كشفت الهتافات الساخطة التي أطلقها أقباط غاضبون على رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي عقب تفجير قاعة النساء في مجمع كاتدرائية العباسية في قلب القاهرة عن احتقان داخل هذا الذي وقف مع السيسي في انقلابه وشعر أنه لم يحصل على ما كان يأمل به.
وهتف المحتجون أمام الكاتدرائية المرقسية في العباسية "ارحل يا سيسي ارحل يا سيسي" و"وحياة دمك يا شهيد.. مش عاوزين السيسي في العيد".
وذكرت مجلة فورين بوليسي في مقال للباحث يوهانس مكار قبل يومين أن "نظرة
الأقباط اليوم في
مصر تجاه السيسي باعتباره المنقذ لهم اختلفت وأنه بالتالي لا يختلف عن نظام حسني مبارك".
ورأى مكار البلجيكي من أصول مصرية أن الأقباط أصيبوا بـ"خيبة أمل من الشخص الذي أرسلته السماء كما اعتقدوا في بادئ الأمر"، مشيرا إلى أن معارضة نظام السيسي تزايدت في أروقة الكنيسة القبطية في الآونة الأخيرة.
ولفت إلى أن الأقباط الذين لطالما كان ينظر إليهم على أنهم "سند للنظام أصبحوا الآن يشكلون تحديا متعاظما لحكام القاهرة".
ولم يفوت الباحث في مقاله فرصة استحضار ما وقع للأقباط في ما يعرف بـ"مذبحة ماسبيرو" عام 2011 حين قتل 28 محتجا قبطيا بيد قوات الجيش.
ويرى مراقبون أن الحادثة الأخيرة "ربما ترسم شكلا جديدا للعلاقة بين السيسي ونظامه من جهة والطرف القبطي الذي كان ركنا أساسيا في الانقلاب العسكري ووقف معه أملا في الحصول على بعض المكتسبات".
احتقان وغضب
الناشط المصري القبطي رامي جان قال إن القادم ما بين الأقباط والسيسي مختلف عن السابق وخاصة الجماهير القبطية، لأن المؤسسة الدينية للأقباط ما زالت لم توقف دعمها للسيسي ونظامه.
وأوضح جان لـ"
عربي21" أن جماهير الأقباط "محتقنة وتشعر بغضب كبير تجاه نظام السيسي الذي لا يختلف عن نظام حسني مبارك في المعاملة بعد أن كان الظن غير ذلك".
ولفت إلى أن الشباب القبطي "الغاضب ربما يقدم على بعض التحركات ضد نظام السيسي، لكن الكنيسة ستلجأ لكبح جماح هؤلاء الشبان المعبئين بشكل كبير ضده".
وأضاف: "هؤلاء الذين فقدوا ذويهم ونساءهم وأطفالهم في التفجير بالتأكيد كمية الغضب عندهم كبيرة، وشباب الأقباط منظمون بشكل كبير وعلى نظام السيسي أن يتذكر البلاك بلوك، وأن انفجار هذه الكتلة الشبابية المنظمة ربما تقف الكنيسة عاجزة عن استيعابه بل ربما يصبون غضبهم على مؤسسة الكنيسة ذاتها التي تقف مع السيسي".
وشدد جان على أن الغضب القبطي اليوم مرجعه إلى أن "اليقين" بأن الأمن المصري قصر بشكل كبير بل وربما "تواطأ" في إدخال هذه الكمية من المتفجرات.
وأوضح أنه حين كان يذهب إلى الكنيسة في العديد من المناسبات كانت "إجراءات التفتيش في غاية الصرامة وعلى عدة مراحل".
وأضاف: "هناك شرطة خارج الكنائس وأمن داخلي علاوة على عناصر جهاز أمن الدولة المصري الذي يراقب من الخارج، ومرور شخص كما يزعمون بهذه السهولة إلى داخل قاعة الكنيسة ليفجر نفسه أمر يصعب تصديقه".
وقال إن الغضب من السيسي مرده "إخفاقاته في حماية الأقباط وعدم اختلافه عن نظام مبارك بالإضافة إلى شكوك تورط الأمن في تسهيل دخول المفجر إلى الكنيسة".
وأشار إلى أن السنة الماضية تحديدا أدرك الأقباط أن الرهان على السيسي كان "فاشلا وليس في محله بعد تعرض العديد من بيوتهم للحرق وتعذيب القبطي مجدي متين حتى الموت داخل أحد أقسام الشرطة".
وعلى صعيد مزاعم تورط الإسلاميين في التفجيرات كما نشرت مواقع وصحف مقربة من نظام السيسي، قال جان إن "هذه المزاعم لن تنطلي على الشباب القبطي لأن أصابع الاتهام موجهة إلى الأمن بسبب تقصيره".
يذكر أن السيسي أعلن مساء اليوم في كلمة مقتضبة ألقاها أثناء مشاركته في تشييع جثامين القتلى أن مرتكب الهجوم على الكنيسة الملاصقة لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس هو محمود شفيق محمد مصطفى ويبلغ من العمر 22 عاما وفجر نفسه بحزام ناسف.
وقال السيسي إنه جرى "توقيف ثلاثة أشخاص وسيدة ومازال يجري البحث عن اثنين"، مشيرا إلى قيام الشرطة "طوال الليل بجمع أشلاء مرتكب الاعتداء والعمل على كشف هويته".