتبر في حديثه لـ"عربي21" أن "الجانب المصري لديه خطوة أخيرة في الخيار الدبلوماسي باللجوء إلى مجلس الأمن، مستندا في ذلك على اتفاقية إعلان المبادئ الموقعة بين مصر والسودان وإثيوبيا في 2015، وعلى مذكرة التفاهم الموقعة في واشنطن، وعلى إطلاع العالم على التعنت الإثيوبي الدائم، هذه النقاط الثلاث سيتم رفعها لمجلس الأمن".
وأكد أن "إقرار مجلس الأمن من عدمه بضرورة وقف ملء خزان سد النهضة من طرف واحد لا يغني عن ضرورة هذا التحرك الدبلوماسي، في إطار استنزاف مصر كل الوسائل الدبلوماسية والتفاوضية والسلمية والفنية في حل الأزمة، ثم يلي ذلك رؤية السلطات المصرية النهائية".
اضافة خبر متعلق
في ذكرى تيران وصنافير.. أزمة مياه النيل حاضرة
ما احتمالات تدخل السيسي عسكريا في ليبيا؟
إصابات بكورونا في سجن تحقيق طرة بمصر وسط تعتيم أمني