نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا لمراسلتها في واشنطن روث شيرلوك، تقول فيه إن الرئيس الأمريكي المنتخب قد يدفع نحو تمرير قانون تسجيل المهاجرين من دول ذات غالبية مسلمة، دون الحصول على مصادقة من الكونغرس، بحسب ما قاله أحد أعضاء الفريق المسؤول عن نقل السلطة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن سكرتير كنساس والمستشار لترامب كريس كوباتش، قوله إن فريق الرئيس المنتخب الموكل بالمهاجرين يقوم بالعمل على صياغة أوامر تنفيذية، تسمح للبيت الأبيض بتأمين بناء جدار، وبشكل عاجل، على طول الحدود مع المكسيك، ويضيف كوباتش أن فريق
ترامب يحاول التأكد من أن وزارة الأمن الداخلي يمكن أن تبدأ سريعا في تنفيذ القضايا التي كانت مهمة لحملة المرشح الجمهوري.
وتشير الكاتبة إلى أن ترامب، الذي قد دعا في البداية إلى "منع شامل وكامل للمسلمين" من دخول الولايات المتحدة، عدل تصريحاته، ودعا إلى "التدقيق الشديد" للقادمين الجدد إلى أمريكا من بلدان تنشط فيها الجماعات المتطرفة.
وتورد الصحيفة نقلا عن كوباتش قوله في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "رويترز"، إن فريق ترامب يقترح إعادة العمل بنظام التسجيل الوطني للدخول والخروج، وهي السياسة التي تم العمل بها لفترة قصيرة بعد هجمات11/ 9، وبناء على ذلك النظام، فإن الأشخاص الذين ينظر لهم على أنهم يمثلون "خطرا عاليا" كانوا يحولون للتحقيق عند دخولهم الولايات المتحدة مع أخذ بصماتهم، فيما كان يطلب من الذكور غير المواطنين الأمريكيين، ممن هم فوق سن السادسة عشرة من العمر، الحضور بشكل دوري إلى مؤسسات الأمن من أجل فحص ملفاتهم، مشيرة إلى أنه تم التخلي عن النظام بعد عام 2011، وبعد أن اعتبرته وزارة الأمن القومي غير مهم، وتعرض لانتقاد من جماعات الحقوق المدنية؛ لاستهدافه بطريقة غير عادلة المهاجرين من الدول ذات الغالبية المسلمة.
ويعلق التقرير قائلا إن "كوباتش يعد من أكثر الأصوات المتشددة في الحزب الجمهوري في القضايا المتعلقة بالهجرة، وقد ساعد على تصميم ذلك البرنامج عندما كان يعمل مع وزارة العدل في ظل حكم جورج دبليو بوش، ولم يؤكد مكتب ترامب مباشرة دورا لكوباتش في عملية نقل السلطة، وكان سكرتير ولاية كنساس من الأصوات المؤثرة في حملة ترامب للرئاسة الأمريكية، وزعم أنه ساعد في تطوير استراتيجية (اجعل المكسيك تدفع) كلفة بناء الجدار على الحدود، ووعد ترامب بترحيل المهاجرين من أصحاب السجلات الإجرامية، إلا أن منظمات حقوق الإنسان قالت إن الرئيس المنتخب وضع تعريفا واسعا لتصنيف الأشخاص، الذي قد يشمل أشخاصا أوقفتهم الشرطة بسبب السرعة، أو لأنهم تهربوا من دفع أجرة الوقوف في مواقف السيارات".
وتلفت شيرلوك إلى أن المكسيك رفضت بشكل متكرر وواضح تحمل مسؤولية وكلفة بناء جدار، وقالت إنها أنشأت قنصلية تقدم الخدمات على مدار الساعة لمواطنيها المقيمين في الولايات المتحدة.
وتنوه الصحيفة إلى أن عمدة نيويورك الديمقراطي بيل دي بلاسيو، حذر يوم أمس ترامب من المواقف المتشددة تجاه المهاجرين، التي قد تؤدي إلى نشر بذور عدم الثقة بينهم وبين قوات حفظ الأمن والقانون، وقال إنه حذر ترامب من أن شرطة نيويورك لديها 900 موظف مسلم، ودعا الرئيس المنتخب إلى عدم تفعيل قرارات متعلقه بترحيل جماعي، تؤدي إلى تشتيت العائلات.
ويفيد التقرير بأن تصريحات كوباتش جاءت وسط تقارير تقول إن فريق نقل السلطة في حالة من التشتت، وكان قد استبدل حاكم نيوجرسي وأحد كبار داعميه كريس كريستي، وسلم نائبه مايك بينس مسؤولية الإشراف على عملية نقل السلطة، لافتا إلى أن ترامب استخدم "تويتر" لنفي الشائعات حول خلافات داخل فريقه، كما ورد في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، وعلق قائلا: "قصة (نيويورك تايمز) الفاشلة، والمتعلقة بعملية نقل السلطة، غير صحيحة، فهي تسير بسلاسة، وتحدثت مع عدد من القادة الأجانب".
وتذكر الكاتبة أنه يقال إن غارد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره الخاص، يقوم بالتخلص من الأسماء الموالية لكريستي كلها، منوهة إلى أن الفريق تعرض لانتقادات واسعة في الأيام الأخيرة، عندما قرر تعيين عدد من الرموزالمعروفة في دوائر جماعات الضغط، ومن هؤلاء المسؤول السابق في إدارة ريغان، فرانك غافني، وهو أحد الناشطين في "حركة بيرذر"، التي شككت بولادة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما في أمريكا.
وبحسب التقرير، فإنه يعتقد أن تيد كروز، الذي خسر في الانتخابات التمهيدية أمام ترامب، مرشح لتولي منصب النائب العام.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالقول إنه "على ما يبدو، يتعامل ترامب مع عملية اختيار الرموز بطريقة برنامج الواقع الذي كان يقدمه (ذا أبرينتس/ المتدرب)، حيث كتب تغريدة يقول فيها إنه يعرف المرشحين (في القائمة النهائية)، ونفى ترامب في تغريدة أخرى التقارير التي قالت إنه طالب بتصريحات أمنية عالية لأبنائه الكبار".