نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على المليونير
المصري، أحمد
أبو هشيمة، الذي تمكن من تكوين ثروة تحيط بها الشبهات والشكوك، لا سيما في مجال إنتاج الصلب قبل دخوله مجال الإعلام.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن أحمد أبو هشيمة تربطه في الوقت الراهن علاقة وثيقة باللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، أكثر من أي وقت مضى. فقد تمكن أبو هشيمة من التقرب من شقيقة النجم البرتغالي، كاتيا أفييرو. ففي شهر أيار/ مايو الماضي، حل كريستيانو وأسرته ضيوفا على القاهرة بهدف دعم السياحة المصرية التي تشهد أزمة كبيرة، والتوقيع على إحدى الصفقات المربحة.
وأوردت الصحيفة أنه منذ ذلك التاريخ، لم تتوقف شقيقة كريستيانو، كاتيا أفييرو، عن نشر صور رحلتها إلى أرض الفراعنة على إنستغرام. وبعيدا عن الأضواء، وجدت كاتيا الحب في القاهرة، الذي تجسد في شخص رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة، البالغ من العمر 42 سنة، الذي لطالما أثارت سيرته الغامضة العديد من التساؤلات.
وبينت الصحيفة أن إعجاب شقيقة النجم البرتغالي المفاجئ بمصر قد نشأ، تحديدا، منذ مرافقتها له عند زيارته إلى أرض الفراعنة، وذلك إثر الدعوة التي وجهها له أحمد أبو هشيمة، القطب المصري الذي تمكن من جمع ثروة طائلة في قطاع المعادن خلال العقد الماضي. وقد تمكن أبو هشيمة، خلال السنة الماضية، من شراء "ترسانة" كبيرة من الصحف المصرية والقنوات التلفزيونية.
وفي إحدى مقاطع الفيديو الخاصة بشركته، يقول أبو هشيمة: "لقد عملت في أحد البنوك خلال سنوات دراستي، وكنت أتقاضى آنذاك راتبا يصل إلى 100 يورو شهريا. لم أتقبل أبدا فكرة العمل موظفا لبقية أيام حياتي، ولذلك ركّزت حينها على مجال مبيعات الحديد".
وذكرت الصحيفة أن ملامح الثراء تتجلى في مختلف نواحي حياة هذا الرجل، الذي تمكن من تحقيق تطور مفاجئ في مجال الصلب، في بلد يعيش اختناقا اقتصاديا. وقد نجح أبو هشيمة في التفوق والتميز في هذا القطاع بشكل تدريجي منذ سنة 2010، أي أواخر فترة حكم حسني مبارك.
وتجدر الإشارة إلى أن زواج أبو هشيمة من المغنية هيفاء وهبي في بيروت قد كلفه حوالي تسعة ملايين دولار، وهو مبلغ ضخم جدا، بالمقارنة بحوالي 6.3 ملايين دولار، قيمة المساعدات التي خصصتها الحكومة الإسبانية لصالح مشروع السياحة البيئية في إحدى ضواحي القاهرة.
وأبرزت الصحيفة أن القطب "المعجزة" (أبو هشيمة)، قد اعترف في إحدى المناسبات أنه اكتسب المزيد من الشعبية والشهرة منذ ثورة يناير/كانون الثاني، التي أطاحت بنظام حكم حسني مبارك. فقد أدى تنحي رجل الأعمال أحمد عز، الذي احتكر إنتاج الصلب، عن منصبه على اعتباره أمين التنظيم في الحزب الوطني الديمقراطي خلال عهد حسني مبارك. إلى فسح المجال أمام أبو هشيمة لتكوين ثروته الحالية.
وأفادت الصحيفة أن أحمد أبو هشيمة كوّن صورة لنفسه على اعتباره "رجل أعمال جميع الأنظمة" في مصر. في الواقع، اتسم أبو هشيمة بالقدرة على تغيير توجهاته، وفقا لطبيعة النظام الحاكم في مصر وحسب مصالحه الخاصة. كما نجح أبو هشيمة في الحفاظ على ثروته، التي تمكن من جمعها خلال الست سنوات الأكثر اضطرابا في التاريخ الحديث لمصر.
وأضافت الصحيفة أن أبو هشيمة قد تعاون مع المجلس العسكري الذي أخذ مكان الديكتاتور حسني مبارك. في وقت لاحق، اقتضت مصالح أبو هشيمة العمل مع جماعة الإخوان المسلمين ودائرتها القوية من
رجال الأعمال. لكن، وعقب الانقلاب ضد الرئيس محمد مرسي في سنة 2013، تغيرت توجهاته بصفة مفاجئة وأعلن عن ولائه لعبد الفتاح
السيسي.
وذكرت الصحيفة أن إمبراطورية أبو هشيمة في مجال المعادن قد شهدت تطورا كبيرا من حيث مصالحها واهتماماتها. ففي السنة الماضية، تحول لشراء أربع صحف على الأقل والعديد من القنوات التلفزيونية، من بينها قناة "أون تي في"، التي عرضت مقابلة حصرية مع اللاعب كريستيانو.
أشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام التي بات يمتلكها أبو هشيمة تعد من بين القنوات الموالية للنظام، التي فرضت قانون الصمت والرقابة والتهديدات على الصحفيين العاملين فيها. وفي الوقت الراهن، تشغل صور أحمد أبو هشيمة مع عائلة رونالدو مختلف منصاته الإعلامية فضلا عن وسائل التواصل الاجتماعي.