أكدت صحف بريطانية أن أهم التحديات التي تواجه
مصر في مجال
السياحة هو عدم ثقة
الدول الغربية في قدرة نظام عبد الفتاح
السيسي على ضمان أمن وسلامة رعاياها عندما يزورون المنتجعات السياحية.
وأوضحت أن المخاوف الغربية تضاعفت مؤخرا بسبب انتشار عناصر تنظيم الدولة في سيناء، على مقربة من مدينة شرم الشيخ، أهم مقصد سياحي في البلاد.
وكانت السياحة المصرية قد تلقت ضربة قاصمة نهاية تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي حينما تم تفجير طائرة ركاب روسية في أجواء سيناء، وعلى متنها 224 راكبا، وبعد الحادث، أصدرت معظم دول العالم تحذيرات لرعاياها من السفر إلى مصر، كما حظرت شركات الطيران العالمية المرور فوق سيناء.
أوضاع بائسة
وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إلى أن السياحة المصرية تعاني أوضاعا شديدة البؤس، حيث تراجعت أعداد السياح بأكثر من 85% خلال الأسابيع الأخيرة، لافتة إلى أن إحجام السياح البريطانيين عن السفر إلى شرم الشيخ قضى على أي آمال لانتعاش قريب، خاصة وأن السياحة الغربية تشكل وحدها أكثر من ثلاثة أرباع حجم السياحة الوافدة إلى البلاد.
ووفقا لإحصاءات البنك المركزي المصري، فإن عدد السياح انخفض من 14.7 مليونا عام 2010 إلى 6.5 مليون فقط في 2015.
وتقول "ديلي ميل"، في سياق تقرير لها أمس السبت، إنه على الرغم من إجماع العالم على أن تفجير
الطائرة الروسية ناتج عن عمل إرهابي، إلا أن السلطات المصرية تنكر هذا، وترفض الاعتراف بوجود أي مشكلات أمنية في مطاراتها.
وأعادت الصحيفة التذكير بتقرير نشرته في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أكدت فيه عدم جدية أجهزة الأمن المصرية في حماية السياح الأجانب، في أعقاب تحطم الطائرة الروسية، حينما كشفت أن العديد من فنادق "شرم الشيخ" تستخدم أجهزة غير حقيقية للكشف عن الأسلحة والمتفجرات، ولفتت إلى أن الجيش المصري هو من أنتج هذه الأجهزة الوهمية وباعها للمنشآت السياحية.
ونشرت وسائل إعلام غربية مقاطع فيديو تظهر تلقي أفرادا في الشرطة المصرية مبالغ بسيطة من المال مقابل السماح للركاب بتفادي تفتيش حقائبهم في مطار شرم الشيخ قبل ركوب الطائرات، بالإضافة إلى انشغال ضباط باللعب على هواتفهم المحمولة بدلا من متابعة الحالة الأمنية في المطار.
مليار جنيه خسائر شهرية
أما صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، فقالت إن عوائد قطاع السياحة في مصر سجلت تراجعا بنسبة 120 مليون جنيه استرليني (أكثر من مليار جنيه مصري) شهريا"، مشيرة إلى تجديد وزارة الخارجية البريطانية تحذيرها من السفر إلى مصر ووصفته بأنه "مخاطرة".
وحذرت الخارجية السياح بأن شركات الطيران البريطانية لم تعد تسير رحلات من وإلى مدينة شرم الشيخ، لافتة إلى أن بعض المناطق في مصر لا يجب زيارتها على الإطلاق تحت أي ظرف، كما مددت شركة "توماس كوك" البريطانية - ثاني أكبر شركات السياحة الأوروبية - حظر رحلاتها إلى "شرم الشيخ" حتى نهاية مارس المقبل بسبب المخاوف الحالية.
وأشارت "الاندبندنت" إلى أن مثل هذا القرارات تطيل من أمد أزمة السياحة المصرية، ويزيد الاقتصاد بؤسا.
انهيار السياحة يزيد السخط على السيسي
بدورها، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن العاملين في قطاع السياحة المصري يواجهون أوقاتا شديدة الصعوبة بسبب فقدانهم لمصدر دخلهم الوحيد.
وأشارت الصحيفة إلى أن انهيار السياحة أدى إلى تزايد السخط على السيسي الذي انقلب على الرئيس محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013، واستولى على الحكم بحجة استعادة الأمن والاستقرار وإنعاش الحالة الاقتصادية، وهو مالم يحدث.
ونقلت "التايمز" عن عدد من أبناء مدينة "شرم الشيخ" قولهم إن السيسي تسبب في إفقارهم، مشيرين إلى أن أصحاب المشروعات السياحية اضطروا إلى تسريح أغلب العاملين لديهم بسبب تلك الأزمة الخانقة.
ونوهت الصحيفة إلى فشل المبادرات التي تبنتها الحكومة المصرية بتشجيع السياحة الداخلية لتعويض غياب الزوار الأجانب، لافتة إلى أن المصريين لا يدفعون بالعملة الأجنبية كما يفعل الأجانب، وبالتالي تظل المشكلة قائمة.
وفي هذا السياق، قال "سامي محمود" رئيس هيئة تنشيط السياحة إن موسم رأس السنة هذا العام كان الأسوأ منذ سنوات طويلة بسبب تدني نسبة الإقبال على المنتجعات السياحية.
وفد أمني بريطاني يتفقد شرم الشيخ
وكشفت تقارير صحفية مصرية أن وفدا أمنيا بريطانيا سيزور مطار شرم الشيخ يوم 14 شباط/ فبراير المقبل لتفقد الحالة الأمنية والتأكد من استيفاء الاشتراطات المطلوبة لاستئناف حركة الطيران البريطانية من وإلى شرم الشيخ.
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت كانون الأول/ ديسمبر الماضي التعاقد مع شركة "كونترول ريسكس" البريطانية المتخصصة في مجال الأمن لمراجعة وتقييم الوضع الأمني بجميع المطارات المصرية، في محاولة لطمأنة الدول الغربية على سلامة الإجراءات الأمنية المتبعة.
وفي محاولة أخيرة لزيادة أعداد السياح الوافدين إلى مصر، وخاصة من الأسواق الآسيوية، أعلنت السلطات المصرية السماح بدخول الأفواج السياحية الصينية للبلاد بدون الحصول تأشيرة مسبقة، كما كان متبعا من قبل، على أن يحصلوا على تأشيرة دخول "اضطرارية" من المطارات بعد وصولهم إلى مصر.