توقعت أوساط
فلسطينية استمرار تعطل
مفاوضات السلام مع الجانب
الإسرائيلي، وتراجع حظوظ إحراز أي تقدم في هذا الاتجاه؛ بعد وصول الرئيس الجمهوري دونالد
ترامب إلى البيت الأبيض.
وكانت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المشتركة (إيباك)، وهي أقوى منظمة موالية لـ"إسرائيل" في أمريكا، قد حذفت خيار حل الدولتين من على موقعها الإلكتروني بعد أسبوع واحد من فوز ترامب، الأمر الذي قد يرسل بإشارة واضحة إلى وجود توجه لدى الجانب الإسرائيلي في البحث عن خيارات أخرى لإدارة المفاوضات مع الفلسطينيين مستقبلا.
وبالتزامن مع ذلك؛ طرحت القناة العاشرة الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين، مجموعة من السيناريوهات المتاحة لدى الفلسطينيين، في حال استمر وقف المفاوضات المتعطلة منذ أكثر من عامين، ومنها الطرح الخاص بخيار الدولة الواحدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بشرط أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وتكون عاصمتها المشتركة مدينة "القدس"، أو لجوء الفلسطينيين إلى خيار الكونفدرالية الاتحادية مع الأردن.
ولا يخفي سياسيون فلسطينيون تخوفهم من تقارب وجهات النظر بين الحكومة اليمينية الإسرائيلية، وبين الرئيس الأمريكي ترامب، "وخصوصا بعد تصريحاته التي تعهد من خلالها بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، وعدم وقف الاستيطان كشرط للعودة للمفاوضات، وهذا ما لن تقبله
السلطة الفلسطينية" على حد قولهم.
أدوات الضغط
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، عبدالستار قاسم، إن تبني ترامب لوجهة نظر اليمين الإسرائيلي؛ سيزيد من الخناق على السلطة الفلسطينية خلال الأشهر القادمة، وذلك من خلال إجبارها على خيارات الدولة المشتركة، والتلويح باستخدام أدوات الضغط من قبيل وقف التمويل المالي لها، أو حجز أموال الضرائب والمقاصة، بالإضافة إلى التهديد بخيار عودة دحلان كرئيس للسلطة الفلسطينية بدلا من
محمود عباس".
وأضاف قاسم لـ"
عربي21" أن خطاب الرئيس عباس في المؤتمر السابع لحركة فتح، واستعداده للعودة إلى المفاوضات مجددا، وتنازله عن شرط وقف الاستيطان كمقدمة للعودة إلى المفاوضات، وتلويحه بالتوجه لروسيا وفرنسا كطرف وسيط يرعى عملية التفاوض؛ جاءت بناء على رسائل أمريكية وإسرائيلية وجهت له بضرورة اتخاذ موقف صارم بالعودة للمفاوضات دون شروط.
السيناريوهات القادمة
وحول السيناريوهات القادمة لمستقبل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية؛ قال رئيس مركز بدائل للدراسات والأبحاث، هاني المصري، إن "أبرز الخيارات المطروحة على الطاولة الإسرائيلية لمفاوضات الحل النهائي؛ هو الطرح الذي يقضي بإعطاء الفلسطينيين نظاما للحكم على شكل كونفدرالية مشتركة مع الأردن، ويتمثل هذا بعودة الوصاية الأردنية على الضفة الغربية، وإعطاء سكانها وثائق سفر وصلاحيات أردنية، كما كان عليه الوضع قبل توقيع اتفاق أوسلو".
وأضاف لـ"
عربي21" أنه "بالتوازي مع ما يحدث في الضفة الغربية؛ سيتم البدء بترتيبات جديدة في قطاع غزة، بحيث يتم ضم القطاع تحت الوصاية المصرية، كما كان عليه الحال قبل اتفاق أوسلو، مع ترتيبات جديدة تتعلق بتوسيع المساحة الجغرافية للقطاع، وضم أجزاء من أراضي سيناء؛ لتستوعب الزيادة السكانية التي حدثت في القطاع بالتزامن مع انحسار مساحته الجغرافية مقارنة بالضفة الغربية".
وأوضح المصري أن "هذه الأدوات هي مقدمة لتقليص صلاحيات رئيس السلطة، تمهيدا لإرجاع محمد دحلان إلى المشهد السياسي، كخيار يلقى قبولا وإجماعا عربيا ودوليا، لإدارة هذا النظام الجديد".
وأشار إلى أن "المفاوض الفلسطيني لا يمتلك أية رؤية أو أدوات يستخدمها في مفاوضاته مع الجانب الإسرائيلي، لذلك فإن استجابة السلطة ستكون مخرجا له ليبقى الرئيس عباس على رأس الهرم السياسي الفلسطيني".
وتابع: "للأسف؛ الخيارات المتبقية أمام السلطة هي الأسوأ والأكثر قابلية للتطبيق على أرض الواقع، بعد قوة المفاوض الإسرائيلي بصعود ترامب إلى سدة الحكم".
ويستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقائه الأول بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في آذار/مارس القادم، بحسب ما أعلنه ديوان الحكومة الإسرائيلية.
ارتياح إسرائيلي
ورأى المختص بالشؤون الإسرائيلية، سعيد زيداني، أن "علاقة الجانب الإسرائيلي بالولايات المتحدة بعد صعود ترامب للبيت الأبيض؛ تمر بأفضل حالاتها"، مشيرا إلى أن الحملة الانتخابية لترامب ركزت على وعوده باستمرار وقوف أمريكا بجانب "إسرائيل" في
مفاوضات الحل النهائي.
وقال زيداني لـ"
عربي21" إن "هناك ارتياحا كبيرا لدى المسؤولين الإسرائيليين لتبني ترامب لوجهة نظر الحكومة الإسرائيلية في ملف المفاوضات مع الفلسطينيين؛ من حيث عدم اشتراطه لوضع جدول زمني للوصول إلى اتفاق بينهم".