عاود الإعلامي المصري المقرب من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، إبراهيم عيسى، هجومه العنيف على
الخلافة الإسلامية، ووصفها في أحدث مقال له، بأنها "كابوس"، وأنها لم تعرف العدل سوى 12 عاما من 1436 سنة، وفق مزاعمه.
وفي مقاله بعنوان: "الخلافة الإسلامية كابوس وليست حلما.. كيف تكون الخلافة الإسلامية عادلة وهي لم تعرف العدل سوى 12 عاما من 1436 سنة؟، قال عيسى: "هذه الخلافة الإسلامية التي يقتلوننا من أجلها لم تكن إلا حلما استبداديا ظالما قاهرا قاتلا".
وأضاف بجريدة "المقال"، التي يرأس تحريرها، الإثنين: "لم تكن الخلافة الإسلامية إلا إمبراطورية شأنها شأن كل الإمبراطوريات في القرون الوسطى، فيها من
الظلم والعسف والقهر والقمع ما في غيرها، ولم تكن عالما مثاليا، ولا حكما أخلاقيا، ولا كل هذه الأوهام التي يحشرونها في عقول صبية يفخخون أنفسهم، ويدمرون بلادهم سعيا وراء هذه الخرافة".
وتابع: "حتى ما يقولونه عن الخلافة الراشدة يحتاج منا إلى أن نفكر لا أن نبغبغ، فأبو بكر الصديق رضي الله عنه مكث أقل من عامين في الحكم، وقبل أن يلقى ربه أورث الحكم إلى عمر رضي الله عنه، فهل هذا التوريث مكتوب في شرع أو شريعة؟".
واستطرد: "عمر الفاروق حكم عشر سنوات، وكان نموذجا للحاكم الفرد العادل، لكنه لم يقدم نظام حكم إطلاقا بدليل مخالفة عثمان رضي الله عنه بعده لكل ما فعله عمر أصلا، ثم إذا بعصر يمتلئ فتنا وتمردا وانشقاقات وثورة عليه، ثم حرب أهلية طاحنة طيلة خلافة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فعن أي نظام وخلافة يتحدثون؟".
واستطرد عيسى: "عندما يحدثوننا عن عدل الدولة الإسلامية لا يجدون ما يرددونه إلا فترة عمر بن الخطاب، وإمارة عمر بن عبدالعزيز، أي 12 سنة فقط من بين 1436 سنة".
وتابع: "ثم للأسف هؤلاء الأفاقون الذين يتباكون على سقوط الخلافة يوم سقطت الدولة العثمانية جهلة بالتاريخ، ويمسحون بالحقيقة البلاط".
واستشهد بما أورده الكاتب حسين فوزي في كتابه: "سندباد عصري"، نقلا عن المؤرخ المصري الأقدم ابن إياس عن سليم الأول، الخليفة العثماني، وما ارتكبه من انتهاكات، وشنق طومان باي.
وعلق عيسى بالقول: "هذه بعض مآسي الخلافة الإسلامية، وكلها طبقا للشريعة أو للأدق طبقا لشرعهم، وهي الخلافة التي يضحكون على الناس بزعمهم أنها الإسلام، ويحولون هذا الكابوس حلما للسذج، والجهلة، والمختلين".
ويأتي هجوم عيسى على الخلافة بعد تصريحات أدلى بها شيخ الأزهر أحمد الطيب، الأحد، قال فيها إن "الإمامة عند الشيعة بمعنى الإمامة السياسية أو الإمامة التي تلي شؤون الحكم"، موضحا أن "هذه النظرية مستخدمة الآن ليقتل السني الشيعي ويقتل الشيعي السني".
وقال شيخ الأزهر، في حديثه اليومي على التلفزيون المصري، إن "أهل السنة يتحفظون على نظرية الإمامة، كما يراها الشيعة الإمامية، ويرفضونها جملة وتفصيلا، كما وردت في تراثهم القديم والحديث"، متابعا بالقول: "قلنا إن قول النبي: (من كنت مولاه فعلي مولاه) أمام المسلمين لا يصلح أن يكون نصا صريحا يلزم المسلم بأن يكون علي هو الإمام بعد رسول الله؛ لأن الجميع فهم أن هذا تقدير خاص لسيدنا علي".
وكان عيسى قال في تشرين الثاني/ أكتوبر 2014 إنه ليس هناك في الإسلام ما يسمى بـ"الشريعة الإسلامية أو الخلافة"، كما أنكر وجود الحجاب في الإسلام.