الإمارات "عرّابة" المعركة بالحديدة اليمنية.. وهذا دورها (ملف)

وصلت القوات اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى مشارف مدينة الحديدة، لحصارها، وذلك بإسناد ودعم من الجيش الإماراتي، وفق ما أكدته مصادر لـ"عربي21".

وبحسب المصادر ذاتها، فإن للإمارات دورا بارزا في التقدم الجديد، من خلال دعمها وإسنادها لثلاث قوى من أجل شن العملية في الساحل الغربي باتجاه ميناء الحديدة.

وأكد الصحفي اليمني من مدينة الحديدة، وديع عكا لـ"عربي21" أنه يمكن إطلاق وصف "عرابة المعركة" على الإمارات، مشيرا إلى أن معركة الساحل الغربي، كلها بقيادة رئيسية وتنفيذية من أبو ظبي في إطار التحالف العربي.

ووفقا لما جمعته "عربي21" من معلومات، فإن الإمارات التي تعد الشريك الرئيس للسعودية في التحالف العربي في اليمن، جمعت في بداية 2018 ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة، ووجهتها لشن حملة عسكرية ضد الحوثيين لاستعادة مدينة الحديدة من سيطرة الجماعة الموالية لإيران. 

اقرأ أيضا: القوات اليمنية تخطط لنصر دون قتال بالحديدة.. وابن دغر يعلق

 
وتتهم الإمارات بأن لها خططا سرية للهيمنة على ثروات اليمن، وفرض الوصاية على قراره السياسي، الأمر الذي تنفيه أبو ظبي، وسبق أن وصف هادي الإمارات بعد توتر بالعلاقات بـ"الاستعمار الغبي".
 
وأثير الجدل حول الدور الإماراتي لا سيما بعد الفضيحة التي كشفتها منظمة "هيومن رايتس" وتفيد بأن للإمارات سجونا سرية في اليمن، إلى جانب اتهامات بأنها تسعى للهيمنة على ثروات اليمن ومقدراته، وبأنها تدعم الانفصال جنوب اليمن.

وتاليا القوى الثلاث الرئيسة:

ألوية العمالقة

تعد واحدة من النخبة في الجيش اليمني، وقالت الإمارات إنها أعادت تأهيلها، وكانت في مقدمة الهجوم، يدعمها آلاف المقاتلين من اليمن الجنوبي.

وهي عبارة عن ألوية تم تشكيلها من المقاومة الجنوبية التي اقتحمت المخا واستعادتها، وتم تقسيمها إلى أربعة ألوية تقاتل مع قوات التحالف العربي.

وتنتمي الألوية للتيار السلفي الوهابي، ويقودها كل من الشيخ رائد الحبهي، قائد اللواء الأول عمالقة، والشيخ حمدي شكري قائد اللواء الثاني عمالقة، والشيخ لؤي الزامكي قائد لواء باب المندب، وجميعهم يعدون من الموالين للإمارات والتحالف العربي، بالإضافة إلى ولائها لهادي.

إذ تعتبر ألوية العمالقة السلفية، الرئيس هادي ولي الأمر، وطاعته واجبة، بحسب المصادر ذاتها.

وسبق أن تحركت قوات العمالقة من المخا إلى عدن وتسلمت المواقع العسكرية التي سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي الذي يقوده الزبيدي الموالي للإمارات أيضا.

ويوصف أفراد القوات الموالية للإمارات التي هي في مقدمة المعركة في الحديدة بأنهم "سلفيو الساحل الغربي". 

وبحسب مصدر خاص لـ"عربي21"، فإنه صد بوادر خلاف مع الإمارات، إذ إن هناك إجماعا كبيرا داخل قادة ألوية العمالقة على أن أبوظبي التي تشرف على العمليات في الساحل الغربي، تحاول استنزافهم لتنفيذ أجندتها.

وسبق أن انسحب قائد اللواء الثاني عمالقة، حمدي شكري الصبيحي من جبهة الساحل بعد خلافات مع القادة الإماراتيين، وتعرضه أكثر من مرة لمحاولة اغتيال داخل المعركة في محيط معسكر خالد.

المقاومة الوطنية

والقوة الثانية الرئيسة "المقاومة الوطنية" وتتألف من موالين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي قتل على يد حلفائه الحوثيين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. 

ويقود القوة الجنرال طارق صالح ابن أخ الرئيس الراحل.

وربط مصدر لـ"عربي21" بين طارق صالح ومجاميع سلفية، قائلا إنه جرى تدريبها في قاعدة العند في محافظة لحج على يد الإماراتيين، ومن المتوقع أن ينضموا لمعسكر طارق، ويتم نقلهم إلى أحد معسكرات ألوية الحماية الرئاسية في عدن بشكل دائم ليكون معسكرا لهم. 

مقاومة تهامة

أما القوة الثالثة، فهي "مقاومة تهامة" وتحمل اسم المنطقة الساحلية للبحر الأحمر، وتتألف من مقاتلين محليين من المنطقة يوالون الرئيس عبد ربه منصور هادي المقيم في الرياض.

وبدأ اسم الحراك التهامي في اليمن بالظهور جيدا عقب سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على محافظة الحديدة، حيث تصدر واجهة مقاومة الوجود الحوثي في المدينة عبر احتجاجات مستمرة تحولت إلى مقاومة مسلحة.

وسبق أن اعتبر القيادي في المقاومة التهامية عبدالودود عبده دهيش، أن "القوات الإماراتية تقوم بدور محوري في معركة تحرير الساحل الغربي ومحافظة الحديدة".

وأشاد بـ"الدور الكبير الذي تسهم به القوات الإماراتية في دعم تقدم قوات الجيش والمقاومة في جبهة الساحل الغربي".
 
مشاركة الإمارات

والدور الإماراتي في المعركة في الحديدة والساحل الغربي، تركز عسكريا بشكل كبير على شكل:

- التدريب 
- التسليح والإعداد 
- المشاركة العسكرية

وأكدت مقاومة تهامة وألوية العمالقة أنها تمكنت من إحراز التقدم في الساحل الغربي بمشاركة وإسناد فاعل من القوات المسلحة الإماراتية، على حساب الحوثيين.

وقال مصدر من المقاومة التهامية لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن الإمارات شاركت أيضا من خلال منظومة الدفاع الجوي العاملة ضمن قوات التحالف، معترضة صواريخ باليستية أطلقها مسلحو الحوثي من مديرية القناوص التابعة للحديدة، على تجمعات للقوات الحكومية المتقدمة، ودمرتها قبل وصولها إلى هدفها.

ويأتي ذلك بالتزامن مع ما كشفه مصدر يمني لـ"عربي21" في وقت سابق عن مساع جديدة تقوم بها الإمارات في أرخبيل سقطرى الواقعة في المحيط الهندي قبالة سواحل اليمن الجنوبية، لإعادة ترتيب أوراقها من جديد، بعد نجاح الحكومة الشرعية في تجميد وانتزاع كثير منها في الأزمة التي اندلعت نهاية نيسان/ إبريل الماضي، واستمرت حتى منتصف أيار/ مايو الجاري.

اقرأ أيضا: مصدر يمني لـ"عربي21": تحركات إماراتية جديدة بجزيرة سقطرى

واعتبر الصحفي وديع عكا أنه من المبكر إصدار الحكم فعليا على أهداف الإمارات من خلال عملية الحديدة، إن كانت تريد تكرار سيناريو سقطرى مثلا، وسط حديث عن رغبة إماراتية بالسيطرة على الميناء الاستراتيجي في الحديدة معبرا عن أمله بأن لا يتكرر سيناريو سقطرى.

يأتي ذلك في حين انتقدت الأمم المتحدة بشكل متكرر العملية التي يقودها التحالف العربي في مدينة الحديدة، محذرا من أن أي عملية تهدف إلى الاستيلاء على الحديدة ستعطل دخول شحنات المساعدات إلى اليمن ، إذ إن 70 في المئة منها تتدفق عبر الميناء الذي يسيطر عليه الحوثيون.