رجحت مصادر سياسية أن
تشهد مناطق شرق
سوريا مواجهة أمريكية-إيرانية، مشيرة إلى احتمال انخراط العشائر
العربية فيها.
وفي التفاصيل، كشفت
صحيفة "عكاظ" عن اتصالات تجريها
روسيا مع الجانب الأمريكي حول مصير دير
الزور، لافتة إلى عدم تمسك روسيا بوجودها شرق سوريا، مقابل التركيز على الساحل
السوري.
ونقلت الصحيفة عن مصدر
أن التحالف الدولي يناقش فعلا فرض حظر جوي وبري على مناطق سيطرة ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" لردع المليشيات الإيرانية، ومنع عودة
التنظيم إلى المنطقة.
وأضاف المصدر أن
أولوية الولايات المتحدة الحالية في سوريا هي طرد إيران من شرق سوريا للحيلولة دون
ربط الأراضي السورية بالعراقية.
وفي هذا الصدد، اعتبر
المحلل السياسي السوري المعارض الدكتور هيثم الخوري، أن الصراع الأمريكي-الإيراني
في سوريا مرتبط بما يجري في العراق من صراع مماثل.
وأوضح
لـ"
عربي21" أن سيطرة إيران على الشرق السوري تعني إكمال سيطرتها على
العراق، بينما تعني سيطرة الولايات المتحدة على الشرق إخراج إيران من العراق أو
إضعاف دور طهران هناك على أقل تقدير.
وبحسب الخوري، فإن
العراق يحظى بأهمية استراتيجية لدى واشنطن، تنبع من عوامل عدة، منها احتواء العراق
على ثاني أكبر مخزون نفطي في العالم، والسيطرة عليه تعني التحكم بسوق النفط
وبالتالي إضعاف إيران وروسيا، إلى جانب وقوع العراق في قلب الشرق الأوسط.
وعلى ذلك، يرى المحلل
أن واشنطن لن تتخلى عن الشرق السوري، ولن تتساهل أبدا مع المليشيات الإيرانية في
دير الزور، لأن مخططاتها تستهدف جعل المنطقة (إقليم كردستان وشرق سوريا) منطقة
نفوذ أمريكي بقواعد كبيرة قد تكون بديلة عن قاعدة أنجرليك في تركيا.
وفي سياق متصل، كشف مصدر خاص لـ"
عربي21" عن تقديم التحالف بقيادة الولايات المتحدة صواريخ
متوسطة المدى لفصيل "جيش مغاوير الثورة" المنتشر في منطقة التنف
(المنطقة 55) على الحدود السورية-الأردنية-العراقية.
المصدر الذي طلب عدم
الكشف عن هويته، أوضح أن الصواريخ التي سلمتها واشنطن لـ"مغاوير الثورة"
هي صواريخ متطورة هجومية لم تحصل عليها المعارضة من قبل.
وبحسب المصدر، فإن
الخطوة الأمريكية تأتي في سياق حماية المنطقة من هجمات النظام والمليشيات
الإيرانية، موضحا أن توقيتها مرتبط بالمعارك التي يخوضها النظام والمليشيات
الإيرانية في بادية السويداء ضد تنظيم الدولة.
واعتبر، أن ذلك يعكس
تأكيدا أمريكيا على البقاء في هذه المنطقة الاستراتيجية، المهمة بالنسبة لإيران.
وفي تعليقه على هذه
الأنباء، أكد قائد جيش مغاوير الثورة المقدم مهند الطلاع لـ"
عربي21"
تسلم فصيله أسلحة وصفها بـ"المتطورة".
وبسؤاله عن ما إذا
كانت من نظام الصواريخ المضادة للدروع، أوضح أن "الصواريخ ليست من مضادات
الدروع"، من دون أن يفصح أكثر.
وعن دلالة الخطوة
وتوقيتها، قال الطلاع: "هو إثبات بدون أدنى شك على بقاء التحالف في
المنطقة"، معتبرا أن "تزويدنا بهذه الصواريخ ضروري جدا لحماية المنطقة من
تهديدات النظام والمليشيات الإيرانية وأطراف أخرى".