مبادرات متكررة ومناشدات متتالية وخطابات عاجلة، من
أطراف وطنية ومنظمات إقليمية ودولية، موجهة إلى
السيسي، قاتل
المصريين ومغتصب
السلطة بقوة السلاح. كلها تسعى لإنقاذ ما تبقى من وطن، أرضا وشعبا وثروات، وتطرح
مطالب مشروعة وعادلة لوحدة الصف ولم الشمل، بالمصالحة الوطنية والعدالة الاجتماعية
وهي مطالب دستورية وحقوق قانونية.
لكن ردود الرجل كما هو متوقع تأتي في السياق العام
لممارساته منذ 3 من تموز/ يوليو 2013، كان آخرها تصريحاته بشأن مؤتمر
الإخوان لدعم
الموقف المصري حكومة وشعبا في جائحة كورونا. جاء رد الرجل قاسيا عنيفا، قسوة قلبه
وعنف يده، حيث قال إنه ما زالت المعركة مع الفصيل الشرير لم تنته، وأنه ليس له
مكان بيننا.. لماذا؟
الذي يعرفه البعض ولا تعرفه الأكثرية، أن السيسي لا
يملك الصلاحية في قرار بهذا الحجم، فالسيسي في أحسن أحواله وكيل إقليمي لشركات ابن
زايد لإجهاض ثورات الربيع العربي، وهي شركة متعددة الجنسيات عبّارة للحدود والقارات،
والسيسي مدير تنفيذي بأجر مجز؛ 92 مليار دولار في ست سنوات، كما ذكر الإعلامي
الكويتي مبارك البغيلي منذ فترة. وابن زايد هو المندوب السامي للمشروع الصهيو-أمريكي،
وهو صاحب القرارات المصيرية في مصر وبعض الدول العربية والإسلامية، بما يملك من
مليارات صنعت له علاقات مع زعماء العالم معدومي الخلق والضمير.
هكذا المشهد، وبذلك تكون المبادرات والمناسبات
والخطابات قد ضلت طريقها وذهبت للعنوان الخطأ، ويكون العنوان الصحيح هو الشعب
المصري فقط دون غيره. لكن السؤال: كيف، في هذه الأجواء من قمع وإرهاب للدولة وليس إرهاب
النظام فقط؟ وفي ظل الانقسام المجتمعي، والتشتت النخبي؟
باختصار، ووفقا لسنة الله في كونه، لا يكلف الله
نفسا إلا وسعها، ويبقى ميدان إيقاظ الشعب ونشر الوعي وتحميل المسؤوليات هو الأمل
بل كل الأمل. نعم المشوار يبدو طويلا، والتغيير المتوقع بطيئا، لكنه بحول الله
وقوته أكيد ومتين، لذا على كل وطني غيور (وما أكثرهم) أن ينضم لقافلة نشر الوعي وإيقاظ
الشعب، بتوضيح الرؤى وإعلان الحقائق وبث الأمل في نفوس الجماهير. هذه الخطوة
الأولى والأهم، مع مراعاة الدقة في الأخبار والمعلومات وعدم التورط في زخم
الاشتباكات المضيعة للوقت المهلكة للأعصاب دون عائد، ومراعاة استخدام لغة خطاب راق
وحضاري نرتقي فيه بأذواق وأخلاق وأحلام الجماهير، ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو
كان قليلا، فالمعروف خلق عظيم وكبير.
دعكم من السيسي والكفيل، وخاطبوا الشعب النبيل.