نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا
تحدثت فيه عن
قسطنطين مالوفييف الملقب "برجل الظل" في الكرملين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"
عربي21"، إن قسطنطين مالوفييف يعد من بين منظري سلب
روسيا لشبه جزيرة
القرم من أوكرانيا. كما يعد المبعوث السري الذي سعى لتحقيق تقارب بين
روسيا وحركات اليمين المتطرف في أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قسطنطين مالوفييف خرج مؤخرا
ليظهر في العلن، بعد أن أصبح واجهة إعلامية، حيث يدير حاليا مخطط امتداد روسيا من
الشرق إلى الغرب الذي يتجسد في رمزية "النسر ذو الرأسين"، وينشط علنا في
الترويج لترشح فلاديمير بوتين لولاية رئاسية خامسة سنة 2024.
وأكدت الصحيفة أن قسطنطين
مالوفييف، وهو في الأصل رجل أعمال، لا يخفي تمنيه تحقيق الحركات
الشعبوية تقدما في
أوروبا الغربية، التي سبق أن حققت ذلك في كل من إيطاليا والنمسا. وفي الوقت
الراهن، يدير مالوفييف قناة "تسارغراد" التي تبثّ عبر الإنترنت، حيث
تعرض هذه القناة خطابات الإنجيليين وخطابات قصر الكرملين.
علاوة على ذلك، تتناول
القناة الحديث عن "نظرية المؤامرة"، حيث تعد مثلا المظاهرات التي
يقودها حاليا في فرنسا "أصحاب السترات الصفراء"، تديرها الولايات المتحدة
وألمانيا، بلدان يرفضان رئاسة إيمانويل ماكرون.
ونوهت الصحيفة بأن مصطلح
"تسارغراد" يعني باللغة السلافية القسطنطينية، التي سقطت سنة 1453،
وعملت بعدها الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على الترويج لمدينة موسكو كعاصمة للمشرق
المسيحي إلى جانب روما. من جهته، استنكر مالوفييف ثورة 1917 في روسيا، التي تسببت
حسب رأيه في عرقلة إتمام تقلد موسكو لهذا اللقب.
وأضافت الصحيفة أنه بعد
انهيار الاتحاد السوفيتي، الذي تزامن مع اقتراب الليبراليين من الغرب، عبر
مالوفييف، ابن عالم في الفيزياء الفلكية، عن فخره بتاريخ روسيا عندما كانت
إمبراطورية، أي قبل تسليمها إلى البلاشفة، الذين قادوا الثورة البلشفية. وقد صرح
مالوفييف، الذي يبلغ من العمر 44 سنة، في إحدى المناسبات قائلا: "لقد كنت
معارضا وطنيا، على عكس الآخرين. ففي سن الرابعة عشرة، بدأت أشعر بالفخر لانتمائي
لروسيا".
وتجدر الإشارة إلى
أن مالوفييف كان أول الداعين
إلى ضم شبه جزيرة القرم، التي تعد بالنسبة للروس مهد المسيحية الروسية.
فضلا عن ذلك، رحب مالوفييف بدعم موسكو للتمرد العسكري في جنوب شرق أوكرانيا.
ونوهت الصحيفة إلى أنه في
العديد من المناسبات، استخدم الكرملين مالوفييف كأداة مركزية خلال "الحرب
الهجينة" التي تقودها روسيا في كل من أوكرانيا والشرق، حيث أدى مالوفييف دورا
بارزا في هذه الحرب تمثل أساسا في تقديم الدعم المالي. كما تعاون مالوفييف سرا مع
أوائل القادة الذين قادوا حرب دونباس في أوكرانيا، لعل من أبرزهم ألكسندر بوروداي،
رئيس وزراء ما يعرف بجمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد بشرق أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن ليونيد ريتنيكوف، الذي كان ضابطا سابقا في جهاز المخابرات الخارجية
الروسية، الذي ينشط خاصة في البلقان يعد هو الآخر من الداعمين لمخطط امتداد روسيا
من الشرق إلى الغرب، الذي يتجسد في رمزية "النسر ذو الرأسين". من جهته،
برر مالوفييف مشاركته في الأحداث التي هزت القرم على أنها جاءت في شكل
"مساعدات مالية إنسانية"، حيث دفع مالوفيف حوالي مليون دولار، ثم اتهم
لاحقا البنوك الأوكرانية بتجميدها.
وفي خضم أزمة شبه جزيرة القرم، أدى مالوفيف دور
المنسق بين النظام الروسي وحركات اليمين المتطرف في أوروبا، فخلال شهر أيار/مايو
من سنة 2014، نظم لقاء سريا في فيينا جمع بين كل من ماريون مارشال لوبان، الممثلة
عن حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في فرنسا، ورئيس حزب الحرية
النمساوي الشعبوي، علاوة عن رئيس الحزب القومي البلغاري "أتاكا".
ونقلت الصحيفة على لسان مالوفييف قوله، إنه "في
السابق، كان الاتحاد السوفييتي مقربا من اليسار الأوروبي. أما الآن، تعد المسيحية
الأرثوذكسية أكثر قربا من المجتمع المسيحي الأوروبي ومن الأصوات المدافعة عن القيم
التقليدية. ولهذا السبب، من الحكمة أن ندعم ترابطنا باليمين الأوروبي، ما يعني أن
الأعداء القدماء للشيوعية، أضحوا في الوقت الراهن حلفاءنا".
وفي الختام، قالت الصحيفة
إن مالوفييف يتمنى تولي حزب البديل من أجل ألمانيا رئاسة ألمانيا. وقد ساهمت
العقوبات الأوروبية في وضع حد للمساعدات المالية التي يقدمها رجل الأعمال الروسي
للحركات الشعبوية في القارة العجوز. فبالنسبة له: "يريد هؤلاء الأوربيون (أي
الشعبويين)، العمل معي".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)