أعلنت جماعة
الإخوان المسلمين
المصرية رفضها للبيان الصادر عن
القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين المنعقدة في الأردن، واصفة إياه بالبيان المتواضع، مؤكدة على "عدد من الثوابت التي لا مجال للمزايدة على الجماعة بشأنها".
وقالت في بيان لها الخميس إنها لم تجد في هذه القمة - كما في سابقاتها - ما يحقق "آمال الشعوب العربية التي تعاني بعضها من ويلات القهر في ظل بعض الحكومات المستبدة، وغابت عنها أية إشارة إلى معاناة الشعوب المقهورة، فضلا عن السماح بحضورها لسفاحين قتلة ممن انتزع السلطة غصبا ويسفك دماء شعبه ليل نهار".
وأضافت: "لقد تجاهلت القمة حق الشعب
الفلسطيني في تقرير مصيره وتحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني الغاصب، سوى من إدانة خجولة لتسريع عملية الاستيطان، في تغافل كامل للحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني على كامل أرضه".
وشدّدت الجماعة على "مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية التي تعدها قضية الأمة الإسلامية المحورية، وتؤكد حق الشعب الفلسطيني في نيل استقلاله وتحرير فلسطين - كل فلسطين - من الاحتلال الصهيوني الغاصب، وهو الحق الذي تكفله كافة المواثيق والقوانين الدولية".
وأكدت "انحيازها الكامل لحقوق الشعوب العربية، وفي مقدمتهم الشعب السوري والعراقي واليمني والليبي، وكافة شعوب العالم المستضعفة من أجل الحصول على حريتها وحقها في حكم ديمقراطي يحقق لها الكرامة الإنسانية والتقدم والرقي، كما تؤكد مساندتها لكفاح الشعوب ضد دكتاتورية الحكومات المستبدة".
وأشارت "الإخوان" إلى "حق الشعب المصري في استمرار ثورته السلمية ضد الانقلاب الدموي حتى استعادة كامل حريته في اختيار نظام حكمه واسترداد حقوقه الشرعية المغتصبة التي تجلت في خمسة استحقاقات انتخابية حرة شهد العالم كله بنزاهتها، وهي حق لا مراء فيه ولا مجال لمصادرته أو القفز عليه إلى غيره، ويحق للجماعة أن تبذل كل جهودها في تحقيقه بكافة الطرق السلمية".
وذكرت أنها "تنطلق في تعاملها مع الشعوب ومع السلطة السياسية في عالمنا الإسلامي من منطلقات فكرية واضحة، وفي القلب منها الاعتقاد بأن مجتمعاتنا مجتمعات مسلمة، فلا نكفر حاكما أو محكوما، ولكننا نرفض الظلم مهما كان مصدره، فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر دون أن نتورط في العنف المرفوض".
وأوضحت "الإخوان" أن "أي محاولة لإلصاق تهمة الإرهاب أو ممارسته بها، هي محاولة يائسة للهروب من نتائج استحقاقات ديمقراطية عجز أصحابها عن نيلها من خلال صناديق الاقتراع، ويحاولون أن يستعيضوا عنها بافتراءات يدرك القاصي والداني براءة الجماعة منها".
واختتمت بقولها: "لقد ظلت جماعة الإخوان وفية لشعوبها محافظة على حقها في الحرية والكرامة وضحت من أجل ذلك بالغالي والنفيس ودفعت ومازالت تدفع الكثير من حرية أبنائها ودمائهم وأرواحهم، دون أن تتخلى عن منهجها السلمي ولا عن واجبها في النصح والإرشاد والتوعية والصبر على الأذى إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا".
يذكر أن جماعة الإخوان (جبهة القيادة التاريخية) تعرضت لانتقادات من قبل البعض على خلفية الرسالة التي وجهتها، الإثنين الماضي، إلى مؤتمر القمة العربي، والتي دعت إلى أن تكون هذه الدورة هي دورة النهوض الداخلي، مشدّدة على ضرورة تجنب النزاعات أو
الخلافات.
اقرأ أيضا: جماعة الإخوان توجه رسالة إلى القمة العربية.. ماذا قالت؟
فيما أكد المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين (مكتب الإرشاد المؤقت)، المعبّر عما يُعرف إعلاميا بـ"تيار التغيير" أو "القيادة الشبابية" داخل الجماعة، عدم صلته بالبيان المُوجّه إلى الجامعة العربية باسم الإخوان.
وقال في بيان له الثلاثاء الماضي- إن "تلك الجامعة ساندت القتلة – المُسمّين رؤساء (غصبا وزُورا) – في قتل وقمع شعوبهم، كالمُجرم السيسي وبشار، ومن قبلهما علي عبد الله صالح والقذافي ومبارك".
اقرأ أيضا: "جبهة كمال" تنفي صلتها ببيان الإخوان الموجه للقمة العربية