بين "جزرة حلوة وعصا غليظة"، تتلخص رؤية جنرال إسرائيلي بارز في التعامل مع حركة "حماس" وقطاع غزة المحاصر، من أجل تحقيق المصالح الإسرائيلية التي تتطلب مواصلة "التعاون الأمني الجيد" مع مصر.
وذكر نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، الجنرال يئير جولان، أن "هناك من دعا في حملة الانتخابات الإسرائيلية إلى الانتصار على حماس، وتباهى بالقدرة المؤكدة على عمل ذلك".
وأضاف في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية: "وحتى لو كانت هذه أقوال سياسية لغرض الانتخابات مآلها أن تنسى، يجدر بنا أن نتعمق بهذا الطلب للانتصار بشكل منهجي أكثر قليلا".
وفي "مراجعة الشروط الأساس بيننا وبين حماس، تقفز للعين خمس حقائق أساسية واضحة وهي: الفوارق الهائلة في القوة، الانقسام الفلسطيني، تصميم حماس على مواصلة التحرش بإسرائيل كي لا تسمح لها بالتمتع بهدوء أمني؛ ثبات أنماط عمل القوة والتي مدى نجاعتها موضع شك؛ (الإحباط ليس قائما فقط عندنا، فأمر مشابه يحصل لدى حماس)، والخامسة أن المعرفة بأنه يوجد لأنماط استخدام القوة طبيعة تصعيدية، وبالتالي فإنه إذا لم يطرأ تغيير في السياسة، فسيناريو التصعيد الأمني محتم".
اقرأ أيضا: اعتراف إسرائيلي: غزة لإسرائيل هي فيتنام لأمريكا
وأكد جولان، أن "المصلحة الإسرائيلية ليست في هزيمة حماس، بل في هدوء أمني في الحاضر وتقليص متواصل لإمكانية التهديد من قطاع غزة في المستقبل".
ونوه إلى أنه "من الصحيح الاستيضاح؛ ما هي الأعمال المتعلقة بنا والعناصر الأخرى التي ليست حماس، والتي بوسعها أن تعمل على تحقيق المصلحة الاسرائيلية"، موضحا أن "السياسة السخية حيال حماس، معناها تحسين البنى التحتية والقدرة الاقتصادية في قطاع غزة، كما أن الميناء ليس هو الأساس (بحسب قوله)، بل توسيع قدرة إنتاج الكهرباء أو توريدها من إسرائيل ومصر، ومعالجة عاجلة لشبكات المياه والمجاري".
وبالتوازي، "توسيع قدرة كسب الرزق لسكان القطاع، حتى لو انطوى الأمر على فتح سوق العمل الإسرائيلي، فبضعة آلاف من العاملين الغزيين الذين سينتقلون لإسرائيل كل يوم عبر معبر إيرز (بيت حانون) والذي يقف اليوم مقفرا، يمكنهم أن يساهموا في تثبيت حالة الهدوء الأمني".
وإضافة لما سبق، بين الجنرال أنه "من الصواب مواصلة التعاون الأمني الجيد مع مصر بل وتحسينه، بحيث لا يتاح إدخال وسائل قتالية، مواد خطيرة، ومواصلة تحصين الحدود مع غزة من فوق الأرض وتحتها، بحيث أنه حتى لو استجيبت نوايانا بعمليات وموجهات، يكون الجواب الأمني في أفضل حاله".
وحول دور السلطة الفلسطينية، استبعد أن "تكون جزءا من حل المشكلة، وإذا كان ثمة شيء مؤكد ومستقر في منطقتنا فهو الانقسام الفلسطيني"، متسائلا: "ماذا سيحصل إذا لم تتعاون حماس، وواصلت إزعاج سكان الغلاف، وبادرت بأعمال إرهاب؟".
وتابع: "في مثل هذه الحالة، على إسرائيل أن توقف فورا المساعدة المدنية، وتنتقل لقتال نشط ضد حماس في ظل تدمير قدرتها العسكرية"، مؤكدا أن "الضرر المدني لن يؤثر على حماس وفقط، بل إن الضرب لقوتها القتالية سيؤدي لكي وعي الفشل الذي ستصل معه لتبني نمط علاقات آخر".
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: تفاهمات التهدئة في غزة تسير وسط أربعة ألغام
ونبه إلى أن "قتالا نشطا كهذا سيستوجب قتالا بريا وتحت الأرض في داخل القطاع وبحجم كبير"، مضيفا: "في العقود الأخيرة يوجد لدينا ميل لتعظيم قدرة العدو والتقليل من قدراتنا، وعلى خلفية هذه الظاهرة يمكن أن نفهم الخوف الشديد من الدخول إلى المدن الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية، والخوف الشديد من المناورة في جنوب لبنان".
وزعم أنه "في الحالتين تكشفت قدرات العدو، بأنها أدنى كثيرا مما اعتقدنا قبل القتال، وعلى حد فهمي هذا صحيح بالنسبة لحماس في غزة، وفضلا عن ذلك، فإن عملية برية فقط يمكنها أن تقلص التهديد على الجبهة الداخلية بشكل سريع، كما هو مطلوب من جيش يتعين عليه أن يدافع عن جمهوره".
وأشار إلى أن على "القيادة الإسرائيلية أن تعد جمهورها والساحة الدولية لسياسة جديدة تتضمن جزرة حلوة وسمينة إلى جانب عصا غليظة وشديدة".
وشدد في نهاية مقاله، على أنه "من الواجب تجاه الإسرائيليين في غلاف غزة أن نحقق سياسة فيها أمل لواقع أمني ومدني محسن ومستقر، واستعداد للقتال والتضحية؛ كان وسيكون مطلوبا".
مستشرق إسرائيلي يطرح خيارات للتعامل مع حماس في غزة
يديعوت: غزة تشبه أدغال فيتنام ولن ننتصر على حماس
نفتالي بينت يستعرض مهددا "هنية": أنا لست ليبرمان (شاهد)