انتقد الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، بشدة، أحكام الإعدامات الجماعية في مصر، وهاجم نظام الانقلاب العسكري المصري الذي يرأسه عبد الفتاح السيسي، واصفا إياه بأنه "أغبى نظام استبدادي عرفته الدولة المصرية".
وقال المرزوقي، في مقابلة تليفزيونية مع "الجزيرة مباشر"، أمس الاثنين، إن "أحكام الإعدامات في مصر تدخل في سياق إرهاب الدولة، وهو أكبر إرهاب في عصرنا الحديث"، متابعا بأنه "يجب ألا تحجب الشجرة الغابة".
وأضاف: "نحن أمام نظام يريد أن يبث الرعب في كافة خصومه لإسكاتهم عن ممارسة أبسط حقوقهم الشرعية وإحباط كل نفس معارض، وهذه السياسة الممنهجة والمتواصلة، التي ينتهجها النظام المصري، لبث الخوف في نفوس المعارضين، لم تعد حتى الدول الاستبدادية تمارسها، والنظام المصري يكاد يكون شاذا اليوم في العالم لأنه هو الوحيد الذي يمارس تلك السياسة".
وحول سؤاله عن أن النظام بمصر في أقوى مراحله وسيستمر في حكم مصر لفترة طويلة، قال المرزوقي: "الدكتاتورية قبل الربع ساعة الأخيرة من انهيارها تبدو وأن كل شيء على ما يرام".
واستطرد: "من خصائص الأنظمة الاستبداية أنها تبدو من الخارج وكأنها قصور شاهقة مبنية من الحديد والنار ولا يمكن أن تنهار، بينما هي في الواقع مبنية من الطين والخراب ويمكنها أن تقع بسهوله"، مستشهدا بما حدث في انهيار الاتحاد السوفييتي بين عشية وضحاها، وكذلك انهيار الأنظمة العربية، بحسب تعبيره.
واعتبر المرزوقي أن ثورات الربيع العربي كانت عبارة عن براكين غضب انفجرت بعدما شحنت بقدر كبير من الظلم والفساد والاستبداد والفقر والكذب والتهميش والإعلام الفاسد، مضيفا أن "النظام المصري، يظن خاطئا أن البركان قد هدأ بعد الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب، ولكنه لا يدرك أنه يعمل ليلا ونهارا لإعادة شحن البركان وتجهيزه لانفجار مقبل بنفس الآليات والوسائل التي أدت إلى الانفجار السابق".
ووصف المرزوقي قضاة أحكام الإعدامات في مصر بـأنهم "خدم الاستبداد"، قائلا: "أنا أعتبر أن القضاة الذين يصدرون هذه الأحكام البشعة هم خدم الاستبداد، وخدم لأسيادهم الذين يعطونهم تلك الأوامر لإرهاب الشعب وإسكاته حتى لا يخرج في ثورة ضدهم".
وأردف: "القاضي حسن فريد يوزع أحكام الإعدامات كأنه يوزع طعاما على الفقراء والمساكين"، متسائلا: "هل هذا الرجل جُن؟، وهل الرجل الذي أعطاه التعليمات ليفعل هذا متيقن أنه لن يحاسب؟".
وتابع: "أحذر هؤلاء القضاة، وكذلك أجهزة الأمن والسياسيين في مصر، من وهم السلطة ووهم التسلط المطلق"، مؤكدا أن "عصر الإفلات من العقوبة أصبح مستحيلا، والمسألة باتت مسألة وقت فقط، وعلى هؤلاء أن يخشوا انتقام الشعب وانتقام الله، ويجب أن يعلم هؤلاء الناس أن هناك رأيا عاما مصريا وعربيا ودوليا سيقف ضد هذه الإعدامات وسيمنعها بكل الوسائل، وسيكون هناك ثمن لتلك الإعدامات"، داعيا الشعب المصري إلى التحرك لمنع هذه الإعدامات، والوقوف أمام إرهاب الدولة.
وفي سياق متصل، تقدم المحامي المصري، ناصر الدهشان، ببلاغ للمحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، بإصدار قرار فوري وعاجل لمنع الرئيس التونسي السابق من دخول الأراضي المصرية، بزعم انتهاجه سياسة عدائية ضد الدولة المصرية ومؤسساتها، وقيامه بمحاولات لتشويه صورة الدولة المصرية ومؤسساتها بالمحافل الدولية من خلال التصريحات التي يطلقها.
وادعى المحامي المصري، أن "المرزوقي قد اتفق مع قيادات الإخوان على تدبير محاولة لاغتياله، لإظهار أن مؤسسات الدولة المصرية تتسم بالعنف وبعدم قدرتها على حماية وبسْط الأمن والاستقرار في البلاد خلال فترة وجوده داخل الأراضي المصرية للقاء بعض الشخصيات العامة".
واعتبر الدهشان أن "وجود المرزوقي داخل الأراضي المصرية يعد خطرا على المصالح العليا للبلاد ومهددا للأمن القومي المصري ومثيرا للفوضى والاضطرابات داخل الأراضي المصرية".
وعلق المرزوقي، على البلاغ، قائلا في تدوينه على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنه ليس لدية أي نية لدخول مصر في ظل حكم السيسي، مؤكدا أنه "سيزور مصر يوم تتحرر من أغبى استبداد عرفته وستتجاوزه المحروسة وشعبها العظيم".
أحمد عارف يكتب من سجنه لـ"عربي21" عن فض "رابعة"
تحالف دعم الشرعية يدعو لأسبوع "الحرية لمصر"
السيسي يضيق الخناق على الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي