تواجه السلطات المحلية في جزيرة سقطرى الواقعة في المحيط الهندي قبالة سواحل اليمن الجنوبية، تمردا مسلحا تقوده شخصيات مدعومة من دولة الإمارات.
يأتي ذلك، بعد أشهر من تفجر أزمة حادة بين "أبوظبي" وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، إثر نشر الأولى قوات عسكرية في مطار جزيرة سقطرى ومينائها، دون إذن من السلطات المركزية والمحلية، انتهت بوساطة سعودية وسحب القوات الإماراتية.
وقال مصدر يمني مقرب من سلطات الجزيرة، إن مجاميع مسلحة تقودها شخصيات قبلية موالية للإمارات، بإشراف من ضباط إماراتيين موجودين في الجزيرة، بدأوا في الانتشار وإثارة الفوضى في محاولة لتنفيذ انقلاب على السلطات المحلية.
وأضاف المصدر لـ"عربي21"، مشترطا عدم نشر اسمه، أن التحركات المسلحة التي يقودها، سليمان دعبدهل، الذي نصبته الإمارات، شيخا على سقطرى، نشر مجاميع مسلحة في مدينة "حديبو" (عاصمة سقطرى)، في مشهد لم يحدث في الجزيرة من قبل.
ووفقا للمصدر، فإن هذه التحركات جاءت لإثارة الفوضى الأمنية داخل الجزيرة، وبتوجيهات من المندوب الإماراتي هناك، وهو ضابط إماراتي برتبة عقيد، وسط احتقان شديد تشهده سقطرى، رغم جهود السلطات للتهدئة.
وأشار إلى أن حاكم الجزيرة، رمزي محروس، أصدر أمرا بالقبض على قائد التمرد، وشخصية أخرى، تدعى " محمد عبدالله بصهن"، ـ عينه الحوثيون مديرا لمدينة حديبو – وقيادات أخرى، تم شراء ولائها بالمال. مؤكدا أن كل شخصية قبلية انضوت تحت لواء هذا التمرد الذي يقوده "دعبدهل"، تم منحه سيارة فارهة.
في غضون ذلك، أوضح المصدر اليمني لـ"عربي21" أن السلطات الشرعية، أوفدت شخصيات اعتبارية، كوساطة لدى قادة التمرد القبلي، الذين ينتشرون في محطة نفطية تابعة للمندوب الإماراتي، لإثنائهم عن أي تحركات ممكن أن تضرب استقرار الجزيرة.
وذكر أن الاحتقان سيد الموقف، في ظل استمرار التمرد المدعوم من مندوب "أبوظبي" في سقطرى، "المزورعي" الذي ما إن انتهت الأزمة السابقة مع بلاده، إلا وعاود التحرك والقيام بحملة استقطاب واسعة شملت مسؤولين سابقين تم إقالتهم.
وبحسب المصدرين، فإن هذا التمرد الجاري في سقطرى، التف حوله مدراء سابقون تم إقالة بعض منهم، واستقال البعض الآخر، بينهم ضباط استقالوا احتجاجا على قرار الرئيس هادي تعيين "محروس" محافظا للجزيرة.
لكن، يقول المصدران إن مندوب "مؤسسة خليفة الخيرية"، نجح في شرائهم واعتماد مخصصات شهرية تتراوح ما بين 3 آلاف و20 ألف درهم إماراتي، تسلمها لهم مؤسسة "خليفة"، بالإضافة إلى صرف سيارات لهم.
وكانت "عربي21" قد كشفت في تقرير لها في 29 أيار/ مايو الماضي، عن تحركات إماراتية جديدة لإعادة ترتيب أوراقها داخل الجزيرة، بعد نجاح الحكومة الشرعية في تجميد وانتزاع كثير منها في الأزمة التي اندلعت نهاية نيسان/إبريل الماضي، واستمرت حتى منتصف أيار/ مايو الماضي.
من جانبه، أفاد مصدر ثان بأن مسلحين ملثمين تمركزوا في المنشآت التابعة لمندوبين إماراتيين في الجزيرة، وسط تحريض السكان على الخروج ضد قيادة السلطة المحلية فيها.
وأضاف المصدر لـ"عربي21"، مفضلا عدم نشر اسمه، أن مجاميع مسلحة يقودها مدير عام شرطة الجزيرة المقال، العميد عيسى محمد، تقوم حاليا ببث الرعب والفوضى في أوساط المجتمع السقطري.
وأكد أن هناك تحضيرات وتجييش للخروج اليوم السبت، في مظاهرة ضد سلطات الجزيرة، احتجاجا على إقالتها مدير "كهرباء سقطرى"، الموالي للإمارات. لافتا إلى أن قرار إقالته جاء بعد قيام مهندس فليبيني، يتبع مندوب " أبوظبي"، بإغلاق محطة توليد التيار الكهربائي في الجزيرة بشفرات، أدت إلى إيقاف التيار على مدينة حديبو، لمدة أربع ساعات.
وقال إن المهندس الفلبيني بعد هذا الإجراء، تم إلقاء القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية، في أثناء محاولته الهرب عبر طيران إماراتي إلى "أبوظبي"، وإرغامه على إعادة تشغيل المحطة.
واندلعت نهاية نيسان/إبريل الماضي، أزمة غير مسبوقة مع الإماراتيين، بعد إرسالها قوات للسيطرة على الجزيرة الاستراتيجية، وصلت إلى أروقة الأمم المتحدة. لكنها انتهت بوساطة سعودية قضت "بعودة عمل القوات الأمنية (اليمنية) في المطار والميناء". وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ".
وينص أيضا على "سحب كل القوات التي قدمت إلى الجزيرة بعد وصول الحكومة (نهاية نيسان/ أبريل الماضي )، وتطبيع الحياة في مناطق وجزر الأرخبيل كافة، الواقعة على بعد 360 كيلومترا في المحيط الهندي من السواحل اليمنية".
وفي 17 أيار/ مايو الماضي، غادرت دفعة من القوات الإماراتية التي انتشرت في جزيرة سقطرى، بعد أكثر من أسبوعين على وصولها، بموجب الاتفاق الذي رعته المملكة لإنهاء الأزمة.
مصادر لـ"عربي21": أبوظبي تحتجز عائلات قادة المجلس الانتقالي
محللون: السياسة الخارجية للسعودية متشددة وتثير غضبا دوليا
ما الذي يعيق تعيين الرئيس اليمني محافظا جديدا لمدينة عدن؟