شهدت الساحة السياسية والإعلامية بتونس انقساما حول زيارة مُرتقبة لقائد الانقلاب في
مصر، عبد الفتاح السياسي، بين مُرحّب بهذا الزيارة ورافض لاستقبال
السيسي في
تونس.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد أعلن الأربعاء، أنه من المنتظر أن يزور السيسي تونس، تلبية لدعوة وجهتها رئاسة الجمهورية التونسية.
واعتبر شكري، في تصريح عقب لقاء الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أن هذه الزيارة من شأنها أن تساهم في "التأسيس لمرحلة جديدة من التعاون المثمر، وتُمكّن من تعميق التشاور حول المسائل التي تشغل البلدين"، معربا عن تقديره "للمبادرة التونسية وللجهود المبذولة لحلّ الأزمة في ليبيا".
نقيب الصحفيين: لا أهلا ولا سهلا بك
وفي تعليقه على هذه الزيارة المُرتقبة، قال نقيب الصحفيين التونسيين، ناجي البغوري، في تدوينة على صفحته الخاصة على فيسبوك، موجها كلامه إلى السيسي: "إذا أنت قادم بالفعل: لا أهلا ولا سهلا".
وأكد البغوري في التدوينة ذاتها أن مصر تعيش أسوأ أيامها تحت حكم السيسي، مُشيرا لما أسماها "عملية قمع غير مسبوقة يواجهها الناشطون والصحفيون"، وفق تعبيره.
وأصدرت نقابة الصحفيين التونسيين، في وقت سابق، بيانا شديد اللهجة أدانت فيه صدور الحكم القضائي في مصر بسجن نقيب الصحفيين المصريين، يحيى قلاش، وزميليه في مجلس النقابة، خالد البلشي وجمال عبد الرحيم.
وتُطالب النّقابة التونسية بنقل مقر اتحاد الصحفيين العرب من مقرّه الدّائم في القاهرة إلى دولة عربية أخرى، على خلفية الوضع المتدهور لحرية الصّحافة في مصر.
النهضة مستعدة للتواصل المُباشر
في المقابل، قال المُستشار السياسي لرئيس حركة
النهضة، لطفي زيتون، إن العلاقات الخارجية للدولة التونسية من مشمولات رئاسة الجمهورية، مُضيفا: "كل من يُرحّب به رئيس الجمهورية هو مُرحّب به في تونس".
واعتبر زيتون، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "مصر فاعل رئيسي في المنطقة" وأن "غيابها يتسبب في خلل"، مشددا على أن النهضة مستعدة للتواصل المباشر مع نظام عبد الفتاح السيسي من أجل إنجاح المبادرة التونسية الجزائرية المتعلقة بالأزمة الليبية، وأي مُصالحة مصرية.
ورأى أن هذه المبادرة تمثل إمكانية لتحقيق اختراق في الوضع الليبي ليتوصل الفرقاء الليبيون إلى اتفاق، مؤكدا أن حركة النهضة على اتصال مع مختلف الأطراف الليبية، باستثناء اللواء خليفة حفتر، لكنه تحدث عن إمكانية لقاء قريب مع حفتر ومسؤولين في قواته.
أبعاد الزيارة
وقال الناشط ماهر العباسي، إن زيارة السيسي لتونس، تدخل في إطار محاولة إيجاد حل للحرب الليبية التي تمثل أكبر تهديد لاستقرار أمن تونس واقتصادها.
واعتبر العباسي، في حديث لـ"عربي21"، أن نجاح تونس في أن تكون مركز الحل للمشكلة الليبية، هو بمنزلة النجاح الباهر للسياسة الخارجية التونسية"، وفق تعبيره.
وأضاف: "عندما تقتضي مصلحة البلاد التفاعل والتعاون مع السيسي، فيجب على السلطة الرسمية أن تمضي في هذا المسار. والنهضة باعتبار مُشاركتها في الائتلاف الحاكم، لا يُمكن إلا أن تُرحّب بزيارة الرّئيس المصري. تلك هي السياسة".
وأكّد العباسي ضرورة التمايز بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي، داعيا الشعب التونسي للتّظاهر تعبيرا عن رفض "إجرام السيسي في حق شعبه"، وفق تعبيره.
#انقلابي_مايدخلش_بلادي
وأطلق ناشطون حملة إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج #انقلابي_مايدخلش_بلادي (انقلابي لا يدخل بلادي) كتعبير على رفضهم لهذه الزيارة.
وقال محمد سليم حمادة : "لا أهلا ولا سهلا.. ولا مرحبا بك في أرض تونس الثورة.. ولا لتدنيس ثراها الطاهر أيها النجس السفاح السيسي.. ليكن شعارنا أيها الأحرار".
وقال خالد الطراولي: "لا أهلا ولا سهلا ولا مرحبا... الأيادي الملطخة بالدماء مكانها مزبلة التاريخ ومحكمة الأرض ومحكمة السماء!".