الأشعل: شعبية السيسي أقل من 10%.. ومصر تسير للمجهول

أكد المرشح الرئاسي المصري السابق، السفير عبدالله الأشعل، أن مصر فقدت أوراق القوة والضغط، وفقدت وزنها في السياسات الإقليمية والعالمية بشكل مؤقت، بل إنها أصبحت عبئا على كثير من الدول.

ورأى في حوار مع "عربي21"، أن التقارب المصري-الإيراني بمثابة "نكاية وكيد بالمملكة العربية السعودية، وقد يكون بإيعاز من روسيا"، مؤكدا أن الخلاف بين مصر والسعودية تحول إلى صراع، لافتا إلى أن الإعلام السعودي بدأ مؤخرا، ولأول مرة، يصف ما حدث في 3 تموز/ يوليو 2013 بالانقلاب العسكري.

وحول موقفه من الترشح في انتخابات الرئاسة عام 2018، قال:" لو استمرت مصر، وعشنا إلى العام القادم، وساد مناخ يسمح بالترشح، فسيكون لكل حادث حديث، ولكني أظن أنهم لن يفرطوا في المنصب وامتيازاته، بل سيتمسكون به بالقوة التي في أيديهم".

واستدرك "الأشعل" بقوله:"السيسي سوف يترشح مرة أخرى، وسوف يفوز، ولن يغير خطه، ولن يترشح أحد أمامه إلا من ترشح وصيفا من قبل، وهنيئا له بالشعب المتفهم، إلا إذا أتت الرياح بما لا تشتهي السفن"، لافتا إلى أن شعبية "السيسي" الآن لا تزيد على 10%.

وإلى نص الحوار:

* أنت أحد الموقعين على "ميثاق الشرف الوطني".. فكيف ترى هذا الميثاق؟ ومدى إمكانية نجاح اصطفاف ثوار يناير مرة أخرى؟

- هو لبنة لاستعادة السلوك الحضاري للمصريين، فالميثاق هو دعوة لاحتكام المصريين لبعضهم خاصة عند الاختلاف، وهو خطوة كنا بحاجة لها على الطريق الصحيح، ويمكن أن يجذب بعض الشباب، رغم أن الكثير من الشباب يائس من فرص التغيير.

* كيف ترى خلافات الإخوان الداخلية؟ وما هي المراجعات المطلوبة منهم؟

- خلافات الإخوان طبيعية بعد الزلزال الكبير الذي تعرضت له الجماعة، خاصة مع الأخطاء والحسابات الخاطئة للقيادات، وبسبب خطة النظام المحكمة التي بدأها منذ 2011 لمحاولة سحقهم، فضلا عن غرور "الإخوان" وهشاشة عقليتهم، ولذلك نجح المجلس العسكري بأخطائهم في إنفاذ خطته، والمراجعات حاليا خطر عليهم، لأن النظام متربص بهم، ويعلم أنهم يحولون المظاهرات إلى ثورات ثم يتفاوضون عليها.

* وما هو المطلوب من الرئيس محمد مرسي برأيك؟

- ليس مطلوبا منه إلا الصبر والتأمل والصلاة، فربما يأتي يوم يروي لنا تقييمه الواعي لما حدث.

* كيف ترى أبعاد التقارب المصري-الإيراني؟

- هذا التقارب ليس خطأ، لكنه نكاية وكيد في المملكة العربية السعودية وقد يكون بإيعاز من "موسكو".

* ما هي رؤيتكم لمستقبل العلاقات المصرية السعودية في ظل الخلافات القائمة بينهما؟

- الشقاق سيصل مداه، وقد تحول إلى صراع، وأساسه أن الإخوان المسلمين حلفاء السعودية وخصوم السيسي، وبالتالي فلا لقاء بينهما، وبدأ الإعلام السعودي مؤخرا، ولأول مرة، يصف ما حدث في 3 تموز/ يوليو 2013 بالانقلاب العسكري - كما يسميه- بل إنه يبدي الندم على دعم الثورة المضادة في مصر "العظيمة"، كما يقول الإعلام نفسه.

* وماذا عن علاقة مصر بإسرائيل؟

- التحالف مع إسرائيل والعداء مع "الإخوان" هما أركان النظام، والمصالح مشتركة على محاربة الإرهاب ويشمل كل التيار الإسلامي والمقاومة، ولذلك كان شاذا طرح مشروع مصري لإدانة الاستيطان.

* لكن السيسي أصدر توجيهات لبعثة بلاده لدى الأمم المتحدة بتأجيل تصويت مجلس الأمن على قرار بشأن المستوطنات الإسرائيلية.. كيف تابعت هذا الأمر؟

- يبدو أنه بهذا المشروع كان يضغط للحصول على شيء ما، ثم تراجع أمام الضغوط المباشرة، خاصة أن إدارة "أوباما" لم تظهر تعاطفها مع استخدام الفيتو، وذلك بالرغم من أن مصر ضد الاستيطان وكذلك تقرير الرباعية الدولية بشأن الشرق الأوسط، والذي ساوى بين الضحية والجلاد.

* كيف تنظر لحجم وتأثير مصر إقليميا ودوليا؟

- مصر للأسف فقدت أوراق اللعب أو القوة والضغط، وفقدت وزنها في السياسات الإقليمية والعالمية بشكل مؤقت، بل إنها أصبحت عبئا على كثير من الدول، خاصة في ظل التخبط الكبير والواضح في السياسات الداخلية والخارجية، وهو الأمر الذي أدى لوصول القاهرة لمستوى ينتقص من دورها الإقليمي والدولي كثيرا.

* السيسي أطلق شعاره "مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا".. فما الذي تحقق من هذا الشعار؟

- إذا كان حسن النية، فقد سجل رقما قياسيا في الفشل، وإن كان يقصد إخراج مصر من الدنيا فنجاحه باهر، ويجب أن يعلمنا هذه الخطة العبقرية!

* هل ترى أن الأزمة الاقتصادية قد تهدد عرش النظام الحاكم أم لا؟

- الأزمة الاقتصادية تهدد مصر وشعبها وليس نظامها، لأن هذه النظم تبقى بعد سقوط الأوطان طافية على جثته، ولدينا أمثلة كثيرة في مصر وغيرها، لأن نُظم الحكم مرتبطة بالزعيم، وفي بلادنا يتغير الأشخاص ويبقى النظام منذ 1952 وحتى الآن.

* كيف ترى انتخابات الرئاسة عام 2018؟ وهل تفكر في خوضها أم لا؟

- لو استمرت مصر وعشنا إلى العام القادم وساد مناخ يسمح بالترشح فسيكون لكل حادث حديث، ولكني أظن أنهم لن يفرطوا في المنصب وامتيازاته، بل سيتمسكون به بالقوة التي في أيديهم.

* السيسي صرح مؤخرا بأن فكرة ترشحه لفترة رئاسية ثانية تتوقف على مدى استعداد المصريين لتحمل المزيد من الصعاب والتضحيات.. كيف ترى هذا التصريح؟

- السيسي سوف يترشح مرة أخرى، وسوف يفوز، ولن يغير خطه، ولن يترشح أحد أمامه إلا من ترشح وصيفا من قبل، وهنيئا له بالشعب المتفهم، إلا إذا أتت الرياح بما لا تشتهي السفن.

* في تقديرك.. ما هو حجم شعبية السيسي في الشارع الآن؟

- لم يبق حول السيسي إلا المستفيدون وأركان النظام والمضللون، ولذلك أعتقد بأن شعبيته الآن لا تزيد على 10%.

* هل تعتقد أن موقف المؤسسة العسكرية سيظل داعما بقوة للسيسي؟

- نحن لا نعلم إذا ما كان السيسي هو الواجهة للمؤسسة العسكرية أم إنه هو المؤسسة نفسها؟ وهي في كل الأحوال يهمها استمرار حكمها، أما إن صار السيسي مهددا لهذا الهدف وأصبح ورقة محروقة، فقد تغيره حتى تسد الطريق على الحكم المدني.

* كيف ترى ما وصل له الإرهاب والعنف بمصر في ظل توصيف السيسي عقب انقلابه عام 2013 بـ"الإرهاب المحتمل"؟ وكيف ترى "داعش"؟

- الارهاب موضوع يحتاج إلى جدية في البحث، ولا أظن أن الإرهاب بعيد عن الظلم والفقر وغياب القانون والقهر وانحراف الفهم.

و"داعش" شباب مسلم تمنيت أن أعيده إلى الحياة، وهي صناعة غربية إسلامية لصالح إسرائيل وضد العرب والمسلمين والإسلام.

* إلى أين تتجه مصر؟ وكيف المخرج من وجهة نظرك؟

- مصر تسير إلى مجهول، وقد تدخل منحدرا شديدا وخطيرا خلال الشهور المقبلة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، ولكن أملنا في الله فوق كل الحسابات ووعي الشعب وضمير الحاكم يمكن أن يعصم مصر من السقوط، وبغير ذلك مصر في كف الرحمن، ولا مفر من الاستعانة بالخبراء بعد أن رأينا نتائج الاعتماد على أهل الثقة ذوي العقلية العسكرية الأمنية المطلوبة في غير إدارة الدول، فإدارة الشعوب تحتاج إلى السياسة، وإدارة الجيوش تحتاج إلى العقلية العسكرية.

وأعتقد أن كل ما يحدث خلال هذه المرحلة سوف ينتهي حتما طال الزمن أم قصر، وأن عصرا جديدا سوف يبدأ، وستأخذ مصر مكانتها الكبيرة بين الأمم مرة أخرى، فالأمل كبير ومصر باقية والنُظم زائلة، وبلادنا عبر مئات السنين جددت شبابها ولفظت كل من أساء إليها.