نشرت صحيفة "التايمز" مقالا للكاتب ريتشارد سبنسر، يتحدث فيه عن الحملة التي أعلنت عنها ما يطلق عليها قوات
سوريا الديمقراطية لاستعادة الرقة، وهو تجمع من مقاتلين أكراد وعشائر عربية، يحظى بدعم من الولايات المتحدة، وتعارض مشاركته تركيا، الخائفة من توسع الأكراد السوريين على حساب الفصائل التي تحظى بدعم منها.
ويقول الكاتب إن التركيز على محاربة تنظيم الدولة هو أحد الأهداف التي ركزت عليها الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هذا الموقف أدى إلى تعزيز موقف النظام السوري والروس الداعمين له.
ويضيف سبنسر أن أحد المطالب المتكررة للروس والنظام السوري هي دعوة الغرب للانضمام إليهم في محاربة تنظيم الدولة، بدلا من دعم المعارضة السورية، التي تريد التركيز على التخلص من نظام بشار
الأسد، منوها إلى أن الروس وحلفاءهم السوريين يبررون ذلك بأن تنظيم الدولة هو تهديد للحضارة الغربية، وأن دعم المعارضة السورية لا يؤدي إلا إلى بث الفوضى.
ويعلق الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، قائلا: "في الحقيقة، فإن الأمريكيين والبريطانيين وحلفاءهم في الناتو هم من يقاتلون تنظيم الدولة من الجو في العراق وسوريا، وتشارك قواتهم الخاصة من الميدان في العمليات في الموصل والرقة الآن".
ويلفت المقال إلى أن "القوات السورية والطيران الروسي لا يشاركان في أي من هاتين الجبهتين، ويقوم نظام الأسد بمسح التهديد الحقيقي له، وهو الجماعات السورية غير المتشددة، وتعاني منطقتهم في شرق حلب من حصار شديد، ولم تنجح محاولاتهم لفك الحصار، حتى دون دعم جوي إضافي من الطيران الروسي للنظام، وفي الغوطة الشرقية، قرب العاصمة دمشق، التي كانت في آب/ أغسطس مسرحا للهجمات الكيماوية، فإن المقاتلين فيها يواجهون اليوم ضغوطا للاستسلام ومغادرتها، وفي الجنوب، حيث أعلن عن وقف إطلاق النار، حتى لا تنتشر الحرب إلى الجارة الأردن، يتقدم النظام".
وتجد الصحيفة أن تغير الوضع لعب لصالح الأسد، الذي أعلن قبل عام عن انتكاسة قواته في العمليات الحربية، لافتة إلى أن "الأسد احتفل الأسبوع الماضي بانبعاثه من الموتى، ودعا عددا من الصحافيين والمحللين إلى العاصمة، حيث عقد مؤتمرا للبحث في الحرب السورية، وعندما سألته مراسلة صحيفة (صاندي تايمز) عن حياته اليومية وشعوره بما يجري لأطفال حلب، قال إنه يأكل ويعمل وينام بشكل عادي، ويمارس الرياضة، وضحك عندما سئل عما إذا كان يهتم بسمعته في الخارج".
ويرى سبنسر أن "الانقلاب المهم في حظوظ النظام حدث لأن العديد من الدول قامت بالدور نيابة عنه: الروس، والمليشيات من
روسيا وباكستان وأفغانستان، ومرتزقة من صربيا، والآن الأمريكيون، الذين يقولون إنهم يريدون إنقاذ المدينة من براثن تنظيم الدولة وحماية العرب السنة، ولأن الغرب يريد الحفاظ على وحدة سوريا، فإن الأسد سيكون الرابح الأول؛ لأنه لم يظهر استعدادا للتخلي عن السلطة".
ويخلص الكاتب إلى القول إن "الأسد سيكون ممتنا للانتخابات الأمريكية، فلا أحد يلقي بالا لو تم محو حلب، وفي حالة فاز دونالد
ترامب في الانتخابات الرئاسية، فإن قضية المعارضة ستنتهي، خاصة أن ترامب على علاقة جيدة مع الروس، وحتى لو فازت هيلاري كلينتون في الانتخابات، فإنها ستتردد بالمخاطرة بما تبقي لها من رأسمال سياسي وإنفاقه على عملية في سوريا غير مأمونة العواقب، وما على الأسد إلا الجلوس والضحك".