قالت منظمة "
هيومن رايتس ووتش" ومنظمات حقوقية يمنية ودولية أخرى، إن التحالف العسكري بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين المتحالفين مع قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يرتكبون "
جرائم حرب" في
اليمن.
وأوضحت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها في بيان الثلاثاء، أن استمرار الضربات الجوية وأعمال القصف العشوائي تحصد أرواح مدنيين.
وطالبت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بفتح
تحقيق دولي مستقل في انتهاكات ترتكبها أطراف النزاع اليمني مشيرة إلى أنها وقعت رسالة في هذا الصدد مع 56 منظمة غير حكومية محلية ودولية ووجهتها إلى ممثلي الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان.
ورأت "هيومن رايتس ووتش" أن دعم إجراء تحقيق دولي في انتهاكات اليمن "أصبح الآن أقوى بكثير"، معتبرة أن "على الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان أن ترتقي إلى مستوى تفويضها ومراعاة هذه الدعوات، وإنشاء فريق يبدأ بإنهاء غياب المساءلة، الذي شكّل حتى الآن الوجه الأبرز لحرب اليمن".
وشددت على أن مهمة لجنة التحقيق الدولية يجب أن تقوم على "تقصي حقائق وظروف الانتهاكات، تجميع وحفظ الأدلة، وتوضيح المسؤولية عن الخروقات والانتهاكات المزعومة بهدف تأمين المساءلة على المدى الطويل".
ويبدأ مجلس حقوق الإنسان دورة عمل جديدة في 11 أيلول/ سبتمبر المقبل.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وقد سقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/ سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/ مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير.
والمدنيون هم من يدفعون الثمن الأكبر للحرب. فمنذ بداية التدخل السعودي، قتل أكثر من ثمانية آلاف شخص بينهم آلاف الأطفال والنساء، وجرح 47 ألف شخص آخرين على الأقل، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية. ونزح مئات الآلاف من اليمنيين من منازلهم.
والجمعة قتل 14 مدنيا بينهم خمسة أطفال في غارة نفذها التحالف العسكري بقيادة السعودية وأصابت حيا سكنيا في جنوب صنعاء بعد حدوث "خطأ تقني"، وفقا للتحالف.