تحتفل الطرق الصوفية المصرية بنحو 25 مولدا لآل البيت- أ ف ب
بمشاركة مسؤولين رسميين، ووسط إجراءات أمنية مشددة، سمحت السلطات المصرية للمئات من أعضاء طريقة صوفية تضم "محبي العارف بالله السيد أحمد البدوي"، بتنظيم الليلة الختامية لرجبية مولد السيد البدوي، القطب الصوفي الكبير، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بدلتا مصر، يوم الجمعة، السابع من نيسان/ أبريل.
ونظمت طرق صوفية عدة مسيرة حاشدة احتفالا بهذه المناسبة، الجمعة، رددوا فيها، تواشيح دينية، رافعين الأعلام واللافتات.
وفي البداية تجمع المئات من الصوفيين أمام مسجد "البدوي" في مسيرة إلى مسجد الطريقة القصبية، التي ينتمى إليها شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ورئيس لجنة التضامن الاجتماعية بمجلس نواب ما بعد الانقلاب، عبد الهادي القصبي.
وفسر أحدهم تجمعهم هذا بقوله: "عشان خاطر ربنا، ومصر كلها.. والسيسي والجيش والشرطة، وكلنا خدامينهم".
وتتسامح السلطات المصرية، مع أتباع الطرق الصوفية في احتفالاتهم بموالد شيوخهم كافة، ويستعد هؤلاء حاليا للاحتفال بمولد السيدة زينب، وتُختتم الاحتفالات في الثلاثاء الأخير من شهر رجب الحالي، وبدأ الصوفيون يتوافدون على المسجد من الآن حتى ختام الاحتفالات، بالقاهرة.
وتحتفل الطرق الصوفية المصرية بنحو 25 مولدا لآل البيت، بخلاف مئات الموالد التي يُحتفل بها في النجوع والقرى، لعدد من أصحاب المقامات، التي لا حصر لها، حتى الآن.
وتشهد تلك الموالد، في العادة، إقامة حلقات ذكر، لكنها كثيرا ما تحدث بها انحرافات أخلاقية، ومشاهد تحرش، وتعاط للمحرمات، فيما تشهد احتفالات مولد السيدة زينب هذا العام، أجواء انتخابية، نظرا لقرب انتخابات المجلس الأعلى للطرق الصوفية، التي يتنافس فيها 16 شيخا على 10 مقاعد.
ويقوم كل شيخ طريقة بتكثيف حملته الانتخابية مستغلا تجمع الطرق الصوفية لعرض برنامجه من أجل الفوز بالمقعد في الانتخابات التي ستجرى في شهر أيار/ مايو المقبل، وذلك باعتراف كامل، ورعاية رسمية، من السلطات المصرية.
وكثيرا ما يعلن رؤساء الطرق الصوفية في مصر دعمهم للسيسي، واعتبر محللون أن "الصوفية" أداة نظامه في مواجهة الجماعات الإسلامية المعارضة له.
ويرى الباحث في علم الاجتماع السياسي، عمار علي حسن، أن "ولاء الطرائق الصوفية للنظام بشكل مطلق، يرجع إلى كون هيكلها التنظيمي وإطارها القانوني يغذيان الميل إلى الاستبداد، إذ تتضاءل فيهما القيم السياسية المساعدة على وجود الديمقراطية"، على حد تصريحه.