لم يكن الاجتماع السري الذي جمع قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، ورئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في العقبة الأردنية، بحضور الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري شباط/ فبراير 2016، هو الأول خلف الكواليس بين قادة
مصر وإسرائيل.
فالاتصالات السرية لم تتوقف بين الجانبين منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وصول إلى عهد السيسي؛ الذي شهد تقاربا غير مسبوق مع تل أبيب، وتحدثت تقارير صحفية غربية وإسرائيلية عن لقاءات سرية وتنسيق كامل بنيهما.
"
عربي21" ترصد فيما يلي أبرز اللقاءات السرية بين الجانبين منذ عام 1952..
14 شباط/ فبراير 2017
كشف الوزير الإسرائيلي أيوب قرا، عن اتصالات سرية بين السيسي ونتنياهو، حول "إقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء بدلا من الضفة الغربية".
10 شباط/ فبراير 2016
بثت قناة "مكملين" المصرية المعارضة للانقلاب؛ تسريبا لمكالمة هاتفية بين وزير الخارجية سامح شكري، ومحامي نتنياهو، إسحق مولخو، يراجعان فيها بنود اتفاق ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والخاص بجزيرتي تيران وصنافير.
12 تموز/ يوليو 2016
كشفت صحيفة "جيروزليم بوست" عن وجود اتصالات سرية بين السيسي ونتنياهو، وقالت إثر زيارة سامح شكري لإسرائيل: "بعد عامين من الاتصالات السرية، تجلب زيارة شكري للسطح
العلاقات التي كانت تدار تحت الرادار".
8 آب/ أغسطس 2016
نقلت صحيفة "هآرتس" عن البروفيسورة عيدا أهروني؛ وجود اتصالات سرية بين القاهرة وتل أبيب لاستعادة أملاك اليهود قبل هجرتهم من مصر لفلسطين.
السبت 15 تموز/ يوليو 2014
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن نتنياهو أجرى اتصالا سريا مع السيسي، بعد خمسة أيام من الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة منتصف 2014.
اتصالات السادات
وحول ملف الاتصالات السرية للرئيس أنور السادات؛ كشفت القناة الثانية الإسرائيلية في 14 كانون الثاني/ يناير 2013، عن 40 وثيقة إسرائيلية، بينها الاتصالات السرية التي جرت بين السادات والإسرائيليين قبل زيارته للقدس عام 1977.
آب/ أغسطس 1977
ووفقا للوثائق الإسرائيلية، فإن مناحيم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها طلب من الرئيس الروماني آنذاك، نيكولاي تشاوشيسكو، نقل رسالة للسادات حول اهتمام تل أبيب بالسلام. وفي لقاء ثان، نقل تشاوسيسكو إلى بيجن موافقة السادات على اتصالات سرية مباشرة مع إسرائيل.
16 أيلول/ سبتمبر 1977
وحسب الوثائق أيضا؛ فإن وزير الخارجية الإسرائيلي موشي ديان زار المغرب متخفيا، والتقى الملك الحسن الثاني، وطلب تنظيم لقاء سري مع القاهرة. وبعد خمسة أيام جاء الرد بموافقة السادات على لقاء بالمغرب، جمع ديان ونائب رئيس وزراء مصر حينها، حسن تهامي، وهي المقابلة التي تحدث عنها الفريق كمال حسن علي، رئيس المخابرات المصرية آنذاك، في كتابه "محاربون ومفاوضون" الصادر عام 1986.
18 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977
بعث بيجن دعوة رسمية للسادات؛ بواسطة سفير أمريكا بالقاهرة لاستقبال السادات بالقدس، وهي الزيارة التي تمت في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977.
اتصالات عبد الناصر
وشهدت الحقبة الناصرية اتصالات سرية مكثفة مع الجانب الإسرائيلي في وقت مبكر، حتى قبل إعلان دولة إسرائيل، أي قبل أن يتسلم عبد الناصر السلطة، وحتى بعد نكسة 1967.
وفي برنامج "شاهد على العصر" بقناة الجزيرة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي، وجود عشرات الاتصالات السرية بين عبد الناصر وإسرائيل.
شهادة بريماكوف
ويروي وزير الخارجية الروسي السابق، يفجيني بريماكوف، تفاصيل تلك الاتصالات السرية في كتابه "كواليس وأسرار الشرق الأوسط".
11 تشرين الثاني/ نوفمبر 1948
وكشف بريماكوف أن أول لقاء بين عبد الناصر واليهود في فلسطين؛ كان إثر معركة الفالوجا، مع الضابطين إيجال ألون وموردخاي كوهين.
وقد أكدت حقيقة ذلك الاتصال؛ ابنته هدى عبد الناصر، في كتابها "60 عاما على ثورة 23 يوليو".
وأضاف بريماكوف الذي كان يعمل في الستينيات مراسلا لصحيفة "برافدا" الروسية بالقاهرة، أن موردخاي كوهين علم أن عبد الناصر أنجب طفلا، فهنأه وأرسل له هدية، ورد ناصر بعلبة توفي هدية من جروبي، ودعا كوهين للقائه بالقاهرة.
وكشفت وثائق إسرائيلية أن مجلس قيادة الثورة فتح قنوات اتصال مع إسرائيل منذ 1952، وأن عبد الناصر، كان يشرف بنفسه على تلك الاتصالات من خلال الملحق الصحفي بباريس، عبد الرحمن صادق.
شهادة شلايم
وأكد المؤرخ اليهودي، آفي شلايم، في كتابه "الجدران الحديدية"، أن إسرائيل فتحت قنوات سرية مع مجلس قيادة الثورة لسنوات عديدة.
تشرين الأول/ أكتوبر 1952
أكد شلايم في كتابه أن أول اتصال بين الجانبين كان بعد مضي ثلاثة أشهر على ثورة تموز/ يوليو 1952، بلقاء عبد الرحمن صادق والإسرائيلي شموئيل دافون.
كانون الثاني/ يناير 1954
وقال شلايم إنه "قبل إزاحة عبد الناصر لمحمد نجيب عن رئاسة الجمهورية بشهرين، أخبر صادق؛ دايفون بأن عبد الناصر يطلب دعم إسرائيل للحصول على مساعدات أمريكية، وانسحاب بريطانيا من قناة السويس، على أن تبقى الاتصالات سرية".
وذكر شلايم أن إحدى رسائل عبد الناصر حملت امتنان مجلس قيادة الثورة للعرض الإسرائيلي لشراء القطن المصري، وبأن ذلك سابق لأوانه، وأن المجلس سيناقش موضوع مرور السفن الإسرائيلية بحرية.
وأكد شلايم أن عبد الناصر أبقى قناة اتصالات صادق - دايفون مفتوحة، حتى بعد العمليات السرية التي قامت بها خلية للموساد بزرع عدد من القنابل بالقاهرة والإسكندرية.
21 كانون الأول/ ديسمبر 1954
أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه شاريت؛ رسالة لعبد الناصر يطالبه برفع الحظر على البحرية الإسرائيلية، وحسب شلايم، فإن الاتصالات بينهما استمرت حتى كانون الثاني/ يناير1955.
13 كانون الأول/ ديسمبر 1954
نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" وثيقة سرية تتضمن خطابات متبادلة بين عبد الناصر وشارييت عام 1954، تطلب عقد صلح مع إسرائيل.
كانون الأول/ ديسمبر 1967
نشرت الخارجية الأمريكية في 5 أيار/ مايو 2001، تقريرا عن رسالة سرية من عبد الناصر للرئيس الأمريكي ليندون جونسون عقب هزيمة حزيران/ يونيو، يعرض استعداده للاعتراف بإسرائيل وإنهاء الحرب.