أعربت فريدة فتحي، زوجة الصحفي عضو نقابة الصحفيين
أحمد عبدالعزيز، عن أسفها وغضبها في أعقاب قرار محكمة جنايات جنوب القاهرة قبول استئناف
نيابة أمن الدولة على قرار المحكمة إخلاء سبيله، مساء الخميس، بتدابير احترازية وتجديد
حبسه.
وأوضحت في حديث خاص لـ"
عربي21" أن
نيابة أمن الدولة استأنفت، الأربعاء، على قرار إخلاء سبيل
أحمد عبد العزيز، إلى جانب
الصحفي حسام السويفي.
وكانت محكمة جنوب القاهرة
المصرية قررت، الثلاثاء،
إخلاء سبيل ثلاثة صحافيين، وهم أحمد عبد العزيز وإسلام عشري وحسام السويفي، بتدابير
احترازية.
وبينت فريدة أن عبد العزيز يواجه تهمتَي الانضمام
لجماعة محظورة "الإخوان المسلمين"، ونشر أخبار كاذبة، وذلك على ذمة القضية
977 لسنة 2017 حصر أمن دولة.
"قضية عبدالعزيز القدس"
مضيفة أنه "اعتقل من أمام نقابة الصحفيين
في كانون الأول/ ديسمبر 2017، عقب فض وقفة احتجاجية نظمتها نقابة الصحفيين؛ احتجاجا
على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة
بلاده إليها.
ويواجه عبدالعزيز اتهامات تتعلق بالتظاهر من
دون الحصول على ترخيص، وترويج أفكار تحث على كراهية النظام، والانضمام لجماعة أسست
خلافا لأحكام القانون والدستور، الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة، ومنعها من ممارسة عملها،
وتكوين خلية إعلامية موالية لجماعة محظورة.
وسبق أن تقدمت زوجة الصحفي أحمد عبد العزيز بمذكرة
إلى نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، موقع عليها من 15 صحفيا من أعضاء الجمعية العمومية
للنقابة، طالبوا فيها النقابة بالتدخل للإفراج عنه بسرعة، لا سيما أنه يعاني من فيروس
بالكبد، ومن ثلاث حصوات في الكلى.
وأكدت المذكرة أن حالة عبد العزيز الصحية تدهورت؛
جراء تأخر إجراء عملية جراحية له وبعض الفحوصات والإشعاعات الضرورية لمدة شهر كامل.
وأعربت عن تخوفها من زعم الأمن الوطني أن قوات
الأمن ألقت القبض على زوجها من محيط جامع الأزهر، وليس من على سلم نقابة الصحفيين.
"قرار صادم"
وانتقدت فريدة بشدة قرار تجديد حبس زوجها 45
يوما، بعد أن راودته الآمال وأسرته وذويه وأقاربه باقتراب إطلاق سراحه، والعودة إلى
بيته مجددا بعد نحو خمسة عشر شهرا ظلما دون محاكمة عادلة له في ظل تدهور حالته الصحية.
وأضافت لـ"
عربي21" أن أحمد "كان
يأمل في الإفراج عنه، ولم أستطع الذهاب اليوم لحضور جلسة الإفراج عنه، أو قبول استئناف
نيابة أمن الدولة، وحضر الجلسة العديد من المحامين من منظمات حقوقية، ونقابة الصحفيين،
ومتضامنين معه".
وأكدت أنها لا تعلم حتى الآن سبب قبول المحكمة
استئناف نيابة أمن الدولة، قائلة: "لا أعلم لماذا طعنت النيابة، ولماذا قبلت المحكمة
التي أخلت سبيله بتدابير احترازية تجديد حبسه مرة أخرى رغم الظروف الصحية التي يمر
بها أحمد".
"خيبة أمل"
وشددت أنها في غاية الأسف، قائلة: "أصبنا
بخيبة أمل كبيرة لا يتصورها أحد، لقد كنا جميعا أنا وبناته في انتظار دخوله علينا،
واحتضان بناته، ولم شمل الأسرة مجددا، إلا أن قرار تجديد حبسه أصاب الجميع بحالة من
الجمود، والقهر الداخلي".
وبشأن الزيارة القادمة، قالت: "زياتي له
الأربعاء المقبل، وربنا يربط على قلوبنا ويصبرنا على بعده، كنا على وشك أن نلتقي مجددا، لكنها الأقدار التي حالت دون ذلك".
وأكدت أنها "المرة الأولى التي تقرر المحكمة
إخلاء سبيل زوجي أحمد، ولامس القرار رغبة في قلوبنا بالإفراج عنه كل يوم، وظننا أن
الوقت قد حان لانتهاء معاناة أسرة كاملة تضررت بشدة من عدم وجوده لشهور طويلة، دون
أي ذنب؛ بدليل عدم وجود أي محاكمة".
"قرار صادم ومحبط"
وفي هذا الصدد، اعتبر الكاتب الصحفي، سيد أمين،
أن ما حدث مع الزميل أحمد عبدالعزيز غير إنساني، قائلا: "كان الحدث مؤسفا جدا، ومثيرا للإحباط بشكل كبير، خاصة أن الجماعة الصحفية رأت أن مثل هذه القرارات والإفراجات
لامست قلوب الجماعة الصحفية وهم على مقربة من موعد انعقاد جمعيتهم العمومية لاختيار
نقيب جديد ونصف عدد أعضاء المجلس".
وأضاف لـ"
عربي21": "استئناف النيابة
بدد الآمال تماما، رغم أن كثيرا من المرشحين راحوا يؤكدون في دعايتهم الأيام الماضية
أن قرار الإفراج عن الزميلين جاء بسبب وساطتهم مع أجهزة الدولة".
وأردف: "أجزم أن استمرار حبس الزميلين أحمد
عبدالعزيز وحسام السويفي بعد ذلك ترك بصمة سوداء في قلوب الناس، خاصة أنهما لم يمارسا
إلا حقهما في التعبير بكل سلمية على سلالم نقابتهما"، مشيرا إلى أن "الأمر
كله يعطي إيحاء بأن هناك حالة من فقدان العقل".