سادت حالة من الغضب بين
أصحاب المخابز في مصر، مع بدء تطبيق المنظومة الجديدة لصرف الخبز البلدي، التي أقرها
وزير التموين والتجارة الداخلية، علي مصيلحي، على الرغم من اعتراض عدد كبير من أصحاب المخابز.
وتلزم المنظومة الجديدة، أصحاب المخابز بدفع قيمة الدقيق مقدما لمدة لا تقل عن 3 أيام، بسعر 4700 جنيه للطن، بعد أن يحصل صاحب المطحن على القمح بسعر 4000 جنيه ليتم بيعه للمخبز، بعد إضافة 700 جنيه قيمة الطحن.
وأبدى عدد من أصحاب المخابز، اعتراضهم على المنظومة الجديدة، مؤكدين أنه في ظل ارتفاع الأسعار والعمالة اليومية بات مطلوبا من كل مخبز توفير 21 ألف جنيه على الأقل كل 3 أيام للاستمرار في العمل.
واعتصم أكثر من 200 من أصحاب المخابز، الاثنين، في مقر الغرفة التجارية بدمياط لمدة 6 ساعات، بعد امتناع مديرية التموين في المحافظة عن صرف حصص الدقيق حتى يتم دفع قيمة التأمين لثلاث حصص.
وتم فض الاعتصام بعد تراجع المديرية وصرف حصص الدقيق، لكن الخبازين المعتصمين أصروا على تعديل المنظومة الجديدة. وأكدوا أنها ستؤدي إلى إغلاق المخابز وتشريد آلاف العمال وقدموا مذكرة احتجاجية لرئيس الغرفة التجارية، محمد الزيني، تمهيدا لإرسالها إلى وزير التموين المصري، علي مصيلحي.
وشنت وسائل إعلام مصرية مدعومة من أجهزة سيادية، هجوما عنيفا ضد وزير التموين، "الذي شغل نفس المنصب أيضا في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك"، وفي مداخلة هاتفية عبر برنامج على "مسؤوليتي" على فضائية صدى البلد، الذي يقدمه الإعلامي المقرب من الأمن،
أحمد موسى، اتهم أحد المواطنين، وزير التموين بالتسبب في تراجع شعبية
السيسي، قائلا: "وزير التموين فاشل وحرام يوقع أسهم الرئيس السيسي عند الشعب".
وعلق موسى على المتصل، قائلا: "لابد أن تتحرك الدولة وتنقذ محدودي الدخل في ظل عدم اهتمام وزارة التموين بالطبقة الكادحة".
وأضاف أنه بعد عرضه لمشاكل المواطنين بسبب البطاقات التموينية وعدم اهتمام وزارة التموين بحل مشاكلها، حاول مستشارو الوزير توجيه التهديدات للبرنامج، مؤكدا أنه رفض دخول هؤلاء المستشارين في مداخلات على الهواء نتيجة عدم درايتهم بمشاكل المواطن المصري المتعلقة بالبطاقات التموينية.
وتابع بأنه لا يقبل بأن يوجه أحد التهديد له نتيجة لوقوفه بجانب المواطن المصري "والمطالبة بحقوق المواطن محدود الدخل"، موجها حديثه للوزير مضيفا أن "الوزير لو عايز يدخل مداخله ينور ولكن أن يحاول مستشاريه التطاول وتوجيه التهديدات فلا يوجد أحد على وجه الأرض بإمكانه أن يهدد أحمد موسى".
وكان موسى، قد خصص حلقة ليلة أمس لعرض مشاكل المواطنين محدودي الدخل من البطاقات التموينية وعدم وجود منظومة جيدة تحافظ على حقوق المواطن البسيط.
وأكد موسى أن هناك مخابز في بعض المحافظات لم تستلم حصة الدقيق الخاصة بها بعد تطبيق المنظومة الجديدة وهو ما يهدد بتوقف هذه المخابز، مضيفا أن الوزارة تضع منظومة جديدة دون دراستها ودون إعداد وترتيب وتهيئ الأمور لنجاحها وفي النهاية المواطن هو الذي يتضرر.
وفي سياق متصل قال، الإعلامي المصري، عزمي مجاهد، إن منظومة التموين فاسدة والخلايا النائمة واصلة بها حتى النخاع مطالبا القوات المسلحة بالتدخل لإعادة الأوضاع لنصابها بهذه المنظومة وتغييرها بالكامل (في إشارة لعودة الوزير العسكري مرة أخرى إلى تولي حقيبة وزارة التموين)، مضيفا أن المواطنين يشعرون بمعاناة شديدة في منظومة التموين والموظفين لا يريدون العمل.
وتابع: "عشان مفيش غير وزارتين شغالين وشايلين هم مصر وهما الشرطة والجيش وباقي الوزارات نايمة مبتشتغلش، الرئيس استلم البلد وهي على الجنط، من إرهاب وفساد إداري".
وقال الصحفي المختص في الشأن الاقتصادي، عمرو ممدوح، لـ
"عربي21": "إن الهجوم الإعلامي ضد
منظومة الخبز الجديدة ليس هدفه مصلحة المواطن، وإنما الهدف منه صرف أنظار المواطنين عن اتهام السيسي بالفشل، وحصره في الحكومة بصفة عامة والوزير بصفة خاصة".
وأكد ممدوح أن رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، هو نفسه من وجه في مارس الماضي بسرعة البدء في تطبيق منظومة الخبز الجديدة التي يعترض عليها أصخاب المخابز الآن، ومن المتوقع أن يترتب عليها تحت ضغوط أصحاب المخابز والمطاحن تحريك سعر رغيف الخبز المدعم أو تقليل عدد الأرغفة المخصصة لكل مواطن.