بعد ثلاث سنوات من الدعوة لها والمشاركة فيها؛ أعرب كثير من متظاهري 30 حزيران/ يونيو، وقادة "
جبهة الإنقاذ" المتحالفة مع العسكر حينها، والمناوئة لحكم الرئيس الشرعي
محمد مرسي، بمرارة حصاد مشاركتهم في تلك المظاهرات التي وصفوها بـ"الأسوأ في تاريخ
مصر".
وقال منسق حركة كفاية، عضو جبهة الإنقاذ السابق، جورج إسحاق، إنه "بعد مرور ثلاث سنوات؛ أرى أن الجبهة تفككت تقريبا؛ نتيجة إغلاق المجال العام، الذي يجب فتحه مجددا للتعبير عن الرأي، وعدم الانفراد بالرأي والقرار".
ورهن تخفيف حالة الاحتقان في الشارع "بالإفراج عن المعتقلين، وفتح المجال العام، وحرية التعبير في وسائل الإعلام"، مضيفا لـ"
عربي21" أنه "عندما تكون الأجهزة الأمنية هي المسيطرة على مصر بأسرها؛ فإن الوضع خطير للغاية، ولنا في اعتقال وسجن متظاهري تيران وصنافير عبرة".
وطالب إسحاق بـ"إلغاء دور أجهزة الأمن المتحكمة في المجال العام، وفي المجتمع؛ من أجل تحقيق الحريات"، متهما النظام الحالي "بتهميش دور المؤسسات والأحزاب المدنية، على حساب مؤسسة الجيش، والدوائر الأمنية المقربة منه".
تفتيت "30 يونيو"
من جهته؛ قال القيادي السابق في حزب الدستور، عضو جبهة الإنقاذ السابق، شادي حرب، إن "جبهة
30 يونيو لم تحقق سوى نجاحات جزئية، وتم التآمر عليها، ما أدى إلى تفتت جبهة الإنقاذ لصالح النظام الحالي، ولقطع الطريق عليها، ومنعها من الوصول إلى دولة مدنية حقيقية".
وأضاف لـ"
عربي21" أن النجاح الوحيد الذي تحقق هو "التخلص من حكم جماعة الإخوان، إلا أنه في المقابل ظهر الحكم العسكري، وهو حكم سلطوي يرسخ لدولة الاستبداد"، متوقعا "أن لا يستتب الأمر للنظام الحالي، الذي يظن أن استخدام فزاعة الإخوان كفيل بإسكات أصوات المعارضة".
وذهب حرب إلى القول بأن "البديل الوحيد للحكم العسكري؛ هو جماعة الإخوان المسلمين"، معللا عدم قيام فريق تظاهرات 30 يونيو بالدفاع عنها، بـ"تغير الظروف على الأرض، وتراكم المخاوف لدى جموع الشعب من ردود النظام الأمنية، وخشية السقوط في شراك جماعة الإخوان مجددا" على حد تعبيره.
خديعة كبرى
وفي المقابل؛ رأى أستاذ العلوم السياسية، أحمد دراج، أن "30 يونيو كانت خديعة كبرى".
وقال لـ"
عربي21": "لم يحدث شيء مما كان يريده تحالف 30 يونيو"، مؤكدا أن "جميع ملفاته تشهد إخفاقات".
وتوقع في حديثه لـ"
عربي21" أن لا تتحرك جموع 30 يونيو مجددا، معللا ذلك بـ"التعامل الأمني الفج والغليظ من قبل السلطات، وحالة الانقسام داخل الصف، وغياب رموز وطنية حقيقية عن الساحة، ما يغيّب الأمل في التغيير".
واستهجن استخدام سلطات الانقلاب في مصر لـ"فزاعة الإخوان، التي أرهبت الناس، وحالت بينهم وبين المشاركة في الحراك الثوري"، مضيفا أن "هذا النظام أسوأ من نظام مبارك، فهو يفتقر لرجال الدولة، ويفتقد لغة الحوار والفكر".
وحذر دراج من انهيار الدولة، وقال إن "النظام لا يفعل شيئا سوى الحفاظ على المؤسسات التي تحفظ الحكم، وهي الجيش والشرطة والقضاء"، مؤكدا أن "المحصلة ليست المربع صفر، بل أقل من الصفر بدرجات".
الأمن مقابل كل شيء
على الجانب الآخر؛ رأى المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار، شهاب وجيه، أن "جبهة 30 يونيو نجحت في تحقيق الأمن والاستقرار".
وقال لـ"
عربي21" إن "نحاجا كبيرا قد تحقق على المستوى الأمني"، متوقعا أن لا تشهد مصر "ثورة جديدة؛ لأن تحسين الأوضاع قائم على فكرة الإصلاح؛ من خلال إرادة سياسية قائمة" على حد قوله.
واستدرك وجيه بالقول إن النظام الحالي واجه إخفاقات على المستوى الاقتصادي والسياسي والحقوقي، مؤكدا أن "العقلية المسيطرة على القطاع العام المصري؛ هي نفس العقلية القديمة" على حد تعبيره.
وعزا التراجع في ملف الحريات والحقوق إلى "حجم التحديات الحقيقية التي تواجهها الدولة المصرية"، معربا عن أمله في أن تتحسن خلال الأعوام المقبلة.
وحمل وجيه نخبة ما بين ثورة يناير ومظاهرات 30 يوينو "المسؤولية عن أفولها السياسي"، ذاهبا إلى القول بأنها "كانت أبواقا إعلامية جيدة؛ أكثر منها حركات سياسية شعبية على الأرض".