في تحول إعلامي غير مسبوق من قبل حكومة إقليم
كردستان العراق، نشر موقع "شبكة رووداو الإعلامية" الموقع كردي شبه الرسمي للحكومة، تقريرا عن الأوضاع في مصر بعد الانقلاب تحت عنوان " من أم الدنيا إلى أم الفشل".
وتحدث الموقع في تقرير نشره الخميس، عن انقلاب الجيش على الرئيس المنتخب، والخطوات العقابية التي قام بها الجيش لمعاقبة أنصار الشرعية، مستعينا في ذلك بالقضاء المتحالف مع الانقلاب، ليصل إلى خلاصة مفادها أن "
داعش" هي النتيجة التي حصلت عليها مصر.
وقال "رووداو" لم "يتوقع أكثر المتشائمين ما يجري حاليا في مصر، فحالة الغليان الثائرة في شوارعها تنذر بحالة شؤم محفوفة بالهجمات المسلحة والعمليات الانتحارية".
الانقلاب على الرئيس
وسجلت الشبكة، أن "محمد
مرسي الذي حكم مصر وفق انتخابات مشروعة أوصلته إلى سدة الحكم قبل تنحيته والإطاحة به، مرسي الذي يعد أول رئيس مصري منتخب بعد أحداث 25 كانون الثاني/ يناير، وقد تولى منصب رئيس الجمهورية في 24 حزيران/ يونيو 2012، قبل أن يعزله الجيش المصري في 3 تموز/ يوليو 2013".
و"قضت محكمة جنايات القاهرة منتصف حزيران/ يونيو الماضي، بإعدام الرئيس المصري محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان في قضية اقتحام السجون، بعد أن خضعوا للمحاكمة طوال الأشهر الماضية في قضيتي الهروب من سجن وادي النطرون، والتخابر مع جهات أجنبية".
وتابعت أنه "منذ الزج بمرسي في السجن لم تنقطع التظاهرات والاعتصامات الحاشدة لمؤيديه مطالبين بعودته إلى السلطة والعودة إلى الشرعية، وفي ضوء ذلك شنت القوات المسلحة المصرية وأجهزة الأمن عمليات اعتقال واسعة لأعضاء ومناصري الإخوان المسلمين حيث مارست السلطات إجراءات صارمة بحقهم بلغت منعهم من الحصول على الوظائف وأحالتهم إلى التقاعد".
وأضافت أن "الحكم العسكري في مصر قد يدفع الشعب إلى التطرف أكثر من ذي قبل، فحاليا يقبع في السجون المصرية نحو 40 ألف سجين من الإخوان المسلمين اعتقلوا خلال أقل من عام".
"أم الدنيا" تستجدي الخليج
واعتبرت أن "الأداء الاقتصادي في مصر منذ أحدات 2011 أقرب للانهيار، بعد انخفاض الناتج المحلي وانهيار عائدات السياحة؛ ما أدى لانخفاض الاحتياطات الرسمية من العملات الأجنبية بنسبة 9 مليارات دولار خلال النصف الأول من العام2011. وتعاني مصر حاليا فجوة التمويل الخارجي بينما تحاول استجداء دول الخليج".
ونسبت إلى نجوى صالح، صحفية مصرية بجريدة "المال" الاقتصادية، قولها إن هناك "انهيار اقتصادي متراكم للأسواق المصرية مع انحسار الموازنة المالية، وتفشي ظاهرة الفساد التي فشلت بكسب الاستثمار الخارجي .
وأضافت، "مصر تستجدي حاليا المملكة العربية السعودية التي بدورها ترعى سياسة مصر ما قد ينذر بتعاطي سلبي مع كيفية النهوض اقتصاديا وسياسيا إزاء الاستجداء الخليجي".
وقالت إن "الحكومة المصرية حاولت أثناء مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي المنعقد مؤخرا لجذب المستثمرين لكن الفساد المستشري عطل ذلك الطموح وفشل المؤتمر من تحقيق أهدافه".
ولم تخف أيضا بأن "مصر تعاني حاليا انقساما اجتماعيا حيال الأزمات المتلاحقة، فالشعب منقسم بين مؤيد لحكومة
السيسي وآخر يأمل لاستعادة الشرعية تحت حكم مرسي".
"هيومن رايتس" : القضاء فاشل
ومضت تقول: "القاضي المصري سعيد يوسف والمعروف أيضا بــ"الجزار" اشتهر بقضية إصدراه لحكمين بالإعدام لــ 1200 شخصين خلال جلستين لم تستمر كل واحدة منها أكثر من ساعة فقط".
وزادت "مجلة "تايم" الأمريكية وصفت الحكمين الصادرين عن "الجزار" بتلقيه ترحيبا وتصفيقا من الإعلام المؤيد للحكومة المصرية، القضاء المصري مساق لإصدار أحكام تتوافق مع حكم العسكر المصري".
وأضافت أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" وصفت القضاء المصري بأنه فاشل، وحاد عن الطريق.
القضاء والعسكر .. أسباب تدفع داعش
وسجلت أن "الهجمات المسلحة التي جرت مؤخرا شمال سيناء توحي بأن تنظيم الدولة (داعش)، ليس بعيدا عن الأحداث التي تعصف بمصر".
وشددت على أن "خطر داعش، والذي طال دول عديدة ويحاول المضي نحو دول أخرى، مثل مصر حيث؛ تشكل الهجمات المسلحة في سيناء ملامح العمليات التي يتبنى غالبا تنظيم الدولة مسؤوليته عنها".
وأوضحت أن "الشعب المصري لم يعد يثق بالقضاء المصري الذي أصبح مطوعا لمصلحة حكومة السيسي، ولم يعد أمام ذوي المعتقلين من الإخوان المسلمين إلا اللجوء للعنف وذلك ما حذرت منه قيادات في الجماعة المحظورة من ممارسة نشاطها السياسي".
وختمت قائلة: "داعش أمام فرصة لا تعوض ليشكل حاضنة كسب لمعارضي حكم السيسي، وقد تحسب التفجيرات والأحداث الأمنية الأخيرة التي ضربت مدن مصرية عدة مكسبا للتنظيم والمرجح توسع ساحة عملياته في مدن أخرى ما قد يدخل مصر في دوامة عنف لا تختلف عن محيطها من الدول العربية وأقربها ليبيا".