مع نهاية اليوم الثاني
من الاستفتاء الذي تشهده مصر على التعديلات الدستورية المثيرة للجدل ترصد
"عربي21"، ملامح لعملية الاستفتاء في الإعلام واللجان الانتخابية.
التعديلات التي قوبلت
بموجة رفض من المعارضة؛ تمنح رئيس سلطة الانقلاب عبدالفتاح السيسي، عامين إضافيين
على مدة حكمه الحالية، وتسمح له بالترشح لمدة رئاسية ثالثة 6سنوات حتى 2030، ويرى
النشطاء أنها تزيد من صلاحياته، وتعمق دور الجيش بالحياة السياسية، وتنتقص من
استقلال القضاء.
وبدأ الاستفتاء السبت،
ولمدة 3 أيام، فيما يبلغ عدد من يحق لهم التصويت 61 مليونا و344 ألفا و503 ناخبين.
وغلب على برامج
"التوك شو" المؤيدة للنظام مع اليوم الأول للاستفتاء، تكريس صورة زيادة
نسب الإقبال.
وعبر برنامجه بفضائية
"صدى البلد"، وصف الإعلامي أحمد موسى، نسب الإقبال بأنها فاقت التوقعات
وأزعجت من دعاهم بـ"الأعداء بقطر وتركيا".
وبنفس الطريقة أشار
الإعلامي عمرو أديب، ببرنامجه "الحكاية" لحجم الإقبال الكبير بقوله:
"نظرية محدش راح انتهت"، مضيفا أن المعارضة والإخوان ومن وصفهم
بـ"أهل الشر"، بالخارج يسعون لإفساد فرحة المصريين، ويزعمون أن هذا
الحشد بتوجيه حكومي.
"شهود
عيان"
وفي حديثه لـ
"عربي21"، أكد أحد مهندسي الأحياء بمدينة تابعة لمحافظة الشرقية، أنهم
يقدمون كشف يومي للأمن الوطني بما يقومون به من أعمال لتسهيل الاستفتاء، إضافة
لكشف آخر بأسماء من قاموا بالتصويت باليوم الأول والثاني من الموظفين والعاملين
بالحي.
وقال موظف بإحدى
إدارات الكهرباء، لـ"عربي21"، إنه طلب منهم كشف يومي للأمن الوطني
بأسماء من صوتوا من العاملين، وحشد العاملين للاستفتاء يوميا بسيارات الشركة.
وأكد معلم بمدرسة
حكومية لـ"عربي21"، أن المدير دعاهم للتصويت السبت، واشترط التوقيع
بدفتر الحضور بمعاينة الحبر الفسفوري بأصابعهم، مضيفا أنه استدعاهم الأحد، أيضا
للحضور أمام اللجان وهدد المتخلفين بإبلاغ أسمائهم للأمن الوطني.
"المشهد
بالريف"
وحول المشهد بالريف
المصري، أكد أحد الناخبين لـ"عربي21"، على ضعف الإقبال وأنه قام بالمرور
على أربع لجان لم يجد إلا قوات حراسة من الجيش وكبار السن والنساء وبعض المتصوفة
من القرية، ورصد غياب كبار أنصار السيسي من المدنيين والعسكريين مع حضور باهت
لأعضاء الحزب الوطني سابقا والذين ينتمون الآن إلى (الحركة الوطنية)، و(مستقبل
وطن).
"أعداد
كبيرة.. ولكن!"
وفي القاهرة، قالت
الكاتبة الصحفية المعارضة للتعديلات الدستورية أميرة العادلي: "هناك تجمعات
من المواطنين فعلا أمام اللجان وبأعداد كبيرة".
العادلي، أكدت
لـ"عربي21"، أنها رأت توزيع كراتين رمضان على بعض الناخبين، ونقل
العاملين بأتوبيسات تابعة لبعض الشركات الحكومية والخاصة لمقار اللجان.
وجزمت العادلي بأن
القائمين على تنظيم صفوف المشاركين بالاستفتاء لا يقومون بتوجيه الناخبين للتصويت
بـ"نعم"، قائلة "لم أر توجيها منهم بتصويت معين".
"فجورهم..
والأتوبيس العام"
من جانبه رفض النقابي
والناشط العمالي ناجي رشاد، "استغلال فقر الجماهير، وإجبارهم على المشاركة
مقابل كرتونة رمضان"، مؤكدا أن "الأمن الوطني أجبر أتوبيس عام بركابه
على التوجة للتصويت"، ومشيرا لاستغلال عمال المصانع ونقلهم بالسيارات للتصويت
الجماعي.
ودعا رشاد، المصريين
للنزول والتصويت بـ"لا"، قائلا: "النظام فعل كل ما يستطيع فعله
بالأمس وأصبح جرابه خاويا وأخذ اللقطة، وأمامنا فرصة للمشاركة بـ(لا)، لنقطع عليه
طريق التزوير".
"إجبار..
والجائزة كرتونة"
ولليوم الثاني على
التوالي، يتم إجبار المواطنين على ترك أعمالهم والوقوف بالطوابير، والتصوير
والتصويت والحصول على كرتونة رمضان، وهو ما أكده السبت مواطنون بمنطقة الخصوص
بمحافظة القليوبية لـ"عربي21"، وأنه يتم أيضا الأحد بنفس الوتيرة
والأسلوب.
وأكد الشاب ياسر،
لـ"عربي21"، أن شرطة كمين الصحافة بطريق القاهرة الاسماعيلية الزراعي
أجبروا ركاب حافلة كان بها لتغيير مسارها والذهاب للجنة التصويت.
وتداول نشطاء مقطع
فيديو لعنصري شرطة بزي مدني يجبرون ركاب سيارة بالقاهرة على النزول والوقوف
بالطوابير والتصويت بالاستفتاء.
وكشف مقطع فيديو عن
حجم ما يتعرض له البسطاء من إهانة أمام سيارة توزيع كرتونة رمضان ويتعاركون على
أسبقية الحصول عليها بعد التصويت.
كيف وافق حزب النور على التعديلات الدستورية باللحظات الأخيرة؟
"رايتس ووتش": المجتمع المدني تقلّص في مصر بفعل القمع
الإعلان عن مواعيد الاستفتاء على التعديلات الدستورية المصرية