علقت صحيفة "التايمز" البريطانية على آخر شريط فيديو لتنظيم الدولة، ويظهر قتل 30 إثيوبيا. ولم يتم التأكد بعد من صحة الفيديو، ولو ثبتت صحته فسيكون عدد المسيحيين الذين قتلهم فرع التنظيم في
ليبيا قد وصل إلى 50 مسيحيا.
وترى الصحيفة في افتتاحية لها تحت عنوان "مجزرة المغرب"، أن الاستراتيجية التي يتبعها التنظيم واضحة، فكلما زاد الضغط عليه في العراق بحث عن طرق لتوسيع مستوى الإرهاب في شمال
أفريقيا وتحديدا في ليبيا، وتعطيل جهود التوصل إلى تسوية سلمية بين الفرقاء.
وتبين الافتتاحية، التي اطلعت عليها
"عربي21"، أنه في الوقت الذي لم تؤكد فيه أديس أبابا مقتل الإثيوبيين، إلا أنه لا يوجد سبب يدعو إلى الشك في مزاعم الجهاديين. فالإثيوبيون يشكلون النسبة الكبرى من المهاجرين الذين يتدفقون على ليبيا؛ بحثا عن طرق للوصول إلى أوروبا. والمشكلة هي أنهم يضعون حياتهم في أيدي المهربين، الذين لا يبحثون إلا عن المال.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك مخاوف من مقتل 950 مهاجرا غير شرعيين غرقوا في مياه البحر الأبيض المتوسط، بعد أن غرق قاربهم في عرض البحر. وجاء هذا الحادث بعد غرق 450 الأسبوع الماضي، نظرا إلى نشاط
تنظيم الدولة في معظم أنحاء ليبيا، خاصة في المناطق التي ينشط فيها المهربون، وينظمون مخيمات للراغبين بالهرب.
وتجد الافتتاحية، التي ترجمتها
"عربي21"، أن هدف تنظيم الدولة هو تسريع انزلاق ليبيا نحو الفوضى، فإن وجود دولة فاشلة يسهل استغلالها أفضل من وجود دولة فيها حكومة مركزية تسيطر على حدودها ومصادرها. ويتمكن التنظيم في هذه الحالة من إرسال خلايا نائمة إلى أوروبا.
وتستدرك الصحيفة بأن توقيت الجريمة الأخيرة، التي ارتكبها التنظيم، تقدم صورة عن الأمل الضعيف للمنطقة. فقد جاءت في وقت كان فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحضّر لاجتماع لمناقشة إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة الجهاديين في منطقة المغرب العربي. وجاءت في الوقت الذي أعلن فيه المبعوث الدولي الخاص لليبيا برناندينو ليون عن موافقة الأطراف المتصارعة في ليبيا للجلوس على طاولة المفاوضات. وقال ليون: "نعرف أن أعداء هذه الاتفاق سينشطون أكثر في الأسابيع المقبلة".
وتلفت الافتتاحية إلى أن زيارة أسقف كانتبري جاستين ويلبي إلى القاهرة، واجتماعه مع السيسي وشيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، تعد مهمة، خاصة أن المجلس الثقافي البريطاني عرض تقديم خدماته، وتنظيم دورات لتعليم اللغة الإنجليزية للأئمة كي يتمكنوا من مواجهة الدعاية الجهادية التي ينشرها الجهاديون، خاصة باللغة الإنجليزية.
وتخلص "التايمز" إلى أنه "في الوقت الحالي يتواصل اضطهاد مسيحيي شمال أفريقيا، وكأن عام 2015 من العصور المظلمة".