نشر موقع "معهد الدراسات الدولية الاستراتيجية" الفرنسي، حوارا مع الباحث الفرنسي، أرنو دوبيان، حول التوتر الذي نشب مؤخرا بين روسيا وأوكرانيا بعد الحادثة التي جدت في بحر آزوف.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المناوشات الأخيرة بين القوات الروسية والأوكرانية في مضيق كيرتش، الواقع بين البحر الأسود وبحر آزوف، قد أثارت مخاوف من نشوب حرب حقيقية بين الجارتين.
ووافق البرلمان الأوكراني، من جانبه، على مقترح الرئيس بترو بوروشنكو، بإخضاع جزء من البلاد للأحكام العرفية.
وتساءل معد التقرير أرنو دوبيان، عن السياق الذي نشبت فيه التوترات الأخيرة بين البحرية الروسية والبحرية الأوكرانية، حيث أكد أرنو دوبيان، أن الحادثة التي جدت يوم الأحد في مضيق كيرتش ليست الأولى من نوعها، حيث لم ينته الصراع بعد البلدين حول حوض دونيتس، أين تعددت الاشتباكات بين قوات كييف وبين الانفصاليين الموالين لروسيا. بالإضافة إلى ذلك.
ولم تنجح المساعي الدبلوماسية في وضع نهاية لهذه المناوشات على الرغم من توقيع اتفاقية مينسك خلال شهر شباط /فبراير سنة 2015، والتي لم تطبق على أرض الواقع.
اقرأ أيضا: أزمة متصاعدة بين روسيا وأوكرانيا .. هل تتجه لتصعيد عسكري؟
وأشار الباحث الفرنسي، إلى أن هناك ملفات عدة أخرى شوشت على العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، لعل من أبرزها قرار بطريركية القسطنطينية الاعتراف باستقلال الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية عن الوصاية الدينية الروسية، حيث كان ذلك بمثابة تحد استراتيجي وتاريخي وحضاري لموسكو.
كما أن ملف قضية المواطن الأوكراني أوليغ سينتسوف شوش بدوره العلاقة بين البلدين، حيث تحتجز روسيا هذا المخرج وتوجه له تهما متعلقة بالإرهاب، في حين تطالب كل من أوكرانيا ودول غربية أخرى بإخلاء سبيله.
ونقل الموقع عن الباحث الفرنسي حديثه عن أسباب أخرى أججت الخلاف بين كييف وموسكو، على غرار النزاعات التجارية، لا سيما بشأن الغاز. ومؤخرا، نشبت أزمة جديد متعلقة بوضع بحر آزوف، حيث أقدمت روسيا على افتتاح جسر القرم خلال الربيع الماضي، كما تبنت موسكو من جانب واحد قواعد مرور صارمة عرقلت سير الصادرات الأوكرانية من موانئ مدن بيرديانسك وماريوبول.
وفي إجابته عن سؤال الموقع حول تضارب المصالح والاستراتيجيات لكل من الأوكرانيين والروس حول هذه القضية، أجاب الباحث الفرنسي أنه بالنسبة لموسكو، فهي تتطلع إلى إعادة إثبات تفوقها البحري حول شبه جزيرة القرم، وكذلك في حوض بحر آزوف.
وتنتابها مخاوف حول سلامة جسر القرم، حيث يبدو الروس مقتنعين بأن أوكرانيا ستعمل على شن هجوم عسكري أو عمل تخريبي لتدمير الجسر. في المقابل، لا أظن أنه من مصلحة الروس الآن التورط في تصعيد عسكري.
اقرأ أيضا: أوكرانيا تعتزم فرض قيود على الروس المقيمين فيها
وأضاف دوبيان أنه "بالنسبة لأوكرانيا، فهي تعمل من جهتها على أن تثبت للعالم ولروسيا خاصة أن ملف القرم لم يغلق بعد. كما يلوح في الأفق بعد داخلي حيث أن أوكرانيا تعيش على وقع حملة انتخابية في إطار الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها نهاية شهر آذار /مارس سنة 2019، والانتخابات التشريعية خلال الخريف المقبل. لذلك، يحاول الرئيس الحالي بترو بوروشنكو، الذي لا تصب استطلاعات الرأي في صالحه، على لعب ورقة المزايدة القومية في محاولة منه للحفاظ على منصبه في السلطة".
وعن تساؤل الموقع حول النتائج التي يمكن أن تتسبب بها المناوشات الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، ذكر دوبيان أن "الأمر رهينة بما سيحققه العالم الغربي خلال الأيام القليلة القادمة. فمن جهتها، أبدت الإدارة الأمريكية تباطأ في تعزيز العقوبات التي فرضتها على روسيا. وقد تم التطرق إلى تأجيل الحزمة الجديدة من الإجراءات المتخذة ضد روسيا إلى نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، خاصة وأن الروس لم يشنوا هجمات إلكترونية خلال حملة انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، كما فعلوا سابقا".
ونوّه الباحث الفرنسي بأنه "رغم دعمها لأوكرانيا والمطالبة بحرية التنقل عبر مضيق كيرتش، إلا أن كلا من الولايات المتحدة والدول الأوروبية لا زالت تحافظ على توازن ردود أفعالها".
وفي الختام، نقل الموقع عن أرنو دوبيان أن "كلا من فرنسا وألمانيا اقترحتا أن تلعبا دور الوسيط في هذه القضية. ونرجو أن تقبل كل من روسيا وأوكرانيا هذا المقترح. لكن، لا يغير ذلك شيئا من حقيقة إمكانية نشوب توترات أخرى بين البلدين على الأقل في نهاية سنة 2019، وربما ستشهد السنة الجديدة أيضا "حرب غاز" أخرى بين موسكو وكييف.
كيف تختبر الأزمة بين أوكرانيا وروسيا وحدة الاتحاد الأوروبي؟
وول ستريت: كيف تمتحن هدنة سوريا علاقة روسيا مع تركيا؟
JP: نظام الأسد يمنح مواطنة لمقاتلي حزب الله والحرس الثوري