أثار قرار الحكومة المصرية، تقليص ساعات الحظر المفروضة على المصريين بدل زيادتها، العديد من التساؤلات، في ظل الارتفاعات المتتالية بأعداد المتوفين والمصابين بفيروس كورونا.
وقرر رئيس الحكومة مصطفة مدبولي تقليص ساعات الحظر ساعة واحدة، فبدلا من بدء الحظر في تمام السابعة صباحا أصبح في تمام الثامنة، مع الإبقاء على باقي الأجراءات التي اعلنت عنها الحكومة كما هي، وهو القرار الذي اعتبره مراقبون يصب في صالح زيادة أعداد المصابين بدل تقليصهم، إلى جانب اتهام البعض أن القرار جار بضغط من طبقة رجال الأعمال المقربة من السيسي.
وفي هذا الصدد تم الربط بين القرار وبين تصريحات عددا من رجال الأعمال مؤخرا بشأن احتمالية الانهيار الاقتصادي وحدوث انفلات وغيره من التهديدات الأخرى ؛ من قبيل خفض مرتبات وفصل عمال؛ الأمر الذي ساهم بحسب مراقبين في تقليص الحظر بدل زيادته .
وفي سياق تعليقه على القرار، قال رئيس منتدى مصر الاقتصادي أحمد خزيم إن القرار " يخدم دون شك رغبات رجال الأعمال ؛خاصة الجشعين منهم الذين كشفوا عن وجههم القبيح وتهديدهم الواضح بفصل العمال أو تخفيض رواتبهم تحت زعم الخوف من الانهيار الاقتصادي".
ولفت إلى أن السلطة "استجابت و تماهت معهم ونزلت على رغبتهم وخفضت ساعات الحظر؛ في حين كان المفروض أن يحدث العكس كما فعلت كل دول العالم؛ وهو زيادة ساعات الحظر لمزيد من الحماية للمواطنين والحفاظ على صحتهم" .
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، " بهذه السياسة سيجري ضرب الاقتصاد والصحة معا، لأن هذا الأمر لن يحقق المصلحة الاقتصادية كما يراها البعض ؛ خاصة إذا حدث انتشار للمرض في هذه المؤسسات الاقتصادية ؛ لكن القرار الطبيعي والذي كان يجب اتخاذه هو الحظر شبه الكامل؛ مع توفير احتياجات الناس وحفظ حقوق العاملين".
اقرأ أيضا : منظمة ترصد 100 حالة قتل خارج القانون بمصر خلال 3 أشهر
ومن جانبه قال رئيس حزب البديل الحضاري أحمد عبد الجواد عضو المجلس الثوري " مخطئ من يظن أن هناك ثمة فرق بين رغبات السيسي ورغبات كثير من رجال الأعمال، فهم والسيسي نتاج مرحلة طويلة من التدجين والتهجين ؛ وأيضا هم شركاء في الانقلاب على الثورة حيث ناصبوها العداء من لحظة اندلاعها؛ كما يجب أن لا يغيب عن ذهن أحد أن غالبية رجال الأعمال يمتلكون وسائل إعلامية متعددة كانت ومازالت وستظل تبرر للسيسي كل جرائمة" .
وأضاف في حديثه لـ "عربي21": عقب الإنقلاب تحول الأمر من مجرد حماية الفاسدين ورعايتهم كما كان في عهد مبارك إلى إدارة منظومة الفساد والإشراف عليها في عهد السيسي؛ ومن أجل هذا وغيره لا أجد نفسي مندهشا من هكذا قرارات كتخفيض ساعات الحظر ؛ فمنذ متى تهتم امثال هذه الأنظمة القاتلة لشعوبها بأوضاعهم الصحية".
وأوضح "لا اتوقع أي ردة فعل من المواطنين ؛ فبعضهم قد يكون سعيدا لمثل هكذا قرارات؛ فالبعض منهم من الطبقة الكادحة التي تعتمد على العمل اليومي، والبعض الأخر مستفيد من هذا التقليص مثل أصحاب المقاهي والكافيهات. ؛كما أن وسائل الإعلام المختلفة ستتبارى في مدح القرار بحجة أن الاقتصاد المصري لايحتمل".
.
أما المتحدث الاعلامي باسم حزب البناء والتنمية، خالد الشريف، فيرى أن المشكلة "تتمثل في أننا أمام سلطة فاشلة وغير أمينة على حياة وارواح المصريين؛ وكل قراراتها في غير صالح المواطن وتعمل لصالح ترسيخ سلطتها على حساب الوطن والمواطن؛ وجاءت أزمة كورونا لتفضح سياستها الفاشلة في المنظومة الصحية المنهارة".
وقال "يبقى الحظر وعزل المواطنين هو العلاج المتاح والناجح في مصر ذات الكثافة السكانية والمناطق العشوائية ؛في ظل فشل المنظومة الصحية وقلة الإمكانيات ومع ذلك ترضخ الحكومة لضغوط رجال الاعمال الجشعين الذين يمصون دماء الشعب".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21" : أعتقد أن الحكومة الضعيفة الهشة هي التي تستجيب لرغبات رجال الاعمال على حساب مصالح الشعب ؛ خاصة أنها حكومات غير منتخبة ولا تعرف الديمقراطية؛ فهي حكومات لا تعمل لصالح شعوبها ؛ لافتا إلى أن إصلاح الأوضاع في مصر يبدأ باستعادتها للمسار الديمقراطي وعودة الحياة السياسية في البلاد وسرعة الافراج عن المعتقلين؛ وهذا هو الطريق لمن أراد خدمة هذا الشعب والعمل على تحقيق مصالحه".
هل يجبر موظفو مصر على التبرع الإجباري بأزمة كورونا؟
هل أجّل كورونا حلم السيسي بالعاصمة الجديدة أم أنقذه؟
تساؤلات بشأن دور رجال أعمال نظام السيسي مع انتشار كورونا