نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا للصحافي المتخصص في شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية إيلي ليك، يقول فيه إن المعلومات الاستخبارية الأمريكية التي رفعت عنها السرية حديثاً تظهر أن النظام السوري قام بما اتهمه أعداؤه بالقيام به.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه منذ بدأ الديكتاتور السوري، بشار الأسد، بتسميم شعبه بالغازات الكيماوية قبل خمس سنوات، فإن نظامه وحلفاءه الروس حاولوا إقناع المراقبين السذج بأن الثوار كان يفعلونها لأنفسهم، مشيرا إلى أن هناك الآن أدلة جديدة على أن النظام فعل الشهر الماضي ما كان يتهمه أعداؤه به.
ويكشف ليك عن أن تقديرا استخباراتيا أمريكيا جديدا تم رفع السرية عنه، وسينشر اليوم، سيذكر أن هجوم غاز الكلور في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر، كان في الواقع عملا قام به النظام ليتهم به المعارضة.
ويقول الكاتب إن "التقدير الذي يعكس وجهة نظر وكالات الاستخبارات الأمريكية، والذي تمت مشاركتي بمحتواه قبل نشره، يقول إنه لم يكن هجوما بالكلور أبدا، لكنه هجوم بالغاز المسيل للدموع، وما هو اهم أن لدى أمريكا (معلومات موثوقة بأن القوات الموالية للنظام) قد تكون استخدمته ضد المدنيين السوريين في شمال غرب حلب، ويقول بأنهم (يتهمون المعارضة والمجموعات المتطرفة بالهجوم لتقويض الثقة بوقف اطلاق النار في إدلب)".
ويفيد الموقع بأن أحد الأدلة التي يذكرها التقدير، هو اتساق الرواية في الإعلام السوري والروسي حول الهجوم، حيث ذكر الطرفان أن صواريخ أو قذائف هاون تحمل غاز الكلور أطلقها الثوار في إدلب ضد القوات السورية، مشيرا إلى أنه في الماضي، وبعد هجمات كيماوية أكثر خطورة كان الأمر يأخذ وقتا قبل أن تظهر تقارير إخبارية متسقة من الجانبين.
ويورد التقرير نقلا عن البيان، قوله أيضا إن "تحليلا تقنيا للفيديوهات والصور لبقايا الذخيرة التي ظهرت في الإعلام الروسي، يظهر قذائف هاون تشير إلى أنها ليست مناسبة لحمل غاز الكلور"، بالإضافة إلى أن الشهود لم يتحدثوا عن روائح تشبه روائح الكلور.
وينوه ليك إلى أن النظام السوري بقي مسيطرا على موقع الهجوم المزعوم، فيما يخشى البيت الأبيض من قيام النظام بتلويث ذلك الموقع، وفبركة عينة لتسليمها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ويرى الكاتب أن "هذا البيان والأدلة مهمة، ليس فقط بسبب ما تقوله عن الأسد وحلفائه، لكن أيضا بسبب ما تعني للهدنة السورية الهشة، واستخدم النظام السوري العملية التمويهية حجة لاستئناف قصف مواقع الثوار في إدلب، وقال لي مسؤول كبير في البيت الأبيض إن هناك خشية من أن الهجوم المفبرك في حلب قد يؤدي إلى تقويض الهدنة بشكل أكبر، ويضطر تركيا للرد".
وينقل الموقع عن المدير التنفيذي لفرقة العمل السورية للطوارئ معاذ مصطفى، قوله بأنه مسرور لأن إدارة ترامب قررت نشر الاستنتاجات التي توصلت لها، ويضيف مصطفى أن نظام الأسد وحلفاءه الروس والإيرانيين "لفقوا" هذه الحادثة، حجة للقيام بعمل عسكري في إدلب، محذرا من أن الهجوم الجديد "قد يضاعف عدد اللاجئين إلى أوروبا، ويؤدي إلى مقتل عدد كبير من المدنيين".
ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالقول إن "هناك جانبا واحدا في الحرب الأهلية في سوريا، يسمم المدنيين بالغاز: الحكومة. والتقدير الجديد يجعل ذلك واضحا جدا، فالنظام والثوار ليسوا مذنبون بالمقدار ذاته، وأي شخص يقول بذلك فهو يشجع الجانب الذي يستخدم الأسلحة الكيماوية فعلا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
وول ستريت: كيف تمتحن هدنة سوريا علاقة روسيا مع تركيا؟
JP: نظام الأسد يمنح مواطنة لمقاتلي حزب الله والحرس الثوري
إيكونوميست: هل ستدين ملفات ووثائق مهربة بشار الأسد؟