تشهد العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، لأول مرة، فعاليات المؤتمر الوطني السابع للشباب، الذي افتتحه رئيس سلطة الانقلاب عبدالفتاح السيسي، مساء الثلاثاء، ويستمر على مدار يومين.
ومن أهم فاعليات المؤتمر فقرة "اسأل الرئيس"، التي يجيب فيها السيسي، عن أسئلة الشباب الذين يشارك منهم 1500، ويتم اختيارهم بعناية فائقة وفقا لتقارير وموافقات الجهات الأمنية، كما يتم طرح الأسئلة وسط ترتيب ورقابة تلك الأجهزة.
ولكن ملايين من الشباب المصريين لا يستطيعون الوصول إلى مؤتمرات السيسي، ولا يمكنهم طرح أسئلتهم عليه، ولذا طرحت "عربي21"، على عدد من الشباب في مصر التساؤل: "ما الأسئلة التي تحب توجيهها للسيسي؟".
ماذا عن تهريب الآثار؟
موظف حكومي من منطقة "صان الحجر" المعروفة في التاريخ المصري القديم بـ"تانيس"، وجه تساؤلا للسيسي، قائلا: "متى تتوقف عمليات نهب الآثار من صان الحجر ومن منطقة قنتير الأثرية؟".
الموظف الذي رفض ذكر اسمه التقى مراسل "عربي21"، وأوضح أن عمليات التنقيب عن الآثار لصالح مافيا تجارة الآثار لا تنقطع بالمنطقة، مشيرا لوجود بعثات أجنبية تقوم بالتنقيب عن الآثار وتشتري الأراضي من الأهالي والكل يعلم أنه يتم تهريبها للخارج وبعلم المسؤولين عن الآثار".
لماذا يهان الإسلام والأزهر؟
أما الطالب بجامعة الأزهر، (ب. م)، فيقول: "لم نكن نسمع في الإعلام ما يسيء إلى علماء الإسلام وفقهائه القدامى، ولا من يهين الأزهر، إلا في عهد السيسي"، متسائلا بحديثه لـ"عربي21"، "لماذا يحدث هذا ولصالح من؟".
أين أبي وإخوتي؟ وأين زوجي؟
ابنة المعتقل صبري حجر، من قرية النعامنة بمنيا القمح، تقول للسيسي: "أين أبي؟ وأين إخوتي؟ وما هي جريمتهم؟".
الابنة العشرينية، أوضحت لـ"عربي21"، أن أسرتها بالكامل معتقلة، "شقيقيها إسلام وعبدالله، ووالدها صبري حجر، المعلم الخبير بوزارة التعليم"، مضيفة أن "أمي تذهب للزيارة بثلاثة سجون مختلفة"، مشيرة إلى حجم المعاناة البدنية والنفسية والمادية التي يعانونها.
وقالت إن "بيتنا أصبح فارغا من نفس رجل يحميه، بعدما اعتقل ثلاثتهم قبل 5 سنوات بتهمة التظاهر، كما أن أبي مصاب بكهرباء زائدة على المخ يتبعها نوبات تشنج يدخل بعدها في غيبوبة، ومعرض للوفاة في أي لحظة بالمعتقل".
وتساءلت زوجة الدكتور محمد حسني الطبيب البيطري من قرية سنهوا، بالشرقية: "أين زوجي أحد ذوي الاحتياجات الخاصة؟ الذي كان يتحرك بدراجة بخارية بثلاث عجلات، كيف يعيش في معتقله؟ وكيف نعيش نحن بلا عائل دونه؟".
نزيد أم ننقص؟
"كمعلم كيف تعطيني مرتبي على أساسي 2014، وتأخذ استقطاعاتك على أساسي 2019؟"، كان ذلك تساؤلا من معلم مصري بوزارة التربية والتعليم، رفض ذكر اسمه، متعجبا من هذا الوضع ومن فرض ضرائب كسب عمل باهظة تذمر منها المعلمون.
وتابع تساؤلاته للسيسي عبر "عربي21"، "أريد تفسيرا لنقص مكافأة الامتحانات عن كل سنة سابقة؟ إحنا بنزيد ولا بننقص! كلما نتقدم خطوة ترجعونا خطوتين، أبلغوا السيسي، احتجاجي على كل سياساته نحو المعلمين واستمراه في تهميشهم".
لم تسرقون حلمنا؟
خريجة كلية الهندسة "أسماء"، تقول: "تخرجت بتقدير جيد جدا قبل 4 سنوات ولا أجد عملا في مجال تخصصي، فقررت نهاية 2018، التقدم لمسابقة وزارة التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، للعمل بشكل مؤقت كمدرسة لمادة الرياضيات، وتم قبولي بمكافأة شهرية وعملت مدة 5 أشهر، وفوجئنا بقرار تسريحنا وأن الوزارة سوف تعقد مسابقة جديدة لخريجين جددا حتى لا نطالبها يوما بحقنا في التثبيت".
وتساءلت: لماذا تعطوننا حلما ثم تسرقونه منا؟".
عاوزين نسافر ونتجوز
أسامة وإسلام، الأول (22 عاما) يعمل بناء والثاني (27 عاما) سباك، أسامة يقول: "بعد ارتفاع أسعار مواد البناء والحديد والأسمنت، ووقف الحكومة للبناء بالأراضي الزراعية، قلت حركة البناء، ولم نعد نجد عملا، فقضيت الجيش، وقررت السفر للخارج ولم أنجح، فالبلد مقفولة بالضبة والمفتاح"، مخاطبا السيسي: "ياتشغلنا ياتسيبنا نسافر للخارج".
ويقول إسلام: "عملت في السباكة ولكن بدأت تتراجع أعمال التشطيبات لتراجع البناء أصلا، منذ عامين تقريبا وحاولت الزواج وخطبت أكثر من مرة، ولكن كانت تنتهي بالفسخ لضغوط ومتطلبات مالية لم أقدر عليها".
وأقول للسيسي: "كيف أتزوج؟ ومن أين أحصل على شقة بالصحراء ولا أملك قيمة مقدمتها؟ وكيف أفرش شقة مع تضاعف سعر كل شيء؟".
ماذا عن وعودك؟
ووجه الصحفي الشاب إبراهيم فايد عدة تساؤلات للسيسي، قائلا: "ماذا عن وعودكم الاقتصادية فيما يتعلق بعوائد قناة السويس والمنطقة الاقتصادية للصناعات والخدمات اللوجستية حول الممر المائي؟".
وأضاف: "أين نصيب المواطن من عوائد مشاريع الاستزراع السمكي بكفر الشيخ وغيرها؟"، متابعا: "حدثنا عن ناتج مشروع أربعة مليون فدان التي وعدتم بزراعتها بالصحراء منذ قرابة خمسة أعوام".
و"ماذا عن خطتكم فيما يتعلق بالأسر الفقيرة، خاصة أن المؤشرات البحثية المحلية والدولية جميعها أثبتت انحدار أكثر من 70% من الشعب المصري تحت خط الفقر، وقرابة 25% من النسبة الباقية تقع ضمن الطبقة المتوسطة شبه المنعدمة".
فايد، تابع تساؤلاته قائلا للسيسي: "كيف تفسر البيانات الحكومية بارتفاع نسب التنمية والدخل القومي، وما يوازيه من تضخم مالي وزيادة نسب البطالة والفقر، علما بأن خبراء الاقتصاد أرجعوا ذلك لانعدام العدالة الاجتماعية وسوء توزيع الدخول".
وأضاف: "تصريحات عديدة أطلقتها مذ 2014، وحتى اليوم لم يتحقق 20% منها؛ فهل تتبع سياسة المسكنات أم أن لكم برنامجا لكنكم عجزتم عن تنفيذه؟".
وعلى المستوى الدولي، تساءل أيضا: "ماذا بجعبتكم حول ملف سد النهضة، لا سيَّما بعد إعلان وزارة الري مؤخرا رفع حالة الطوارئ القصوى لمحاولة تعويض نقص 5 مليارات متر مكعب من المياه هذا العام عن العام الماضي؟".
وسياسيا، "إلى متى تظهر مصر كإمعة، ولا تبني مواقف شخصية واضحة بقضايا هامة كنزاع اليمن وعلاقاتنا السياسية والدبلوماسية والعسكرية مع سوريا وقطر وتركيا، وملف جماعة الإخوان بالخارج، وكذا أقباط المهجر في ظل خارجية لم تنجح منذ سنوات بحل أي ملف شائك أو حتى تجميل صورة مصر دبلوماسيا أمام العالم؟".
معايير جديدة لحرمان ملايين المصريين من الدعم التمويني
ماذا وراء تعجل السيسي في استعادة مجلس "الشيوخ"؟
محللون: لهذا لجأ نظام السيسي لاتهام الإخوان بزيادة السكان؟