عقب قصف
الولايات المتحدة لقاعدة تابعة للنظام السوري بصواريخ "توماهوك"، وأفغانستان بـ"أم القنابل"، تساءلت صحيفة إسرائيلية؛ إلى أين يقود الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب العالم؟
خطوة ثالثة غير متوقعة
وقالت صحيفة "
يديعوت أحرنوت" العبرية في خبرها الرئيسي، في عدد الجمعة، الذي كتبه معلقها العسكري أليكس فيشمان؛ "لا يوجد زعيم في العالم لا يفغر فاه الآن لمشاهدة صور القصف العظيم لـ"أم كل القنابل" في أفغانستان ويسأل نفسه: إلى أين يقود ترامب العالم؟ وما هي الرسالة التي يبثها لي وكيف سيؤثر هذا على دولتي؟".
وأكدت الصحيفة، أن "الجميع وبمن فيهم حلفاء الولايات المتحدة قلقون"، مضيفة: "القنبلة العظمى، التي لم يتجرأ أي رئيس أمريكي على استخدامها حتى اليوم، باتت خطوة ثالثة في سلسلة أحداث غير متوقعة تخرج من البيت الأبيض في غضون أسبوع واحد".
وأشارت "يديعوت"، إلى أن التصعيد الذي يجري يتم "بوتيرة مفزعة، فقد بدأ بـ59 صاروخ توماهوك أطلقت نحو مطار عسكري في سوريا، كان يوجد فيه عسكريون روس"، مؤكدة أن هذا القصف "شطب السياسة الخارجية الهزيلة لسلفه بارك أوباما".
وتابعت: "بعد ذلك أبحر الجيش الأمريكي نحو كوريا الشمالية. وأمس أنزلت كاسحة المحصنات الأكبر في العالم – GBU 43 - على نطاق بري لتنظيم الدولة في أفغانستان"، مضيفة أن "السبب الظاهر هو موت جندي أمريكي في اشتباك مع رجال تنظيم الدولة في هذه الجبهة قبل بضعة أيام".
وأضافت: "الحدث الذي بحث عن رد فعل سرعان ما تحول بأمر من ترامب إلى استعراض للقوة الاستراتيجية الوحيدة التي تقف خلفه، وهي: أنا أعيد أمريكا إلى عظمتها، لا أحد يناطحنا، لا كوريا الشمالية، ولا الإيرانيون، وكذا يجدر بالروس أن يعرفوا بأننا غير متوقعين".
تدمير جبل داخله أنفاق
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن أمريكا "أنتجت نحو عشرين قنبلة كهذه، استخدمت منها حتى يوم أمس قنبلتين لأغراض التجربة على تدمير منشآت تحت أرضية تشبه تلك التي توجد في إيران أو في كوريا الشمالية، وقد تمت التجربة أمام زعماء أصدقاء كي يثقوا بقدرات الولايات المتحدة، وألا يأخذوا المبادرة في أيديهم".
ويدور الحديث عن "قنبلة موجهة بالـ جي.بي.إس، مع منظومة صواعق ذكية على نحو خاص، وهي تلقى من ارتفاع عال من طائرة قصف من طراز بي 2، أو طائرة النقل والهجوم (MC 130 C) التي ألقيت بالأمس من خلفيتها"، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى أن وزن القنبلة يبلغ نحو 10 أطنان، وهي تحمل أكثر من 8 أطنان من المواد المتفجرة، ويمكنها أن تخترق، بسرعة الصوت، بين 12 إلى 20 مترا من الإسمنت المسلح.
وفي التجربة التي أجراها الأمريكيون في الولايات المتحدة، أكدت الصحيفة أنه تم "تدمير جبل في داخله سلسلة من الأنفاق، وهذا ما حصل في أفغانستان أمس"، موضحة أنه "إذا فهم الكوريون الشماليون الرسالة فهذا خير، ولكن إذا كان رد فعل كوريا الشمالية سيكون بإطلاق صاروخ باليستي أو تجربة نووية، فما الذي يتبقى في الترسانة الأمريكية؟ أن تقصف كوريا الشمالية وتدخل في مواجهة عسكرية مع الصين؟".
وتساءلت "يديعوت": "وماذا ينتظر العالم في المرحلة التالية؟ رد فعل عاطفي من رئيس ليس واضحا إذا كانت له أي سياسة مرتبة لليوم التالي؟".
وأكدت أن ما يجري "ينبغي أن يقلق حقا، ليس فقط أعداء الولايات المتحدة بل وأصدقاءها أيضا".