اعتبر رئيس الحركة الإسلامية في الداخل
الفلسطيني (الأراضي المحتلة سنة 1948) الشيخ
رائد صلاح، أن تنظيم "
داعش" يشكل عقبة في طريق
المشروع الإسلامي، مشددا على رفض فكر هذا التنظيم وسلوكه، وواضعا علامات استفهام حول نشأته وامتداده.
وفي حوار أجراه صلاح، مع وكالة رسمية، أفاد ردا على بيان صدر عن تنظيم الدولة قبل أيام بإسقاط حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، أن "بيان تنظيم الدولة أصدر أحكاما تكفيرية للمقاومة في غزة، وهدد بأنهم سينتقلون إلى العمل داخل القطاع، إلا أن إمكانية عملهم فيه ستفشل كما فشلوا في السنوات الماضية، فإن دخلوا غزة فسيثيرون فتنة كبيرة لا أحد يعرف نتائجها".
وهدد مقطع مصور، بثته مواقع تابعة للتنظيم قبل أيام، بإسقاط حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، بسبب "عدم تطبيقها الشريعة"، وممارستها التضييق الأمني على أنصاره، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بحكم الإعدام الصادر في مصر بحق أول رئيس مدني منتخب محمد مرسي، أكد صلاح أنه "بات على قناعة بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي يدفع مصر نحو حرب أهلية دموية، لفشله بشكل مطلق، حيث يظن أن طوق نجاته من خطورة محاكمته على يد أحرار مصر، يكون بدفع البلاد نحو حرب أهلية".
وأرجع السبب إلى "إعلانه لذلك عبر القضاة المؤتمرين بأمره (السيسي) لإصدار حكم إعدام مرسي، متمنيا عدم تنفيذ الحكم لأنه (مرسي) الرئيس الشرعي، ويمثل قناعات الشعب، ولمخاوفه من أن تدخل مصر إلى مرحلة جديدة لا يمكن لأحد أن يعرف أين تنتهي الفتنة، التي ستكون صماء بكماء عمياء فيها، إذا نفذ حكم الإعدام"، على حد وصفه.
وحكمت محكمة جنايات القاهرة قبل أكثر من أسبوعين بالإعدام بحق مرسي، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"اقتحام السجون"، إلى جانب 5 آخرين حضوريا، و94 غيابيا، بينهم الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، ووزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود، ولقيت تلك الأحكام إدانات رسمية، وحقوقية، وشعبية واسعة في مختلف أنحاء العالم.
وقال صلاح، "هناك سنن للتغير الله تعالى أنزلها في القرآن الكريم، وهي التي ستمكن المسلمين من الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي، وهي أن تكون وحدة حال بين ثلاث مكونات في الأمة المسلمة، وهي الحاكم العادل، والعلماء، والشعوب، وإذا وجد هذا الاتحاد ستعود الأمة المسلمة إلى عهدها الإسلامي الصادق الواعد، وأنه متفائل بذلك، وستكون خلال السنوات القادمة".
وطالب صلاح المسلمين، في معرض تعليقه على "سلاح مقاطعة البضائع الإسرائيلية"، بتبني القاعدة التي أطلقها الرئيس محمد مرسي، عندما قال - يجب أن نعمل ليل نهار حتى نصل لمرحلة أن نأكل مما نزرع وأن نلبس مما نصنع-.
وأضاف أن "المشروع الصهيوني سر ضعفه في غروره، ولكثرة الظلم الذي بدأ ممارسته في غزة والضفة الغربية، مما جعل كثيرا من المنظمات واتحادات العالم الدولية، بما في ذلك ضمن بريطانيا وأمريكا، بإعلان مقاطعة إسرائيل، ونزع الشرعية عنها، وهذا يعني أن غرور المشروع، سيؤدي إلى ظرف يصبح فيه الطرف الإسرائيلي محاصرا، وتطارده قرارات محاكم، مثال ذلك محاكمة القادة الذين هاجموا قافلة أسطول الحرية (أيار/مايو 2010) بصدور قرار في المحكمة التركية، وغيرها، داعيا إلى استثمار ذلك بوعي وعمق".
وحول التهديدات "الإسرائيلية" المستمرة وإصرارها بحصار قطاع غزة، قال إن "الاحتلال الإسرائيلي لا يريد أن تتمتع غزة بسيادة خارجية، ولا يكون لها تواصل عالمي، وذلك لأنه متخوف من أن تمتع غزة بهما، وهو ما يعني تشكل نواة لدولة فلسطينية لها سيادتها، فتعمل إسرائيل بكل ثمن بعدم منح غزة ذلك".
وشدد على أن "التصريح الإسرائيلي لا يخلو من الدعوة لاقتحام غزة، وتكرار مشاهد الاعتداءات المتكررة، وارتكاب مجازر في القطاع، وهناك أصوات إسرائيلية تقول بأن قوة المقاومة تتعاظم، ويتخوفون من خطورة المستوى الذي تصل إليه، لذا هناك من يقول باقتحام غزة".
وبين أن "من يدعون للاقتحام واهمون، ويخدعون أنفسهم، وحاولت إسرائيل الدخول ثلاث مرات للقطاع، ولكنهم تكبدوا خسائر كبيرة بالأرواح، ولم يتقدموا سوى عشرات الأمتار، وبعدها لم يتمكنوا من التقدم أكثر، وهذا يعني أن حديثهم الوهمي باحتلال غزة مجرد خرافات"، على حد وصفه.
وكشف صلاح أن "التهديدات بحق القدس والأقصى، باتت أكبر بعد انتخابات الكنيست الأخيرة (شباط/فبراير الماضي)، وخاصة ممن يدخلون في حكومة نتنياهو، حيث طالبوا بفتح كل أبواب الأقصى أمام المجتمع الإسرائيلي، ويطالبون بالتعجيل لفرض تقسيم زماني ومكاني، والبعض مضى أبعد من ذلك، بأن مرحلة بناء الهيكل الخرافي قد اقتربت".
وأشار إلى أن "الإجراءات ضدهم باتت أشد في الشهر الماضي، إذ أغلقت جمعيات تعمل لصالح الأقصى، واعتقل نحو ألف معتصم لدورهم في الذود عن الأقصى، وإبعاد أكثر من ألف مسلم ومسلمة عن الأقصى بسبب رباطهم، وهذا لن يفيد الاحتلال، لأنه إلى زوال، والقدس والأقصى هو المنتصر".
والشيخ رائد صلاح ممنوع من دخول المسجد الأقصى منذ 2007، وممنوع منذ سنة ونصف من دخول كامل مدينة القدس، وقبل أيام تم تمديد المنع نصف عام آخر.