حرصت الفضائيات
المصرية الخاصة على استضافة اللواء الليبي المنشق، خليفة
حفتر، قائد "عملية الكرامة" الليبية وقائد "الجيش الوطني الليبي"، المناهض لـ"غرفة ثوار
ليبيا"، لتأكيد مباركتهم التدخل العسكري المصري في ليبيا، قبل بدء القصف المصري مباشرة.
وجاءت الغارات المصرية بعد ساعات من تأكيد اللواء حفتر لفضائية مصرية أنه لا يمانع في أن يقوم الجيش المصري بالرد وتوجيه ضربات انتقامية تستهدف من وصفهم بالإرهابيين داخل المدن الليبية.
ونقلت قناة "دريم" عن حفتر قوله إن "انتشار تلك الجماعات المتشددة على الأراضي الليبية الهدف منه هو الزحف على مصر، والنيل من الدولة المصرية، بعد ما حدث في 30 حزيران/ يونيو 2013"، مطالبا الجيش المصري بإمداد الجيش الليبي بالإمكانيات اللازمة لدحر "العناصر الإرهابية"، والتنسيق مع الجيش المصري لمنع وصول نشطاء "
تنظيم الدولة" إلى الحدود المصرية، بحسب قوله.
وقال حفتر إنه "لو لم يكن الجيش الوطني الليبي قد حقق تقدما كبيرا على الصعيد الميداني، وتمكن من القضاء على عدد كبير من الجماعات المتشددة المتوغلة في المدن الليبية، لكان من المؤكد وصول عدد كبير منها إلى داخل مصر والعاصمة القاهرة".
وأضاف حفتر، في تصريحاته، الاثنين، أن "الجماعات المتشددة جاءت من آسيا وأوروبا والسودان ومالي والنيجر، لتبني هيكلها التنظيمي داخل الأراضي الليبية، من خلال ما قامت به من عمليات إرهابية استهدفت به مئات الضحايا من مواطني ليبيا الأبرياء".
تحالف الشرعية يحذّر
بدوره، أدان "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المعارض للسلطة في مصر، قتل المصريين في ليبيا على أيدي تنظيم الدولة، مؤكدا أنه "لا يوجد فرق بين من يقتلون المصريين في الخارج وبين الانقلاب الذي يقتل المصريين في الداخل"، محمّلا من أسماها "عصابة الانقلاب مسؤولية الحادث بالاشتراك مع القتلة"، ومحذّرا من توريط مصر في عمليات خارج أراضيها.
وقال التحالف في بيان له الاثنين، إن عبدالفتاح
السيسي "استعدى الدول المجاورة، وأقحم مصر ضمن صراعاتهم، وهو من أفقر البلاد وأندرها في فرص العمل، ما دفع أبناء مصر للهرب للخارج من أجل لقمة العيش، ما أدى بهم إلى أن يقعوا فريسة لعمليات الخطف والقتل".
استنفار عسكري مصري على حدود ليبيا
من جانبها، رفعت قوات الجيش المصري درجة استعدادها على الحدود الغربية مع ليبيا الاثنين، بعد غارات نفّذتها مقاتلات مصرية على أهداف قالت إنها لتنظيم الدولة هناك.
وقالت مصادر محلية ليبية إنه قتل فيها ثلاثة أطفال، فيما قالت مصادر بقوات حفتر للتلفزيون المصري إنها أدت لمقتل 40 على الأقل من مسلحي تنظيم الدولة، التي نفت بدورها مقتل أي من قواتها، فيما قالت صحيفة "البديل" اليسارية المصرية إن بشير الدرسي -أحد كوادر تنظيم الدولة في ليبيا- قتل في الغارة المصرية.
وقال مصدر عسكري مصري في تصريحات صحفية، إن قوات المنطقة الغربية العسكرية عززت من وجودها وانتشارها بطول الحدود البالغة نحو 1200 كيلو متر.
وأفاد المصدر بأن رفع درجة الاستعداد القصوى بالمنطقة الغربية يأتي إجراءً احترازيًا في أعقاب الضربات الجوية التي نفذها سلاح الجو المصري ضد معاقل تنظيم الدولة بمدينة درنة الليبية فجر الاثنين، عقب قيام التنظيم بذبح 21 مصريا في وقت سابق.
وأعلنت السلطات في منفذ السلوم البري حالة الاستعداد القصوى لاستقبال المصريين العائدين من ليبيا، وقال مصدر في المنفذ إن هناك "توجيهات من القيادة السياسية بتقديم كافة سبل الدعم وتسهيل إجراءات ونقل المواطنين المصريين من الحدود إلى داخل الأراضي المصرية، ونقلهم إلى محافظاتهم"، بعد قرار مصر منع السفر لليبيا، ودعوتها المصريين للعودة، ومطالبة "ثوار ليبيا" المصريين بمغادرة ليبيا خلال 48 ساعة لمنع استغلالهم في أعمال انتقامية توتر العلاقة بين الشعبين.
وقبل بدء الضربات المصرية مساء الأحد، أفادت مصادر في المنطقة الغربية، قيام طائرات سلاح الجو بطلعات جوية مكثفة على الحدود مع ليبيا، بالإضافة إلى الدفع بقوات إضافية من الجيش وقوات حرس الحدود والشرطة لتمشيط الحدود.
وأكد مساعد وزير الداخلية، اللواء العناني حمودة، أن تعزيزات من الجيش والشرطة وصلت بالفعل إلى حدود ليبيا، وأنه يتم مراقبة أي تحركات بأحدث الأجهزة والتقنيات، ورصد أي تحرك على الشريط الحدودي مع ليبيا.
وأضاف العناني أن الحدود مؤمنة ومسيطر عليها بشكل كامل، وأن منفذ السلوم يستقبل المصريين النازحين من ليبيا، لافتا إلى أنه تم منع الراحات والإجازات ومضاعفة أعداد ضباط قسم الجوازات لاستقبال المصريين العائدين.