نشرت مجلة سلايت الفرنسية؛ تقريرا حول سمية أردوغان، ابنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أشارت فيه إلى الإشعاع الذي تحظى به هذه الفتاة، ودورها في تعزيز شعبية حزب العدالة والتنمية في صفوف الشباب والمحافظين، من خلال مواقفها وأدوارها.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن سمية أردوغان تعد الأكثر تميزا من بين الأبناء الأربعة للزعيم التركي الذي خرج منتصرا في الانتخابات الأخيرة، وهو ما جعل الكثيرين يسمونها "كلود شيراك التركية"، في إشارة لابنة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، التي لعبت دورا كبيرا في دعم أبيها ومرافقته وتقديم المشورة له في بعض المسائل.
وذكرت المجلة أن سمية كانت في التاسعة من عمرها حين انتخب والدها عمدة لمدينة إسطنبول، وفي سن الـ14 تعرض أردوغان للسجن بسبب قصيدة وطنية للشاعر التركي ضياء قوكلب، اعتبرها النظام الحاكم في ذلك الوقت دعوة لثورة إسلامية ضده. وفي سنة 2003 عندما بلغت سمية سن الـ19 أصبح أردوغان رئيسا للوزراء، بعد فوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية مطلقة في الانتخابات.
واعتبرت المجلة أن سمية أردوغان تمثل جيلا جديدا من الإسلاميين الوطنيين في
تركيا، دخل للحياة السياسية في بلاده مع وصول العدالة والتنمية للحكم، وهي تعد نموذجا للشباب التركي المتدين، ما جعلها تحظى بثقة والدها.
ونقلت عن المجلة عن "إليف"، إحدى رفيقاتها اللواتي درسن معها، قولها: "لقد عرفت سمية للمرة الأولى عندما كان عمري 12 سنة، أثناء دروس صيفية في العلوم الإسلامية، وكان اسم والدها في ذلك الوقت قد أصبح معروفا جدا، ولكنها كانت متواضعة جدا وودودة، وتحب مقابلة الناس والتواصل معهم".
وأضافت إليف: "أنها هي وسمية كن ضمن مجموعة الفتيات اللواتي تحدين قرار منع
الحجاب، ورفضن نزعه في المدرسة، وانتهى الأمر بسمية بالذهاب لمدرسة أخرى، ثم غادرت مع شقيقتها إسراء لمواصلة الدراسة في الولايات المتحدة ثم لندن، حيث سمح لهما بارتداء الحجاب بدون أية مضايقات.
وأشارت المجلة إلى أن سمية كانت خير سفير لوالدها في عدة مناسبات، حيث أرسلها في شباط/ فبراير 2015 إلى مدينة ميرسن، لزيارة عائلة طالبة تعرضت للقتل والحرق بعد أن تم اختطافها واغتصابها.
وذكرت المجلة حادثة وقعت في سنة 2011 في أحد مسارح أنقرة، فبينما كانت تجلس في الصف الأول، قام أحد الممثلين بإيقاف المسرحية وتوجيه عبارات سخرية لها، ما دفعها لمغادرة المكان، وقد أصارت تلك الحادثة جدلا كبيرا، ولكن سمية علقت على موقف النخبة العلمانية بالقول: "إن هؤلاء الفنانين لم يتقبلوا بعد وجود
نساء محجبات ورجال ملتحين وأناس بسطاء ضمن جمهورهم، ولكن هذا لن يمنعني من محبة الفن والذهاب للمسارح... وأنا مرتدية حجابي".
وقالت سلايت إن سمية حضرت في سنة 2014 احتفالات تخريج تلاميذ مدرسة الإمام والخطيب في سعرت، وهي مدينة تضم نسبة من الأكراد والعرب، وقد نجحت حينها في شد الأنظار لأنها تعلمت اللغة العربية، وقدمت خطابا قريبا من الشباب التركي المتدين، تطرقت فيه إلى التضييقات التي كانت تتعرض لها الأقليات في تركيا في السابق، وشجعتهم على الاندماج في المجتمع وإبراز هوياتهم الدينية بعد أن أصبح ذلك متاحا للجميع.
ونقلت المجلة عن الصحفي التركي ألبر ألتوغ قوله: "إن سمية تحسن مسك الميكروفون والحديث، وتحسن التعامل مع وسائل الإعلام، ومن الواضح أنها تلقت تدريبا على التواصل، لأنها تبدو واثقة جدا من نفسها، رغم أنها ليست نجمة تلفزيونية أو نجمة غلاف في المجلات".
وذكرت المجلة أن سمية أردوغان هي نائبة رئيسة جمعية النساء والديمقراطية، وهي تستغل كل الندوات التي تحضرها، على غرار ما حصل في آذار/ مارس الماضي في بروكسل، للتعريف بنضال النساء المسلمات في كافة أنحاء العالم، من أجل العدالة والإنصاف وليس من أجل "المساواة بين الجنسين".
وتقوم سمية باستمرار بنشر مواقفها على موقع فيسبوك، لتأكيد رفضها للانقلاب العسكري الذي نفذه السيسي في مصر، وتدعو بالرحمة لأسماء البلتاجي التي استشهدت في سن الـ17 خلال فض اعتصام رابعة، وتدعو متابعيها لعدم نسيان سوريا وفلسطين ومصر في الدعاء.
وفي الختام، اعتبرت المجلة أن حضور سمية إلى جانب والدها؛ يمثل دعما سياسيا كبيرا له، تماما مثلما كانت كلود لوالدها جاد شيراك، ولكن الحديث عن إمكانية أن تسير سمية على خطى والدها في عالم السياسية يبقى أمرا سابقا لأوانه.