ذكرت صحيفة "التايمز" أن عددا من الناشطين
المصريين "اختفوا دون ترك أي أثر يدل عليهم" في الأشهر الأخيرة الماضية، مشيرة إلى أن أعمار بعضهم لا تتجاوز الـ 15 عاما.
وتقول مراسلة الصحيفة في القاهرة بيل ترو إن حوالي 163 ناشطا اختفوا من الشوارع وبيوتهم وجامعاتهم منذ شهر نيسان/ إبريل، بحسب منظمة مصرية تتابع شؤون السجناء، وقد عثر على اثنين منهما ميتين لاحقا.
وينقل التقرير عن خالد عبد الحميد، الذي شارك في التحقيق الذي قامت به منظمة "الحرية للجدعان"، قوله: "حتى في أحلك فترات مصر، وعندما كان هناك تصاعد في عمليات الاعتقال، كنا نعثر على الأشخاص في مراكز الشرطة أو في السجون، أما الآن فنحن نتعامل مع ظاهرة جديدة، حيث يختفي الأشخاص في الهواء".
وتشير الصحيفة إلى أن معظم حالات الاختفاء حدثت في محافظتي القاهرة ودمياط. وتم تحديد مكان 64 ناشطا، بعد بحث مستميت من عائلاتهم، أما الآخرون فلا تزال أماكن إقامتهم مجهولة.
وتوضح الكاتبة أن حالات الاختفاء تأتي في ظل
القمع المستمر ضد مؤيدي الرئيس محمد
مرسي، الذي أطاح به الجيش في تموز/ يوليو 2103، وملاحقة المعارضة للانقلاب، حيث تم اعتقال مئات الآلاف من المعارضين، لافتة إلى أن السلطات الأمنية تقوم الآن باعتقال المعارضين والناشطين دون بلاغ من الشرطة، ولا تقدم معلومات عن مكان احتجازهم.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن حالة إسلام عطيتو (23 عاما)، هي من أكثر الحالات تطرفا، وهو طالب هندسة في جامعة عين شمس، حيث عثر على جثته المخرقة بالرصاص ملقاة في الصحراء في اليوم الذي حضر فيه رجلا أمن إلى قاعة الامتحانات في الجامعة يطالبان برؤيته، وذلك في الشهر الماضي. وأصدرت الداخلية بيانا قالت فيه إنه قتل بعد إطلاقه النار على رجال أمن حاولوا القبض عليه بتهمة قتله عقيدا في الشرطة، وذلك في مخبئه في الصحراء.
وتورد الصحيفة أن من الحالات المتطرفة أيضا حالة إسراء الطويل (23 عاما)، وهي المصورة الصحافية التي تعاني من مصاعب في المشي على قدميها، بعد إطلاق النار عليها من خرطوش أصاب ظهرها. وآخر مرة شوهدت فيها كانت مع زميليها عمر محمد (22 عاما) وصهيب محمد (23 عاما) وهم يتناولون الطعام في مطعم في حي الزمالك في القاهرة. وقد شارك الثلاثة في التظاهرات المؤيدة لمرسي بعد الإطاحة به.
وتنقل ترو عن صديق للثلاثة قوله إن عائلاتهم تلقت مكالمات من هواتف الثلاثة النقالة، ولكن لم يتحدث أي منهم على الطرف الثاني، ثم انقطع الخط. ويقول سجين إنه شاهد عمر في سجن عالي السرية، وبعدها اختفت آثاره.
ويبين التقرير أن والد الطويل قال إنه قام بإبلاغ النائب العام ووزارة الداخلية والأمن والرئيس، ولكنه "لم نسمع أي خبر". أما صهيب محمد فقد كان من المفترض أن يحضر إلى المحكمة في 4 حزيران/ يونيو في إعادة المحاكمة، التي يتهم فيها بمساعدة الإخوان المسلمين، وقد تزامنت محاكمته مع إعادة محاكمة صحافيي قناة "الجزيرة"، المتهمين بنشر أخبار كاذبة.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن وزارة الداخلية نفت القيام بعمليات اختطاف. وقال مصدر لصحيفة "الشروق" إن "أي شخص يعتقل تتم معاملته بناء على الإجراءات القانونية".